سلسلة كيف تستعد للإمتحان بدون قلق ... الجزء (4) الطرق العملية لمراجعة المواد العلمية

انتهينا فى الجزء الثالث من أسباب النسيان والحلول الممكنة للتخلص من هذه الأسباب وكنا قد ألمحنا فى نهايته إلى بعض الطرق العملية التى تساعدنا على مراجعة المواد العلمية وتذكر المعلومات بصفة عامة.

وفي هذا الجزء سوف نتناول بشكل أكثر تقصيلا هذه الطرق وكيفية الإعتماد عليها واستخدامها.


اخترت لكم 5 طرق وهى الطرق الأكثر سهولة وبساطة فى التطبيق وهى:

1- الفهم قبل الحفظ ومعاملة أى مادة  كمعلومات عامة.

2- كتابة المادة العلمية بتلخيص وتركيز للمعلومات.

3-  ايجاد رابط بين المعلومة وشىء سابق مألوف عند العقل يعرفه جيداً.

4- تلخيص المادة العلمية أو المعلومات على شكل مشجرات وخرائط ذهنية.

5-  وضع أسئلة متوقعة على كل نقطة يتم استذكارها.



الطريقة الأولى:

الفهم قبل الحفظ ومعاملة أى مادة كمعلومات عامة

يعتقد بعض الطلاب أن الحفظ هو أهم الوسائل لتذكر المادة أو أى معلومة ، وهذا صحيح فى حالة إذا كان الإنسان فى حالة من الهدوء الشديد دون انفعال مع وجود الرابط القوى لتثبيت المعلومة ، ولكن عامة الطلبة يكونوا فى حالة من الإنفعال الداخلى والخوف من الإمتحان وبالتالى فإن عملية الحفظ لا تتم بالشكل المطلوب  وتتلاشى المعلومات مع أول فرصة للإنفعال أو الخوف او القلق.

 ولهذا كان فهم المعلومات هو حاجز الأمان فى هذه الحال

  • على الطالب عند مطالعة اى مادة أو أى معلومة أن يمررها على عقله بهدوء وتركيز وذهن أوعى لما يقرأ.
  • عليه أن يضع المعلومات التى يقرأها فى مرحلة التأمل قبل اعطاء الأمر بتخزينها فى المخ ، ومرحلة التأمل هذه تعطى فرصة للعقل التحليلى أن يعمل بشكل أفضل مما يساعد على الهدوء وبالتالى تحجيم عمل العقل العاطفى من أن يبالغ فى انفعاله وخوفه.
  • فهم المعلومة لحفظها يتم بأن يقوم الطالب بعملية إعادة شرح لها بينه وبين ذاته بطريقته الخاصة التى تساعد على توصيلها بشكل مبسط وييسير.
  • أية معلومة يقوم الطالب بالإطلاع عليها هى فى حقيقتها معلومة عامة من الحياة كان من الممكن أن يحصل عليها من أى مصدر آخر فى الحياة وهذا هو وقتها لتصل إليه ولكن عبر دراسته.

فإذا تذكر الطالب هذا الأمر ونظر للمادة العلمية بهذا الشكل سوف يكون من اليسير جدا عليه ان يتذكرها بسهولة والدليل على ذلك انه يتذكر المعلومات الخارجية بشكل أسرع.

(طريقة الفهم قبل الحفظ تساعد على اجتياز الطالب للأسئلة التى يقال عنها أنها غير متوقعة او خارجة عن المنهج المقرر).


الطريقة الثانية

كتابة المادة العلمية بتلخيص وتركيز للمعلومات

يقول الإمام على بن أبى طالب : الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً.

ويقول الإمام جعفر الصادق: دونوا ما قرأتم.

ويقول هارون الرشيد: بالقلم والورقة يبدأ كل شىء.

وهناك أقوال كثيرة عن أهمية الكتابة... ولكن لماذا؟

لأن عندما يقوم الإنسان بكتابة مايعرفه ويطلع عليه فإنه بذلك يعطى إشارات للعقل اللاواعى أن يعمل مع العقل الواعى فتكون عملية الحفظ أقوى... كما أن الكتابة تبطىء من عملية القلق والخوف الداخلى لدى الطالب فتعطى فرصة للعقل التحليلى ان يستوعب بشكل أكثر وضوحا دون تشويش من العقل العاطفى علي ...

فالكتابة نوع من أنواع تثبيت المعلومة بنقشها على جدار المخ، وماينقش لا يمحى بسهولة بل لا يمحى أصلاً.

  • نقوم بقراءة أجزاء المادة العلمية كل جزء على حدة  بهدوء وتركيز شديد.
  • نلخص ما قرأناه فى ورقة منفصلة وبخط واضح منسق.
  • نعيد قراءة ما كتبناه بصوت بين المنخفض والعالى بحيث أن نستطيع سماع صوت أنفسنا.
  • وضع علامات أو خطوط بلون مختلف غير الذى كتبنا به تحت أو حول  النقاط المهمة جدا والتعريفات ونصوص النظريات والقوانين أو صلب الموضوع وأساسه.
  • تكرار كتابة المعلومة الأكثر صعوبة عدة مرات والتركيز فى هذه المعلومة عند تكرار كتابتها.


الطريقة الثالثة

ايجاد رابط بين المعلومة وشىء سابق مألوف عند العقل يعرفه جيداً

إن ايجاد رابط مألوف عند العقل ويعرفه مسبقا ويكون هناك بينه وبين المعلومة تشابه أو صلة فإذن ذلك ييسر من عملية الوصول إلى المعلومة وبشكل أسرع.

وذلك يشبه تماما عند دخولنا على محرك بحث على الإنترنت وبمجرد أن نكتب كلمة واحدة  لها صلة بما نبحث عنه فإن محرك البحث يظهر لنا عدة مواقع تشتمل على هذه الكلمة والموضوع الذى نبحث عنه.

وهذا تماماً هو عملية الرابط التى نقصدها. وممكن أن تكون بأحد الأشكال:

  • ربط المعلومة كلها بكلمة لها خصائص مميزةة(واضحة المعنى – كثيرة الإستعمال – مألوفة للعقل – سهلة ومقربة للنفس).
  • استخدام الرابط العددى إذا كانت المعلومة تحتوى على عدة نقاط فنقوم بتذكرها بتذكر عدد هذه النقاط مع وضعها فى تسلسل منطقى مترابط بترابط الكلمات ذات الصلة الواحدة.
  • وضع مفتاح للمعلومة وهذا المفتاح إما وصف لها فى كلمة أو عدة كلمات قليلة جدا تحتوى على أهم مافى المعلومة.
  • الربط بالحرف الواحد...

مثال بسيط:

من (ق) تل؟ قابيل أم هابيل؟ لتذكر المعلومة نربط بين القاف التى فى قتل وبين اسم القاتل (ق) ا بيل...

وهكذا فى باقى المعلومات مهما كبرت أو صعب... ستجد الرابط بحرف او عدة احرف يمكن ان تجمعها من خلال المعلومة نفسها لتكون كلمة خاصة بك أنت تتذكرها فورا عندما تريدها.


الطريقة الرابعة


تلخيص المادة العلمية أو المعلومات على شكل مشجرات وخرائط ذهنية
.

وهذه الطريقة نوع آخر من التلخيص ولكن بدلا أن تكون بشكل سردى نحول المعلومات إلى اشكال توضيحية تتمثل فى شكل شجرى بحيث تكون الفكرة الرئيسية فى الموضوع فى أعلى المشجر ويتفرع منها باقى النقاط الفرعية وتكون بشكل مختصر فى كلمات محددة واضحة.

وشبيها لها الخرائط الذهنية ومن خلال الشكل التوضيحى ستصل لكم فكرة الخرائط الذهنية بشكل أوضح لمن لا يعرفها.


 
الطريقة الخامسة:

وضع أسئلة متوقعة على كل نقطة يتم استذكارها


إن استخدام الخيال فى وضع الأسئلة الممكنة على المعلومة يساعد من زيادة تركيزها وكذلك يساعد على توقع الأسئلة التى يمكن أن تاتى فى يوم الإمتحان فتنهى عملية القلق والرهبة من مواجهة الإمتحان وأسئلته.

لأن الطالب بذلك يكون وضع نفس فى الفعل أى أدخل نفسه فى التجربة العملية للإمتحان وعند التعود على الحالة العملية للإمتحان يكون يوم الإمتحان يوم عادى ليس له الرهبة كما كان من قبل.

يمكن أن تتم هذه الطريقة من خلال مشاركة الطالب لزملاءه فى الدراسة بأن يضع أحدهم السؤال ويقوم البقية بالإجابة أو يضع العديد منهم أسئلة مختلفة بصيغ مختلفة عن نفس المعلومة ويقوم احدهم بالإجابة او يتشارك الجميع فى الإجابة.

ويمكن الإستعانة بالإطلاع على أسئلة الإمتحانات فى السنوات السابقة او المراجعات المطروحة واستنباط الأسئلة منها وكذلك حلها وتكرارها يساعد على تاكيد المعلومة بشكل سريع ومركز.

(تفيد هذه الطريقة فى وقت المراجعة النهائية وقلة المدة المتاحة قبل الإمتحان).

هذه هى الطرق المساعدة للمراجعة العملية مع قليل من الهدوء وتنظيم الوقت و تصفية الذهن والتوكل على الله عزوجل تأتى بنتيجتها وفى وقت قصير.

 

دمتم بخير وتوفيق يتبع بإذن الله >>>>>>>>>>>>>>>>>

 مع تحياتى رشا الشهيد أستاذة التنمية البشرية.