رغبات الطفل؟

ان إشباع رغبات الطفل مسألة ضرورية, فلو افترضنا طفلين يسيران مع أبوين احدهما غني والآخر فقير ويريان دراجة غالية الثمن, فالأب الغني يشتري لابنه دراجة ويشبع رغبته وتنتهي المشكلة, أما الأب الفقير فهو عاجز عن شرائها وغير قادر على اقناع طفله, فيتمادى الطفل في الالحاح ويزداد الأب غيضاً فتكون النتيجة ان يصفعه الأب ويسمعه كلمات مؤامة ويلوح له بمزيد من الضرب والعقوبة مذكراً أياه بأنه لم يدفع أجرة السكن في البيت لحد الآن, ولا طعام له في هذا الليلة, ثم يوبخه لانه أراد دراجة ؟!!



فيأتي الطفل الى البيت باكياً ويشتكي لأمه بأن أباه قد ضربه, أما الام التي تبدو متعبة من كثرة العمل في البيت فلا تقابله الا بضربة أخرى صائحة به: اذهب عني فلا طاقة عندي لسماع شكواك.

حينما يأتي وقت العشاء يكون الطفل قد تعب من شدة البكاء, ويتوقع من والديه ملاطفته عند تناول الطعام الا ان الاب لايزال غاضباً والأم لاتزال متعبة فلا يعيرانه أي اهتمام ويقول أحدهما الآخر دعه يأتي من تلقاء نفسه ويتناول طعامه أو يبيت ليلته هذه جائعاً, الا ان كبرياء الطفل لايسمح له بالتنازل ,فينام ليلته تلك جائعا من غير أن يؤدي واجبه البيتي.

يستيقظ في صباح اليوم التالي جائعاً ويذهب الى المدرسة من غير أن يتناول افطاره, وفي قاعة الدرس يتعرض لتأنيب المعلم لعدم كتابة الواجب البيتي, وقد يتعرض للضرب أيضاً.

وماشابه من امثال هذه الظروف والمواقف.

فهل نتوقع ان يصبح هذا الطفل في المستقبل شخصية طبيعية وسوية ؟ كلا, بل من الطبيعي ان يحترف الاجرام كستقبلاً في ما لو توفرت له الظروف المناسبة الأخرى.

خلاصة القول هي أن معاقبة الطفل وضربه وعدم الاعتناء بمطالبيه لايحل المشكلة, بل يجب البحث عن حلول جذرية لكل وضعه.