سؤال مهم قد يحسم أية مقابلة وظيفية

يصف كيفن موريل، الذي يعمل في شركة ناشئة في سان فرانسيسكو تدعى (ريفرلي – (Referly ، سؤالا واحدا قد يطرح في مقابلة العمل بحيث يبرز أفضل مرشح للوظيفة خلال 5 دقائق فقط. حيث يقول إنه استخدم السؤال مرات عديدة لتوظيف الشخص المناسب. الملفت في سؤال موريل هو إظهاره بأن عملية البحث عن العمل لا تعتمد على المعرفة أو الذكاء أو الخبرة، بل تعتمد على القدرة على التواصل والتعاطف والسعي نحو تحقيق هدف معين.


إليكم كيف يصيغ موريل السؤال الذي يوجهه للمرشح:

"أريد أن توضح لي موضوعا ما، اختر أي موضوع تريد: هواية تحبها أو كتاب قرأته أو مشروع عملت عليه. وسيكون أمامك 5 دقائق فقط للإيضاح. في بداية الـ5 دقائق لا يجوز أن تتكهن بما قد أعرفه وفي النهاية سيتوجب علي فهم أهم شيء يتعلق بموضوعك، خلال الـ5 دقائق قد أطرح عليك بعض الأسئلة ويمكنك في المقابل طرح أسئلة علي، خذ الوقت الذي تحتاجه للتفكير في الأمر وأعلمني متى أردت البدء"

عندما يبدأ المرشحون للوظيفة بالكلام يحاول موريل جهده أن يجعل تعابير وجهه حيادية، ويتفادى قول "حسنا" أو "فهمت" أو أية كلمة تدل على إدراكه لما يحاول الشخص المقابل إيضاحه، وبالتالي فإن المرشحين الأقوياء ينتبهون لهذا بسرعة ويسألون موريل ما إذا كان يعي ما يقولونه. يقول موريل إن هذا يظهر قدرة  المرشح للوظيفة على التعاطف مع زبون أو زميل ويظهر قدرته على حل المشكلات بالتعاون مع الآخرين.

يستعين بعض أفضل المرشحين للوظيفة بالتشبيهات لإيضاح فكرة مواضيعهم، مثلا: استغل أحدهم معرفة موريل بلعبة الطاولة لإيضاح كيفية لعب البوكر، حيث قال إن القطع تكون واضحة أمام لاعبي الطاولة، بينما تكون المعلومات مخفية وراء ورق اللعب في لعبة البوكر.

ويقول موريل إن أفضل المرشحين للوظيفة يتأنون قبل البدء بالكلام ثم يتكلمون وكأنهم يعتمدون على مخطط رسموه في أذهانهم، أما الذين ينطلقون في الكلام من دون تنظيم أفكارهم أولا فسيكونون غير منظمين في عملهم على الأرجح، ويقول أيضا إن الذين يوضحون مواضيعهم بنقاط محددة يتبين بأنهم أذكياء ويسعون لتحقيق أهداف مرغوبة في العمل.

عندما يجري موريل مقابلة وظيفية لأجل منصب كبير، يقاطع المرشح للوظيفة بسرعة ويطرح سؤالا لا يتعلق كثيرا بالموضوع الذي تتم مناقشته، حيث يرفض المرشحون المميزون الإجابة عن السؤال غير ذي الصلة ويصرون على الالتزام بالموضوع الذي يطرحونه. وإذا استطاعوا فعل ذلك فهذا يظهر مدى ثقتهم بأنفسهم ومدى تركيزهم. يقول موريل أنه طرح سؤال المقابلات الوظيفية هذا حوالي200 إلى 300 مرة وأنه لا يبلي بلاء حسنا في الإجابة إلا واحد أو اثنين من بين 10 مرشحين.