زهرة الحب... زهرة التوليب

في فصل الربيع تتفتح الأزهار والورود بمختلف أنواعها وأشكالها وألوانها وروائحها، ولكل وردة حكاية ومعنى خاص بها، وكما يقول أحد الحكماء: (إن كنت تملك قرشان فاشتر بواحد منهم رغيف وبالآخر وردة).

 



زهور التوليب:

زهور التوليب

تعتبر زهور التوليب بألوانها وأشكالها المتعددة من الأزهار الأكثر شعبية في كثير من دول العالم، أما موطنها الأصلي فهو شرق تركيا وسهول آسيا الوسطى، حيث زرعها العثمانيون ونقلوها إلى اسطنبول عاصمة امبراطوريتهم، وكانت تُزيّن قصور السلاطين وحدائق الصفوة.

قَدِمَت وردة التوليب إلى هولندا من تركيا عام 1562م، لتصبح هولندا أول دولة منتجة لهذه الزهرة في العالم حيث يصل إنتاجها إلى حوالي بليون زهرة سنوياً تليها كولومبيا.

وكلمة توليب مأخوذة من كلمة «تولبنت» وهي تشير لعمامة السلطان التي تشبه زهرة التوليب شكلاً. 

قصة زهرة الحب:

هناك العديد من الأساطير التي تحكي لنا قصة زهرة التوليب وسبب تسميتها بزهرة الحب، ففي العصور القديمة يُحْكَى أنّ شاباً من بلاد فارس (إيران) يدعى فرهاد، أُغْرِمَ بفتاة تدعى شيرين لسنوات عدة، وحين وصله نبأ موتها امتطى صهوة جواده وقفز به من جبل شاهق فلقي حتفه، وحين سالت الدماء منه نبتت في كل موضع قطرة دم زهرة، وغدت رمزاً للإخلاص.

وفي بعض الأساطير تم تشبيهها بالمرأة الغامضة التي تبقي حبها في قلبها ولا تفصح عنه أبدًا، فنجد زهرة التوليب بالفعل ملتفة ومغلقة.

وفي القرن السادس عشر اعتبرت هذه الزهرة رمزاً للغِنى، فكان بإمكان الأثرياء فقط الحصول عليها بسبب ندرة وجودها وارتفاع ثمنها.

وصف زهرة التوليب:

تنتمي زهرة التوليب إلى عائلة الزنبقيّات، وتنتشر في بلدان عديدة في أوروبا وآسيا واليابان والصين، تتميز عن غيرها من الأزهار بالمحافظة على شكلها ونضارتها لفترة طويلة بعد قطفها دون أن تذبل. يوجد حوالي 150 نوعاً لزهرة التوليب، تختلف عن بعضها من حيث الحجم والطول واللون.

تتكون زهرة الحب من ساق تتراوح طولها بين 10-70سم، تحتوي على ورقتين أو 6 أوراق خضراء تبدو وكأنها مغطاة بالشمع، ومنها أنواع تحمل 12 ورقة، أما الزهرة فتأخذ شكل الجرس أو الفنجان المقلوب.

ألوانها تندرج بين الأبيض والأحمر والأصفر والبنفسجي والأسود والبرتقالي، وأحياناً تكون الزهرة الواحدة مزيج من لونين أو أكثر. وغالبًا ما يظهر في الحقل الواحد أزهار توليب بألوان متعددة.

زراعة وردة التوليب:

زراعة التوليب

تتكاثر زهرة التوليب عن طريق البُصيلات أو البذور أو عن طريق التكاثر المجهري، ويعد التكاثر بالبُصيلات الأكثر انتشاراً، نظراً لأنّ بُصيلة الزهرة أو فروعها الجانبية تحتاج إلى سنة أو سنتين للنمو قبل أن تُزْهِر، أما عند الزراعة عن طريق البذور فغالباً ما تحتاج الزهرة إلى 5-8 سنوات قبل بلوغها مرحلة التزهير.

تزرع التوليب عادة في أواخر الصيف وبداية الخريف (في شهر تشرين الأول)، ويتم قطف الأزهار في فصل الربيع، وتتميّز بسهولة زراعتها وبقدرتها على تحمّل برد الشتاء القارص، فهي تنمو في المناطق المعتدلة المائلة إلى البرودة.

تتم عملية الزراعة بوضع الأبصال في التربة بعد تنظيفها من الحصى والأعشاب والحشائش في حُفَرْ يبلغ عمقها بين 8-20 سم وبحجم يعادل ضعف حجم البصلة، وتترك مسافة 10 سم بين البصلة والأخرى.

ملاحظات متعلقة بعملية زراعة زهرة التوليب:

  • يجب اختيار البصيلات الكبيرة عند الشراء للحصول على أزهار كبيرة ومميزة.
  • يجب أن تكون درجة حرارة التربة أقل من 60 درجة فهرنهايت (15 درجة مئوية).
  • يشترط أن تكون التربة جيدة الصرف، وغنية بالمواد العضوية.
  • يجب أن تتراوح حموضة التربة PH بين 6-8.
  • يراعى إضافة السماد الفوسفوري قبل الزراعة، وإضافة الأسمدة المعدنية المناسبة بعد 3-4 أسابيع من الزراعة، لتتفتح الأزهار بشكل جيد.
  • يجب الانتظام فى عملية الرّي طول موسم الزراعة، مرة أو مرتين أسبوعياً، فالتوليب لا يحتاج إلى سقاية كثيرة حتى لا تتعفن البصيلات، وبالمقابل يجب أن لا تترك دون سقاية كي لا تجف.
  • يفضل وضع بعض الأوراق الشائكة في الحفر من أجل ردع الفئران وحيوان الخلد المتواجدة في مكان الزراعة.
  • يتوجب زراعة الأبصال في قفص مصنوع من المعدن في حال وجود أنواع من القوارض المفترسة.

قطف أزهار التوليب:

يُزْهِر التوليب عادة فى الرّبيع، ويمكن الحصول على تزهير مبكر فى الشتاء وذلك باستعمال التدفئة، ويتم قطف الأزهار فى الصباح الباكر قبل تفتح البراعم الزهرية وبأطول ساق، وتترك ورقتان على الأقل للمساعدة على اكتمال تكوين الأبصال الجديدة، ففي الغالب يقطف الحامل الزهري بورقة واحدة وتترك بقية الأوراق.

عند الرغبة فى شحن أو نقل الأزهار يجب الحذر من ضغط الأزهار لأنّ البراعم الزهرية حساسة ولاتتحمل الضغط، وإذا حدث ذبول مبدئى للأزهار فلا خوف من ذلك حيث يمكن استعادة نضارتها بغمس قواعد سيقانها الزهرية فى ماء عميق وذلك بعد تقصير جزء صغير من هذه القواعد مع عدم ملامسة الأوراق للماء لأنها سريعة التعفن.

إقرأ أيضاً: زهرة الربيع و سنفتيون مخزني

كيف تتكون أبصال التوليب؟

بعد قطف أزهار التوليب، يبقى جزء من النبات المزروع وهو بعض الأوراق خارج التربة والبصلة الأم داخل التربة، تتكون الأبصال الجديدة من براعم جانبية للبصلة الأم ويكون عددها 2 أو أكثر، مع الاهتمام بالرّي المستمر يكتمل تكوين الأبصال الجديدة، ثم يُمْنَع الرّي عند بدء اصفرار الأوراق المتروكة على قاعدة الساق، لأنّ ذلك دليل على اكتمال تكوين الأبصال ودخولها في طور السّكون، وبعد جفاف الأوراق يتم تقليع الأبصال، ويحدث ذلك عادة في الشهر السادس أو السابع من السنة (حزيران - تموز).

يتم حفظ هذه الأبصال باتباع الخطوات التالية:

  • تنشر الأبصال حتى تجف التربة العالقة بها، ثم تنظف جيداً مع الانتباه لعدم استخدام المياه في التنظيف لإن ذلك سيؤدي إلى تعفنها.
  • تُفحص الأبصال ويستبعد التالفة منها حتى لا تؤذي البقية.
  • تقسّم هذه الأبصال إلى أقسام بحسب حجمها (كبيرة - متوسطة - صغيرة) ويُخَزّن كل قسم على حدى.
  • توضع طبقة من الأبصال في كيس ورقي أو علب كرتونية ثم تغطى بمجموعة من الورق ثم توضع طبقة أخرى، مع التأكد من أن طبقات البصلات غير متلامسة.
  • توضع هذه الأكياس أو العلب في مكان بارد وجاف حتى بداية الخريف.
  • يجب تفقد الأبصال مرة على الأقل كل شهر.

الأمراض والآفات التي تصيب زهرة التوليب:

  • آفة البوتريتس Botrytis: وهي من الأمراض الفطرية الشائعة التي تصيب التوليب، وتعرف أيضاً بإسم حريق التوليب، حيث تظهر بقع على الأوراق والبتلات تشوه مظهرها وتحوّلها إلى اللون الرمادي، وتصبح الساق ضعيفة غير قادرة على حمل الزهرة.
  • العفن الجذري Pythium: تتجسد بظهور بقع بنيّة اللون على الزهرة وتتوقف البراعم عن النمو.
  • العفن القاعدي: تتمثل بظهور بقع عفن بيضاء أو بنيّة على البتلات، تتشوه البراعم وتموت الأوراق قبل الأوان.
  • الديدان: تؤدي إلى نمو الأوراق وعدم نمو الأزهار.
  • حشرة التربس Thrips: وهي حشرة صغيرة مجنّحة تسبب خدوش في الأوراق تؤدي إلى اصفرارها وجفافها.

تُعَالَج جميع الأمراض عن طريق رش الأزهار بمبيدات الفطريات، وعدم الزراعة مرة أخرى بنفس المكان إلا بعد التأكد التام من خلو التربة من هذه الجراثيم.

إقرأ أيضاً: زهرة العطاس و زنبق ابيض

زراعة زهرة التوليب في المنزل:

يمكن زراعة أبصال التوليب في مساكب صغيرة في المنزل أو بمساحات صغيرة في الأرض، كل ما يجب فعله هو إحضار أصيص بعمق 10 سم تقريبًا، يستوعب 3–4 بصلات، وإضافة التراب وعمل رشة أولية ومراعاة السقاية مرتين في الأسبوع، مع الانتباه لكمية المياه بحيث لا تملأ الوعاء.

طرق العناية بوردة التوليب بعد الشراء:

غالباً ما تأتي أزهار التوليب مغلفة بالورق أو السلفان عند شرائها من المحل التجاري، لذلك يجب أولاً إزالة الورق وقص قاعدة ساق الزهرة قليلاً، ثم وضعها في إناء يحتوي على ماء نظيف مضافاً إليه القليل من المواد المغذّية المخصّصة للزهور، مع الانتباه على أن تكون درجة حرارة الماء بنفس درجة حرارة الغرفة. عمر زهرة التوليب بعد قطفها هو من 3 إلى 9 أيام بعدها تذبل الزهرة وتموت.

المصادر:




مقالات مرتبطة