ركوب الدراجات النارية



تجول العديد من الأشخاص حول العالم على دراجات نارية أو السكوتر أو دراجات ذات محركات صغيرة. وتكلفة شراء هذه المركبات وتشغيلها أقل من السيارات, ويمكن إستخدامها على مدار العام، خاصةً في الأجواء الأكثر دفئًا, لكن الدراجة النارية ومثيلاتها تتطلب مزيدًا من البراعة والتحكم في القيادة عن السيارات والدراجات, فلابد للسائق أن يحافظ على اتزانه على عجلتين وبسرعة سير كبيرة نسبيًا، بينما تكون مركبته مفتوحة لكل الظروف الجوية وأحوال الطريق.

في الولايات المتحدة وأوروبا، يستخدم الأشخاص الدراجات النارية بصورة أساسية بغرض التنزه, لكن في جنوب شرق آسيا والصين، عادةً ما تكون الدراجة النارية أو مثيلاتها - كالسكوتر والدراجة النارية المنخفضة - هي مركبة الأسرة, يستخدمها البالغون والمراهقون كوسائل نقل أساسية. ويركب الأطفال خلفهم إلى المدرسة. ونتيجة لذلك، تبرز الدراجات النارية بشكل واضح في إحصائيات حوادث الطرق الخطيرة في هذا الجزء من العالم، مرتبطة بذلك بحالات وفاة صغار السن بشكل خاص.

كلما كان حجم الدراجات النارية صغيرًا، كانت مرئية بشكل أقل للمركبات الأخرى الأكبر حجمًا التي تشاركها الطرق - كالسيارات والشاحنات والحافلات, وكونها بدون هيكل واقٍ ولا أحزمة أمان للإمساك بالسائق أو الراكب في مكانه، فإن سائق الدراجة النارية يكون أكثر عرضة للإصابات في حوادث التصادم, وفي مثل هذه الحالات، يمكن للسائق أن يُلقى من على الدراجة النارية إلى الطريق من قوة الاصطدام أو قد يعلق أسفل الدراجة, وكل هذه السيناريوهات قد تؤدي إلى إصابات بالغة وربما إلى الوفاة. 

 

وهكذا كيف تبقى آمنًا على الدراجة النارية أو إحدى مثيلاتها، سواء أكنت سائقًا أم راكبًا؟

البقاء آمنًا على مركبة ذات عجلتين تتطلب العديد من البلاد أن يأخذ سائق الدراجة النارية دورة عن ركوب الدراجات النارية ليحصل على رخصة قيادة دراجة نارية, وهذا النوع من الفصول يعلم الراكبين كيف يستخدمون المركبة وكيف يحددون مخاطر الطريق وكيف يتعاملون معها, وفي معظم الأماكن، لابد أن يتبع قائدو الدراجات النارية نفس قواعد الطريق كالسيارات.

وأهم عوامل التمتع بالسلامة على الدراجة النارية هي الحماية ووضوح المشاهدة, فنظرًا لأن الدراجة النارية مركبة مفتوحة، لابد أن يدعم الراكب نفسه أو نفسها بشيء واقٍ, وهذا يبدأ بوضع خوذة مناسبة واتباع قواعد السلامة, وارتداء الخوذة هو الطريقة الوحيدة الأكثر تأثيرًا بالنسبة للسائق أو الراكب من حيث تقليل مخاطر إصابة المخ وزيادة فرص النجاة من حوادث التصادم, لكن لسوء الحظ، هناك أماكن عديدة ليس بها قوانين تلزم بارتداء الخوذة، وهكذا يختار العديد من الناس عدم ارتدائها. وبجانب حماية رأس السائق عند حدوث تصادم، توفر الخوذة ميزة أخرى متعلقة بالسلامة: فالخوذة ذات الألوان الزاهية تزيد من إمكانية الآخرين لرؤية السائق على الطريق.

إن الملابس الواقية الأخرى على نفس الدرجة من الأهمية, إن مقدم الخوذة الشفاف يبقي الأوساخ والحشرات وأحجار الطريق بعيدًا عن عيني السائق ووجهه, ومناظير الوقاية أو النظارات الشمسية يمكن أيضًا أن توفر حمايةً للعينين, والملابس المبطنة، كالمعاطف والبنطلونات والأحذية طويلة الرقبة والقفازات، تحمي السائق والراكب من حجارة الطريق وأيضًا من الإصابة بكشط عند حدوث تصادم. 

ومن الأسباب الرئيسية لاصطدام الدراجات النارية هو فشل سائقي المركبات الأكبر في رؤية الدراجات النارية, وكلما كان حجم الدراجة النارية أصغر أو كانت هناك ظلمة أو ازدحام مروري أو إعاقة للرؤية أو إهمال بسيط، يكون سائقو الدراجات النارية أكثر صعوبة للرؤية على الطريق, ويمكن أن يزيد السائقون من الوضوح لرؤيتهم بعدة طرق, وقد تكون الدراجات النارية مجهزة بالعديد من مميزات السلامة الأساسية مثل السيارات: كالمصابيح الأمامية والخلفية ومصابيح الفرامل ومصابيح الإشارة, وهذه الأنوار لابد من استخدامها, وفي الواقع، تفرض العديد من الدول الآن أن تكون المصابيح مضاءة نهارًا في الدراجات النارية لجعل الدراجات أكثر وضوحًا للرؤية, والاستخدام المناسب لمصابيح الإشارات ينبه سائقي المركبات الأكبر لما ينوي قائد الدراجة النارية أن يقوم به, والألوان الساطعة أو الأشرطة ذات الألوان العاكسة للضوء على ملابس سائق الدراجة النارية تزيد من رؤيته بوجهٍ عام.

ويجب أن يقود سائقو الدراجات النارية بأسلوب يجعلهم أكثر مرئية بقدر الإمكان من قبل المركبات الأخرى, فمعظم حوادث السيارات والدراجات النارية تحدث في التقاطعات حيث تقل المرئية بدوران السيارات من اتجاهات مختلفة, ولابد أن يبقى سائقو الدراجات النارية على مسافة جيدة من المركبات الأخرى، وخارج نطاق الزوايا الخفية قدر الإمكان, إن صغر حجم الدراجة وقدرتها الأكبرعلى المناورة تعطي سائقيها المقدرة على شق طريقها بالدخول والخروج المتعرج بين السيارات أو بين المسالك المرورية على الطرقات السريعة, وعلى الرغم من أن هذا الأمر مغرٍ، خاصةً في الازدحام، فإنه خطر، ويعد أمرًا غير قانوني في بعض الأماكن.

والدراجات الأصغر حجما مثل السكوترز وذوات المحركات الصغيرة قد تكون أقل مرئية لسائقي السيارات من الدراجات النارية, لذا، فمن المهم أن يتبع قائدو هذه المركبات قواعد المرور.

أن السرعة الزائدة تؤدي إلى كثير من حوادث إصطدام الدراجات النارية, وأحد الأسباب هو: أن إستقامة خط سير الدراجة النارية يمكن أن يتأثر بالسرعة الكبيرة, وقد يؤدي ذلك إلى ترنّح العجلة الأمامية وآلية القيادة, وقد يحدث الترنح أيضًا إذا كانت عجلات الدراجة النارية غير متزنة أو لأي سبب ميكانيكي آخر, ويقلل هذا من تحكم السائق بالمركبة إذا حدث شيء مفاجئ واضطر أن يتوقف فجأة أو يدور حول شيءٍ ما, وبالطبع، كلما كانت السرعة أكبر وقت التصادم، كان أثر الصدمة أكبر عند سقوط السائق على الأرض أو على حواجز الطرق أو بمركبة أخرى.

إن راكبي الدراجات النارية أكثر عرضة للإصابة في ظل ظروف الطرق غير الآمنة, والدراجة النارية التي تصطدم بكتل حجارة أو حصى في الطريق قد تفقد اتزانها, وعلى عكس من ذلك، فإن الحجارة أو الحصى يمكن أن تتطاير من المركبات الأخرى وقد تصيب الراكب, والطرق غير منتظمة الرصف والحفر يمكن أن تتعلق بها عجلات الدراجات النارية وتتسبب في أن يفقد الراكب اتزانه أو أن ينقلب, والطرق الزلقة التي تمثل خطورة على السيارات والشاحنات، تعد أكثر خطرًا على المركبات ذات العجلتين, فالعجلات الصغيرة للدراجات النارية المنخفضة تجعلها أكثر عرضةً للتأثر بالحفر وعيوب الطريق الأخرى.

يتم تصميم الكثير من الدراجات النارية لراكب واحد فقط, ويجب ألا يحمل سائقو الدراجات النارية راكبًا آخر إلا إذا كانت الدراجة مجهزة بمقعد خلفي للراكب ومسند للقدمين, والقيادة في ظل وجود راكب تغير من أسلوب تعامل السائق مع الدراجة النارية أو الدراجة النارية المنخفضة, فهذا الأمر يتطلب مهارة أكبر في القيادة مقارنةً بعدم وجود راكب ويقوم به السائقون ذوو الخبرة فقط. 

تنتج نسبة كبيرة جدًا من حوادث تحطم الدراجات النارية عن القيادة تحت تأثير الكحوليات أو المخدرات, ويكون تأثير هذه المواد أكثر وضوحًا على سائقي الدراجات النارية من سائقي السيارات لأن قيادة الدراجة يحتاج إلى مهارة وتنسيق أكبر, كما أن المخدرات والكحوليات تطلق عنان سائق الدراجة النارية، فتجعله يدخل في مخاطرات، مثل الإسراع أو التسابق, الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة عندما يتعلق بقيادة الدراجة النارية.