دور التفكير الإبداعي في بناء شخصية المتعلم

يربي الإبداع شخصية المتعلم على عشق التميز ، ويغذيها بالقيم ، ويمدها بأنوار العلم ، ويطبعها بخصائص وصفات تسمو بها إلى آفاق عالية متكاملة يكللها تاج النجاح ، ويزودها  بقدرات تمكنها من التميز. وإن تحديد السمات التي تميز الشخص المبدع عن غيره من عباد الله تهئ للمعلم أساليب تحقيقها والعمل على طبع المتعلمين بها . 



صفات الشخص المبدع:

  • الاستقلالية في الرأي والتوجه فهو ليس إمعة ، يلتف بعباءة الماضي ، ويترسم خطى الآخرين دون تروي . إنه يتفكر في آراء الآخرين لكنه لا يلزم نفسه بها.
  • واقعي لا يهتم بتجميل نفسه ليظهر في عيون الآخرين بصورة مخالفة للصورة التي خلقه الله عليها .
  • صريح يعبّر عن مكنون نفسه بشجاعة ، ويعبّر عن مشاعره بحرية دون أن يهتم بوجهات نظر الآخرين بأفكاره ولا بتصرفاته.
  • يتسم بالذكاء ، ويميل إلى العزلة والانطواء على النفس ، دائم التفكر بقضية تشغل فكره.
  • متفتح على الحياة، محب للاستطلاع ويكثر من طرح الأسئلة؟
  • ميّال للمغامرة ويعشق ركوب الصعاب .
  • لا تهزه الأخطاء التي يقع فيها ويتجاوزها غير مبالٍ بما يترتب عليها .
  • الثقة بالنفس وحسن الظن بالآخرين. 
  • المثابرة على العمل والإخلاص فيه
  • الإقدام وعدم التردد .
  • استغلال الفرص والاستفادة منها .
  • الميل إلى القراءة النافعة والبحث الجاد .
  • القدرة على تحديد المشكلة بدقة والتعرف على أسبابها .
  • القدرة على تحديد الأهداف بوضوح .
  • القدرة على أن يجعل لكل عمل يقوم به هدفا ساميا .
  • القدرة على التركيز وإطلاق العنان للتفكير.
  • القدرة على توسيع الهوايات والاهتمامات .
  • القدرة على تحمل المسؤولية.
  • القدرة على تذليل الصعوبات ،وإيجاد البدائل الملائمة للمشكلات التي تواجهه لاختيار أفضلها .
  • القدرة على الموازنة وتقييم المعلومات وإصدار الأحكام السليمة.
  • ولكي تؤتي الجهود المبذولة ثمارها على وجه حسن فإنه يجدر بالمبدعين أن يأخذوا بعين الاعتبار المعوقات التي قد تحدّ من إبداعهم أو تضعفه .

ينبغي لمعلم الإبـداع أن يكـون واثقـاً بأن تلاميذه قادريـن على:

  • إدراك العلاقات الجديدة وطرح أفكاراً جديدة . 
  • التعامل مع المشكلات المطروحة بأسلوب علمي قائم على التعليل والتحليل . ومعلم الإبداع قادر على : 
  • صياغة أهداف سلوكية متميزة وتخطيط أنشطة مؤثرة تحقق الإبداع . 
  • تنويع إستراتيجيات التدريس ، حيث إن جميع تلاميذه ليسوا على قدر واحد من القدرات الإبداعية . 
  • توفير التقنيات الحديثة المساعدة التي يحتاج إليها الطالب الذي يتطلع إلى الإبداع في عمله  . 
  • يولي الأنشطة المنوعة عنايته ويوجهها لتوليد الأفكار وتربية المهارات الإبداعية . 
  • يستغل أدوات التقويم ليجعل منها حوافز تنشّط طاقات المبدعين . 
  • يساعد تلاميذه على تقبل فكرة تقويم الذات ، وتعديل نتائج هذا التقويم واستثمارها في إحراز المزيد من التقدم نحو الإبداع . 
  • يعتمد الأسلوب الديمقراطي التعاوني في محاورة تلاميذه ، ويدرك أن السلوك التسلطي لا يمكن أن يفرز إبداعاً .
  • ولتحقيق ذلك كله تقوم القيادات التربوية التي تسعى لتحقيق الإبداع بتدريب معلم الإبداع على كل ما يستجد من أساليب ووسائل في مضمار تدريب المبدعين .
إقرأ أيضاً: التفكير: المفهوم وأنواعه

المعلم والتفكير الإبداعي:

إن إعمال العقل في التعامل مع قضايا الحياة يؤدي إلى نتائج مثمرة . والإنسان يستخدم عقله ويفكَر ليفهم ، أو ليخطط فيحل مشكلة أو يتخذ قراراً ، وكلما كان هذا التفكير إبداعياً كلما كانت النتائج التي تترتب عليه أفضل .  فكيف ينمي المعلم المبدع التفكير الإبداعي لدى تلاميذه ؟

إن التركيز على تحقيق الأهداف ذات المستويات المعرفية العليا يساعد الدارسين على تشكيل الوعي ، وعلى الاحتفاظ بالخبرات المكتسبة للاستفادة منها في حل المشكلات بفعالية عالية من خلال رؤية الخيارات وطرح البدائل . فما هي مهارات التفكير التي ينبغي أن تتناولها المناهج الدراسية ؟

يقترح "كوهن"  وجود أربع عمليات تفكيرية مركبة عليا هي : حل المشكلات ، اتخاذ القرارات ، التفكير النقدي ، التفكير الإبداعي . والمعلم المبدع يستطيع أن يختار لتلاميذه نوع الممارسة التي تيّسَر نموَهم المعرَفي . "وقد برز في الآونة الأخيرة اتجاه نحو دمج تعليم مهارات التفكير في تعليم المادة الدراسية "(عرفة ، 2002، ص219) بحيث يكون التعليم في المنهج المدمج مبنيا على التفكير ، وحينما يتعلم الطلبة استراتيجيات التفكير من خلال النموذج أو النص موضوع الدرس فإن قدراتهم التعلمية والتفكيرية تسمو بصورة ملموسة ، فيصبحون أكثر استمتاعا ورغبة في التعلم ، وهذا ما يحفزهم على ممارسة التعلم الذاتي سعيا نحو الإبداع .

وحين تنصهر المعلومة التي يحصل عليها المتعلمون من محتوى المادة الدراسية مع أنماط متعددة من مهارات التفكير ، فإنهم يصبحون قادرين على توظيف أنواع متعددة من التفكير في حياتهم العملية مثل: المقارنة ، التنبؤ ، البحث عن الأسباب والعلل ، اتخاذ القرارات .

وعند القيام بعملية مقارنة ناجحة فإن المتعلم يكون قادرا على:

  1. القيام بدراسات دقيقة ومتعمقة .
  2. تحديد جميع نقاط التشابه والاختلاف .
  3. استخراج المعاني المتضمنة في عملية المقارنة .

وكذلك عندما يقوم المتعلم بعملية التنبؤ فإنه يقوم بها بأناة موضحا مدى إمكانية حدوث ما تنبأ به ، آخذاً بعين الاعتبار الأدلة المتعلقة باحتمال وقوع ما توقعه .

وقبل عملية اتخاذ القرار يجدر بالمتعلم أن يكون قادراً على :

  1. دراسة جميع البدائل والخيارات المتاحة له .
  2. البحث عن بدائل أخرى .
  3. التأكد من صحة النتيجة التي توصل إليها قبل أن يقوم بعملية التنفيذ .

 ومن هنا، فإن مصممي المناهج الدراسية يأخذون بعين الاعتبار جميع هذه القضايا ، وذلك لتضمين المنهج الدراسي محتوى وأنشطة صالحة لتدريب التلاميذ على مهارات التفكير المختلفة من خلال المحتوى. بهدف تمكين المعلم من القيام بعملية التدريب وفق الخطوات الآتية:

  1. يشرح للمتعلمين أهمية المهارة التي سيدربهم عليها.
  2. يصب المحتوى الدراسي المقرر من خلال المهارة التفكيرية المستهدفة لتدريبهم عليها من خلال دراستهم للمفاهيم والحقائق والمهارات المنهجية ، باستخدام المنظم البياني وخارطة التفكير .
  3. يقوم المعلم بطرح أسئلة تأملية من شأنها أن تجعل المتعلمين مدركين ومتفهمين لأهمية تحفيز تفكيرهم .
  4. يواصل المعلم تعزيز استراتيجيات التفكير لدى المتعلمين بإعادة تمريرهم بخبرات وتجارب مماثلة .

ويفيد المنظم البياني في:

  • توجيه وإرشاد المتعلمين أثناء عملية التفكير .
  • توضيح العلاقات المهمة في عملية التفكير .
  • إبراز العلاقات بين أجزاء المعلومات بشكل واضح .

  وأما خارطة التفكير فإنها تفيد في :

  • توضيح الاستراتيجية المتبعة للتدرب على مهارة تفكير محددة.
  • تزويد المعلم بأسئلة منظمة لتوجيه المتعلمين أثناء قيامهم بأنشطة التفكير.

وتوضح خارطة التفكير الخطوات التي سيتبعها المتعلم من أجل التوصل إلى قرار سليم . وهذه الخطوات هي :

  1. التعرف على أهمية القرار الذي سيتخذه .
  2. التعرف على الخيارات والبدائل المتوفرة .
  3. البحث عن المعلومات المتعلقة بكل خيار .
  4. التعرف على الخيار الأفضل في ضوء المعايير السابقة والمعلومات المتوفرة
  5. اتخاذ القرار والبدء بالتنفيذ .

ويستطيع المعلم أن يدرب تلاميذه على مهارات التفكير الإبداعي من خلال المنهج الدراسي ، وذلك بجعل التعليم إبداعياً نقدياً ، وهذا لا يتم إلا إذا تجاوز المعلم أسلوب تقديم المعلومات الجاهزة إلى تعليم قائم على طرح التساؤلات واستنتاج الحقائق ، فتحصل تنمية الإبداع بالتدريج من خـلال الاستراتيجيات الآتية: 

  1. الأسئلة المفتوحة مثل : أسئلة لها أكثر من إجابة ، فيعرض هذه الأسئلة على المتعلمين من خلال كتابتها على السبورة ، ويبدأ باستقبال إجاباتهم حولها .
  2. الاستيضاح  . حيث يطلب المعلم من المتعلم الذي يجيب معلومات توضيحية حول إجابته ، كأن يقول له : وضح إجابتك . أو عزز إجابتك بالأدلة . إلخ .
  3. الانتظار . ينتظر المعلم عدة ثوان ليتيح للمتعلم فرصة التفكير في الإجابة . أو لإعطاء فرصة لأكبر عدد من المتعلمين لرفع أيديهم طالبين الإذن بالإجابة .
  4. تقبل الإجابات . حيث يخبر المعلم جميع المتعلمين بأنه سيطلب من الجميع أن يجيبوا ، ثم يطلب منهم كتابة الإجابة قبل النطق بها ،والسماح لهم باستخدام أساليب التعلم التعاوني . ثم يستمع إلى إجابات عدد من المتعلمين مراعيا الفروق الفردية ، ومتيحا فرصة الإجابة لجميع فئات الطلاب دون التركيز على المتفوقين ؛ لأن في التنويع إسهاما في إثارة التفكير .ثم يكتب الإجابات المميزة على السبورة لمناقشتها وتطويرها .
  5. تشجيع الطلاب على تبادل الآراء أثناء إعداد الإجابة ، بحيث يكون التواصل متعدد الأطراف ، بحيث يتم تطوير أنماط التفاعل بين الطلاب . ومن المستحسن هنا أن ينظم المعلم طلابه في مجموعات ، وأن يقلل تعليماته وتعليقاته إلى الحد الأدنى ، وأن يدرب المتعلمين على أن يحسنوا الاستماع لبعضهم ، وعلى آداب الحوار ، وأن يعزز سلوكياتهم الإيجابية أثناء المناقشة .
  6. يخبر المعلم طلابه بأنه سيؤجل تعليقاته على إجاباتهم حتى نهاية الحصة ، و يشرع بالاستماع لإجاباتهم ، ثم يشكر الطالب الذي يجيب ويعطي الفرصة لطالب آخر .
  7.  قبل  نهاية الحصة يلقي عليهم أسئلة سابرة مثل : كيف توصلت إلى هذه النتيجة ، أو ما هي الخطة التي وظفتها ؟أو يطلب من المتعلم تفسير تفكيره وتعليله ، ثم يعزز توجهات المتعلمين بالقول بأن مناقشاتهم كانت مثمرة .