زيادة الفرص في الحياة

يستحق صديقي "ماكس" (Max) لقب أكثر شخصية مثيرة للاهتمام على وجه البسيطة. لا ينفكُّ "ماكس" عن إبهاري طوال الوقت، فهو كثيراً ما يتعرف إلى أشخاص جدد واستثنائيين وأصحاب رؤوس أموال مثل الملياردير ومؤسس مزارع "آبل غيت" (Applegate)، ولا يتوقف عن القيام بنشاطات وتجارب هامة مثل مكافحة حرائق الغابات، ناهيك عن أنَّه بدأ بمشروع جديد منذ فترة لتغطية تكاليف دراساته العليا، وتراه في تقدُّم مستمر صوب أحلامه، وليس للتقاعس أو الركود مكان في حياته الاستثنائية. أسلوب حياته على الصعيدَين الشخصي والمهني خارج عن المألوف؛ لكنَّه كثيراً ما يحقق نتائج تغير حياته جذرياً وتفتح أمامه فرصاً لا حصر لها، وأود أن أستشهد هنا بتجربة استخدامه لخرائط غوغل للحصول على 8 عروض عمل مختلفة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "ستيفن هال" (Stephen Hall)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية زيادة الفرص في الحياة.

لا بد أنَّك بدأت تتساءل بعد هذه المقدمة عما يميز مثل هؤلاء الأشخاص حتى يكون بمقدورهم أن يعيشوا حياة حافلة بالفرص. أجريت مع صديقي "ماكس" نقاشاً موسعاً اكتشفت على إثره أنَّ طريقة تفكيره، واتخاذه للقرارات هي السبب الكامن وراء تفرده وتميزه عمَّن حوله.

أهمية عملية اتخاذ القرار:

يتخذ المرء عدداً كبيراً جداً من القرارات يومياً، بعضها تكون مصيرية ومعقدة، مثل شراء منزل جديد أو قبول وظيفة، أو قد تكون بسيطة وأقل أهمية مثل تلك المتعلقة بموضوع الوجبات.

تؤثِّر القرارات التي يتخذها الإنسان في جودة حياته، سواء كانت مصيرية أم ثانوية؛ أي بتعبير آخر، تؤدي القرارات الحكيمة إلى عيش حياة هانئة واستثنائية، والقرارات العبثية إلى حياة عبثية لا طائل منها؛ فحياة الإنسان هي نتاج قراراته الشخصية.

يتضح مما سبق أنَّ تحسين عملية اتخاذ القرار لدينا يحسِّن جودة حياتنا، وهنا يبرز التساؤل الآتي: "كيف نستطيع تحسين عملية اتخاذ القرار؟" لننظر بدايةً في السؤال الآتي الذي يخطر لمعظم الأفراد كل صباح عندما يستيقظون في وقت متأخر: "هل يجب أن أتناول طعام الفطور قبل الانطلاق للعمل، أم أُلغي الوجبة من أساسها؟".

يصعب على المرء اتخاذ القرار في هذه الحالة، ليس لأنَّ وجبة الفطور توصف بأنَّها أساسية؛ بل لأنَّ صياغة السؤال المُقيِّدة تفرض عليه الاختيار ما بين خيارين فقط، وهما تناول وجبة الفطور أو تخطيها، على الرَّغم من وجود عدد كبير من الخيارات المتاحة في مثل هذا الوضع.

يبدأ العقل تلقائياً بالنظر إلى إيجابيات تناول الفطور وسلبياتها، في الوقت الذي يجب أن يعمل على إيجاد الطريقة المثلى للحصول على الوجبة.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار

تحسين عملية اتخاذ القرار:

تقتضي الطريقة المثلى لاتخاذ القرار المتعلق بمسألة الفطور آنفة الذكر، النظر في الخيارات الآتية:

  • أتناول طعام الفطور المعتاد في المنزل.
  • أتناول الطعام في طريقي إلى العمل.
  • أتناول وجبةً خفيفةً جاهزة.
  • أعد وجبة وآخذها معي.
  • أتناول الطعام في المكتب.
  • أشتري الطعام من كافيتيريا الشركة.
  • أصل إلى العمل مبكراً وأطلب طعاماً للجميع.
  • جميع ما سبق.

زاد عدد الخيارات المتاحة من اثنين وهما تناول طعام الفطور أو تخطيه، إلى 7 خيارات مختلفة، فلا داعي لأن تفوت وجبة الفطور بعد الآن عندما تستيقظ في وقت متأخر، فقد أصبح بحوزتك 7 خيارات مختلفة لتختار منها.

تؤدي إعادة صياغة السؤال بهذه الطريقة إلى زيادة عدد الخيارات المتاحة، واستبعاد الخيار الأسوأ الذي يقتضي عدم فعل أي شيء، كما تتطلب عملية اتخاذ القرار الأمثل، صياغة سؤال مفتوح، وعندها سيتسنى لك إيجاد الحل الأمثل.

تستطيع أن تطرح على نفسك السؤال الآتي: كيف أستطيع أن أحصل على وجبة عالية القيمة الغذائية كل صباح في أقل وقت ممكن، حتى يتسنى لي تناول طعام الفطور يومياً دون أن أتأخر عن عملي أو أشعر بضرورة الاستعجال؟ حاول أن تجد الحل الأمثل بالإجابة عن هذا السؤال.

إقرأ أيضاً: كيف نتدرب على اتخاذ القرارات؟

أهمية أسلوب الخيارات المتعددة:

سيتسنى لك أن تتحكم بحياتك عندما تستخدم أسئلة مفتوحة تفضي إلى خيارات عدة، بدل استخدام الأسئلة المغلقة التي تنحصر أجوبتها بين نعم ولا في عملية اتخاذ القرار، وبالنتيجة ستحظى بخيارات وإمكانات لا حصر لها.

ستتحول بهذه الطريقة من بيدق شطرنج إلى لاعب محترف؛ أي إنَّك ستكون قادراً على وضع استراتيجيات وتقديم حلول ترفع سوية حياتك.

فيما يأتي مثال آخر:

هل أشتري سيارة "بي إم دبليو" (BMW) أم لا؟

لنوسع السؤال ونقترح مزيداً من الخيارات على الشكل الآتي:

هل يجب أن:

  • أنفق المبلغ كاملاً لشراء سيارة "بي إم دبليو" جديدة؟
  • أنفق جزءاً منه لإصلاح السيارة الحالية، وأوفر المبلغ المتبقي لاستثماره في مشروع آخر؟
  • أشتري سيارتين بالمبلغ بدلاً من سيارة "بي إم دبليو" واحدة؟
  • أشتري دراجة نارية بجزء من المبلغ، وسيارة بالمبلغ المتبقي؟
  • أبيع سيارتي الحالية وأستخدم وسائل النقل العامة وأحتفظ بالمبلغ لاستثماره في سوق الأسهم؟

تستطيع إضافة مزيد من الخيارات إلى القائمة، تستطيع أن تطرح على نفسك السؤال الآتي:

ما هي الطريقة المثلى للذهاب إلى العمل بطريقة تضمن راحتك، ومواكبتك لما هو جديد بأقل مقدار ممكن من المال؟

بعدها سيتسنى لك إيجاد الحل الأمثل.

3 نصائح لتحسين عملية اتخاذ القرار:

  1. دعك من أسلوب الاختيار بين خيارين، ونمط الأسئلة المغلقة التي تنحصر إجابتها بـ "نعم" أو "لا"، أو "هذا" أو "ذاك"، أو "الكل" أو "لا شيء".
  2. اعتمد على أسلوب تعدد الخيارات.
  3. اعتمد على الأسئلة المفتوحة، واتخذ القرار بالاعتماد على الحل الأمثل.
إقرأ أيضاً: لماذا يعتبر النوع الصحيح من التجاهل أمراً جيداً في اتخاذ القرار؟

في الختام ستنفتح أمامك فرصاً جديدة كثيرة، عندما تحسِّن من عملية اتخاذ القرار لديك؛ بل إنَّ هذه المرونة والحرية المكتسبة، ستساعدك على تحقيق أمور ما خلتها ممكنة في حياتك.




مقالات مرتبطة