رفيق الأرض - القمر

مقدمة

إن القمر هو التابع الطبيعي الوحيد لكوكب الأرض، و يجب أن ينظر إليه ككوكب مرافق نظراً لكون حجم الأرض يبلغ 81 ضعفاً لحجم القمر، ويبلغ قطر القمر 3.476كم أي ما يزيد على ربع قطر الأرض، ومدة دورانه المحوري تساوي مدة دورانه حول الأرض وهي 27.3 يوم، وهذا ما يجعل القمر يحتفظ بنفس الوجه المطل على الأرض، ويمكن تحديد المسافة بين القمر والأرض، إذ تتفاوت من 356.410 كم عند الحضيض(أدنى اقتراب للقمر من الأرض) إلى 406.697 كم عند نقطة الأوج (أبعد نقطة للقمر في مداره عن الأرض).



تضاريس سطح القمر

أما تضاريس سطح القمر فنستطيع بالعين المجردة تمييز التفصيلات الرئيسية لتضاريس القمر، حيث تؤلف السهول الواسعة ذات اللون الداكن حوالي 15% من المساحة الإجمالية لسطح القمر، وقد نشأت هذه السهول نتيجة تدفق الحمم البركانية التي ملأت المناطق المنخفضة من سطح القمر منذ 3.5 مليون عام، أما 85% من المساحة الباقية فهي أراضٍ جبلية تملؤها الحفر بشكل كثيف.

وإذا تفحصنا القمر بواسطة المنظار العادي أو التليسكوب سيظهر تفصيلات أخرى كثيرة حيث ستظهر السلاسل الجبلية والوديان، والسمة الأكثر شهرة من حيث الارتباط بالقمر هي الحفر البركانية التي تشكلت من تصادم الأجسام النيزكية منذ زمن بعيد. انظر الصورة أدناه:

 

أوجه القمر

لما كان القمر جسماً كروياً معتماً فهو ليس مضيئاً بنفسه إلا أنه كبقية كواكب المجموعة الشمسية و أقمارها يتلقى أشعة الشمس، فيبدو نصفه المواجه للشمس منيراً أما النصف الآخر فيظل مظلماً لأنه يقع في الظل، ونتيجة لدوران القمر حول الأرض: فهو لا يظهر لنا على شكل دائرة كاملة على مدار الأيام وإنما يتغير الجزء الذي نراه منه يوماً بعد يوم، فيبدو لنا كدائرة كاملة أحياناً وأحياناً نراه ربع دائرة أو نصف دائرة أو دائرة ناقصة وتارةً لا نراه مطلقاً، وهذا ما يسميه الفلكيون بمنازل القمر(أوجه القمر) وهي تحدث على الشكل التالي: إذ يبدأ القمر في أول الشهر القمري هلالاً، وفي بداية الأسبوع الأول يظهر نصف الوجه المنير من القمر فيبدو على شكل نصف دائرة ويسمى التربيع الأول، و في منتصف الأسبوع الثاني يظهر أكثر من نصف الوجه المنير من القمر فيبدو على شكل دائرة ناقصة ويسمى الأحدب الأول، ثم يكبر شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح بدرا ً في منتصف الشهر، و في منتصف الأسبوع الثالث يظهر أكثر من نصف وجهه المنير فيبدو على شكل دائرة ناقصة و يعرف بالأحدب الثاني، و في نهاية الأسبوع الثالث يظهر نصف الوجه المنير و يبدو على شكل نصف دائرة و يسمى التربيع الثاني، ثم يتضاءل ما نراه منه تدريجياً بعد ذلك ليعود هلالاً في أول الشهر ثم يختفي تماماً في نهاية الشهر، و في نهاية الشهر القمري يكون النصف المظلم من القمر مواجهاً للأرض و بذلك لا يرى و يقال للقمر عندئذ المحاق. نستنتج من ذلك أنه:

عندما يكون القمر في موقع بين الشمس و الأرض نسميه محاقاً، و عندما تكون الأرض في موقع بين الشمس و بين القمر يكون بدراً.