سيناريوهات تعكس مبالغة الشخص في تقدير نفسه

لا يفرط الأفراد في ثقتهم بقدراتهم أو ذكاءهم فحسب؛ بل يميلون، ولا سيما في الثقافات الغربية إلى المبالغة في تقدير قدراتهم في معظم المجالات.



فيما يأتي ثلاث طرائق شائعة يبالغ فيها الناس في تقدير أنفسهم:

1. نعتقد باستمرار أنَّنا أكثر كرماً وإيثاراً مما نحن عليه بالفعل:

قال 84% من المشاركين في إحدى التجارب: إنَّهم سيتعاونون مع شركائهم لتحقيق نتيجة متساوية للشريكين كليهما، ومع ذلك لقد تعاون في التجربة 61% من الأشخاص فقط، بينما اختار البقية التصرف لمصلحتهم الذاتية؛ ففي الحياة الواقعية يحدث هذا غالباً عندما تُتَاح الفرصة للناس لمساعدة الآخرين، ويعدُّون أنفسهم من النوع الطيب، والمعطاء، والذي يفعل ذلك حقاً، ولكنَّهم لا يقدمون أيَّة مساعدة؛ لأنَّها لا تكون مناسبة لهم.

2. لدينا تحيز للبقاء:

يجعلنا التحيز للبقاء نركِّز على نجاحاتنا، ونتجاهل إخفاقاتنا؛ ممَّا يؤدِّي إلى ثقتنا المفرطة بأنفسنا؛ لأنَّنا نادراً ما نأخذ وقتاً للاعتراف بأغلاطنا، وبدلاً من ذلك يتذكر دماغنا الذكريات التي ازدهرنا فيها؛ لأنَّ هذا هو الشيء الجيد الذي ينبغي التركيز عليه.

3. نعتقد أنَّ تفسيرنا للعالَم صحيح:

عندما نفشل من السهل إلقاء اللوم على عاتق شخص آخر لعدم قدرته على تقدير مدى روعة عملنا، وعلى نفس المنوال في الجدالات، لدينا ميل للاعتقاد أنَّ حجتنا قوية، وعلى الرَّغم من أنَّنا نعتقد أنَّنا نستطيع فهم وجهة نظر الشخص الآخر؛ فإنَّنا نؤمن أنَّه مخطئ؛ وذلك لأنَّه غير قادرٍ على فهم وجهة نظرنا، وإلا كان سيرى أنَّنا على حق، ويفكر الشخص الآخر في الشيء نفسه، ولهذا قد يبدو حلَّ الخلافات مستحيلاً في بعض الأحيان.

شاهد بالفديو: 10 علامات تحذيرية تشير إلى تدني تقدير الذات وانعدام الثقة

مفارقة الكفاءة:

ما هو مثير للاهتمام هو أنَّه من المرجح أنَّ الأشخاص الأقل كفاءةً سيقيِّمون قدراتهم أعلى ممَّا هي عليه في الواقع، في حين أنَّه من المرجح أنَّ الأشخاص الأكثر كفاءةً لن يقلِّلوا من قدراتهم.

لا يوجد لدى الباحثين سبب محدد لحدوث ذلك، لكنَّ الاحتمالات تقول إنَّ الأفراد ذوي الكفاءة العالية يميلون إلى القيام بأدوارٍ صعبة؛ إذ يوجد ضغط مستمر لمواصلة التحسين، ولأنَّ أشياء عديدة سهلة بالنسبة إليهم؛ فإنَّهم يفترضون أنَّها سهلة كذلك على أيِّ شخص آخر أيضاً، ممَّا يجعلهم يعتقدون أنَّ أداءهم متوسط.

يوجد عامل آخر يمنع الثقة المفرطة هو إرغام الناس على الاعتراف بفشلهم؛ بسبب نتائج غير مرغوب فيها؛ فقد وجدت دراسة في "مجلة أبحاث المستهلك" (Journal of Consumer Research) أنَّ الناس يميلون إلى الإفراط في الثقة بأنفسهم قبل أنْ يفعلوا شيئاً ما، لكنَّ ثقتهم تنخفض بسرعة إذا لم ينجحوا به كما هو متوقع منهم في المحاولة الأولى، فإذا كانت لديهم فرصة ثانية، فإنَّ معظمهم يقلِّلون إلى حد كبير من مدى جودة أدائهم.

يحدث ذلك لأنَّ الاضطرار لمواجهة الفشل يقضي على أحد أكبر مصادر الثقة المفرطة: ألا وهو الجهل، فلا يعتقد الجميع أنَّ أداءهم أفضل من المتوسط؛ لأنَّهم مغرورون بطبيعتهم؛ بل يظنُّ كثير منهم أنَّ لديهم قدرات فائقة لأنَّ هذا هو ما يُقال لهم، فيكون معظم الناس إيجابيين إيجابية مفرطة عند تقديم تغذية راجعة مباشرة؛ لأنَّهم لا يريدون الإساءة إلى الشخص الآخر.

إقرأ أيضاً: الثقة الزائدة بالنفس تجعلك ساحراً

في الختام:

على الرَّغم من حسن النية، إلا أنَّ التغذيات الراجعة المبالغ فيها تمنح الأشخاص شعوراً زائفاً بالقدرات ممَّا يؤذيهم لاحقاً.

المصدر




مقالات مرتبطة