رجل ينجح في اعتناق السحرة للإسلام

 

من أجمل اللحظات في الحياة أن يرافقك في السير من تتمنى رفقته ومصاحبته فتتحول الساعات إلى لحظات وتتحول الدقائق إلى ثوان، وهذا ماحصل معي وأنا متجه إلى الرياض، وإذا بالكرسي الذي بقربي بالطائرة د. عبدالرحمن السميط، وبدأ الحوار بيننا عند إقلاع الطائرة ولم نشعر إلا والكابتن يعلن عن قرب هبوط الطائرة، وكانت خلاصة الحوار أننا اتفقنا على عمل أكثر من مشروع لخدمة الإسلام والمسلمين، فكانت رحلة طيبة ومباركة.



 

وأذكر أثناء حديثنا أن د. سميط ذكر لي أن عدد من دخلوا في الإسلام نتيجة للجهود الخيرية المبذولة من خلال مكتبه في إفريقيا يقرب من ستة ملايين ونصف مسلم. وعند الحوار مع د. سميط عن أسباب دخولهم في الإسلام طوال عمله الذي استغرق سبعاً وعشرين سنة قال: إن تسعين في المئة منهم أسلموا من باب المعاملة والأخلاق الحسنة وخصوصاً عندما يرون شخصاً عربياً يزورهم ويرحب بهم ويتفقد حالهم، وكان الحوار مع الدكتور ممتعاً حيث ذكر لي قصصاً عدة عن أثر المعاملة على من يدخل الإسلام، بل وذكر تصرفات عوجاء عدة قام بها شباب متحمس للإسلام عن جهل أثرت في مسيرة عملهم، وأغلقت بعض مكاتبهم بسبب الحماس غير المتزن. ومن القصص الجميلة والمؤثرة التي ذكرها أن رجلاً إفريقياً أسلم وهو متخصص في دعوة السحرة وإقناعهم بالإسلام، وأنه كان يذهب للساحر في قريته ويجلس عنده ويكرمه ويكوّن علاقة معه، ثم تتكرر الزيارة أكثر من مرة حتى تقوى العلاقة، وبعدها يحدثه عن الأصنام والتماثيل المعلقة في غرفته، ويعرض عليه الإسلام. وكثير من السحرة أسلموا على يديه حتى إن أحد السحرة بعد أن أعلن إسلامه أعلنت القرية كلها إسلامها وعددهم ما يقارب مئة ألف.

 

إن المحور الأساسي في النجاح في العمل هو أن يكون الشخص خلوقاً متميزاً في معاملته مع الآخرين، وهذا ماأكده الباحث د. فاروق حمادة في بحثه الذي طبع بعنوان العلاقات الإسلامية النصرانية في العهد النبوي حيث أثبت من خلاله أن حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للنصارى كانت سبباً في إسلام أكثر قادتهم من أمثال النجاشي، ومن لم يسلم كان يحترمه ويقدره من أمثال هرقل عظيم الروم، ولهذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً».

 

موقع الأسرة السعيدة