سلوكيات وعادات تدمر العلاقات

يمكن القول بأنّ السلوك الإنساني هو تلك النشاطات التي يقوم بها الإنسان في حياته، الهدف منها إشباع حاجاته وتحقيق أهدافه التي يتطلّع إليها وفقاً لمتطلّبات الحياة التي يعيش فيها، وإن تلك النشاطات هي محصلة التفاعل بين العوامل الشخصية والعوامل البيئية، وبحسب قابلية وقدرات كل فرد وطريقة إدراكه فإن السلوكيات التي يفعلها بعض الأشخاص مع من هم حولهم، من الممكن أن تفقدهم الثقة فيما بينهم إلى الأبد، لذلك يجب عليك معرفة العادات التي تدمر الثقة في العلاقات سواء في الصداقة أو مع الأهل أو الزوجة.



وللسلوك الإنساني نوعان الأول هو السلوك الاستجابي ويُقصد به هو ذلك السلوك الذي تتحكّم به المُثيرات التي تسبقه، وبمجرد حدوثه يحدث السلوك، وتدعى هذه المُثيرات بالمثيرات القبلية، أي أنها تسبق السلوك، وهو أقرب إلى السلوك اللا إرادي، كما في حالة سحب اليد من الماء الساخن، وهو بذلك يكون سلوكاً ثابتاً لا يتغير، وإن الذي يتغيّر في هذه الحالة هي المثيرات التي تسبق السلوك.

أمّا الثاني فهو السلوك الإجرائي، ذلك السلوك يتحدّد بالعوامل البيئية كالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والدينية والجغرافية، فهو سلوك محكوم بنتائجه، والمثيرات قد تضعفه وقد تقويه، أو لا يكون لها تأثيراً، وهو أقرب ما يكون للسلوك الإرادي.

ماهي الأخطاء التي تدمر العلاقات بشكل تدريجي؟

1- الكذب:

يعتبر الكذب انتهاكاً لإحدى القيم الأخلاقية في المجتمع وهي الصدق، والذي لا يؤدي إلى الشعور بالذنب فقط، بل على المدى الطويل سوف يكون تأثيره على التقدير الذاتي للإنسان أيضاً، حيث تتّسع الفجوة بين الشخصية التي يظهرها الكاذب للآخرين، وشخصيته الحقيقية التي يشعر بها داخله، فعندما يتحدث الشخص بخلاف ما يؤمن به فلن يعرفه الناس، ولن يشعر بأنّه محبوباً لشخصه الحقيقي لأن الشخص الصادق عند قوله للحقيقة ما عليه سوى تذكر الموقف الحاصل وسرده، بعكس الشخص الكاذب الذي عليه أن يمتلك أسلوباً مُعيناً لإقناع الآخرين بكذبه، وتذكّر الكذبة طوال الوقت حتى لا يفتضح أمره.

2- عدم الاعتراف بالخطأ:

يرجح علماء النفس بأنّ الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه هو أبسط وسيلة لتجنب اللوم، فغالبية الأشخاص يعتقدون بأن الاعتراف بالذنب ضعفاً، لذلك فإن غالبيتهم يفضلون عدم الاعتراف به وعدم الاعتذار عنه، ويشعرون بالخجل من التعبير عن اعتذارهم، على الرغم من العواقب التي قد تضر بالعلاقة. فمن الأفضل الأعتراف بالخطأ، لكونه أول خطوة نحو النجاح ويساهم بفتح المجال للصراحة، وإتاحة الفرصة لمناقشة الأخطاء التي ارتكبها كل طرف في حق الآخر قبل وقوع المزيد منها، يقول ستيف جوبز: " تقع العديد من الأخطاء أثناء محاولة إحداث التجديد من الأفضل الاعتراف بالخطأ والبحث عن مجالات أخرى للنشاط".

3- الرغبة في السيطرة:

في المجتمع كل شخص له دوره، ومسؤوليته الملقاة على عاتقه، فحُبّ السيطرة يُفقدك الثقة في التعامل مع الناس مثل سيطرة المدير على موظفيه والزوج على الزوجة أو العكس، وسيطرة الأم على أولادها، وإن اتّباع هذا السلوك من شأنه جعل الطرف المقابل أن يشك في نفسه وبطريقة تصرفه، مما يجعل الحياة صعبة على الطرفين، وبالتالي يجعله يتحمل فوق طاقته ويفقد الثقة في الاستمرار بها، وعند رفضك الانجرار وراء الشروط التي يضعها ذلك الشخص بهذه الطريقة فإنك تحد من هذا السلوك المتبع، كما يمكنك القيام بذلك عن طريق مواجهة ذلك السلوك بحوار حذر.

4- الشك والظن:

الشكّ من الظواهر الشائعة بين الناس والكثيرون لا يفصحون عنها، وهو نتيجة لحسن الظن المفرط، وعليه فإنّ الكل محتاج لدرجة بسيطة من الشك من أجل التأكد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها، وبعض الأشخاص يصبح الشك أسلوب حياة يتّبعه وبالتالي تصبح من أساس شخصيته مع أقرب الناس إليه، معتقداً بأن الأشخاص المحيطين به يريدون به الشر ويحيكون المؤامرات ضده، ومن أجل التخلص من هذه الصفة يمكنك المشاركة في النشاطات الاجتماعية أو ممارسة الرياضة أو الانضمام إلى الجمعيات الخيرية لأن العلاقة فيها علاقة قائمة على المودة وحسن الظن ولا مجال للشك فيها.

5- إفشاء الأسرار:

الأسرار هي التي ما نكتمها ونخفيها في النفس عن الناس، فالحفاظ على الأسرار واجب على الطرفين سواءً كانوا زوجين أو شركاء في العمل معاً، لأن العلاقة بين الزوجين مقدسة، وإن إفشاء سر البيت أول وسائل هدمه وتخريبه، فيجب أن تبنى العلاقة على حفظ الأسرار بين الطرفين وعدم إخراجها للعلن إلا إذا تطلب الأمر، حفظ الأسرار داخل المنزل تحمي الأسرة وببقي البيت سعيداً.

عزيزي القارئ عليك أن تدرك أنك حين تختار أن تكون مع شريكك، فأنت تختار أن تقبل كافة أفعاله وتصرفاته السابقة، ففي حال تقبلك لهذه التصرفات عليك أن تحرص على تحسينها ومعالجتها في الطرف الثاني، فقد تأتي عليك أوقات قد تغضب من شريكك وهذا شعور طبيعي لأي إنسان، فالشراكة القائمة على الصراحة والتواصل مع بعضهما وانتقاد بعضهما بصراحة دون إصدار أحكام هذا سيؤدي لتعزيز ارتباطهما ببعضهما البعض على المدى الطويل، فإذا كنت لا تريد أن تبقى وحيداً، يجب أن تحافظ على علاقتك مع الآخرين وتجنب العادات التي تدمرها.