دماغ الرجل ودماغ المرأة إختلاف لأجل التكامل

يوما بعد يوم تظهر البحوث العلمية إختلافات جديدة بين الرجل والمرأة حتى كادت تكون في كل شيء تقريبا،وهنا أردنا أن نسلط الضوء على جزء جد مهم ومعقد من أجزاء الجسم - إنه الدماغ -.
 
لقد اثبتت البحوث العلمية الحديثة وجود إختلافات كبيرة بين دماغ الرجل ودماغ المرأة. وقد يكون سبب كثير من الخلافات بين الرجل والمرأة هو الاختلاف في طريقة عمل الدماغ لدى كل طرف،وعدم وعي كل منهما ومراعاته لهذه الفروق.



    الكثير من الناس يجهلون هذه الحقيقة وهي أن دماغ المراة يكاد يكون مختلفا تماما في اسلوب عمله عن دماغ الرجل . بالرغم من أن تكوين دماغ  الرجل يحتوي على فصين تماما كدماغ المرأة، لكنه اثقل منه بنسبة من 10 إلى 20 في المائة. تقول بعض الأبحاث أن دماغ الرجل يحتوي على حوالي أربعة مليارات خلية دماغية وهذا أكبر من عدد الخلايا في دماغ المرأة. وإن كل جزء من أجزاء الدماغ لدى الرجل مسؤ ول عن أمور معينة فالجزء الأيمن مسؤول عن الأمور المرئية كالأعمال والرياضة وغيرها بينما الجزء الأيسر مسؤول عن الأحاسيس والمشاعر والتعبير عنها. وقد بينت الأبحاث ان الجزء الأيمن من الدماغ لدى الأطفال الذكور ينمو بسرعة على عكس الاناث وهذا مايفسر تفوق الذكور في الرياضة وتفوق الاناث في المهارات اللغوية. وعلى عكس الرجل فإن دماغ المرأة يعمل ككتلة واحدة فهو لا يعمل بنظام التخصص-فيمكن عند تلف احد الجزئين من الدماغ أن يعوضه الفص الأخر.
 
إذا قمنا بجوله داخل دماغ الرجل تجد أنه يشبه مجموعة من الغرف كل غرفة مخصصة لمجال ونشاط معين فالعمل لديه غرفة معينة والمقهى، العائلة والاولاد، الأصدقاء... إلخ لكل منهم غرفة خاصة فالرجل إذا ما اراد البدا في نشاط معين فهو يدخل الغرفة المخصصة له. وبالتالي فلا يمكنه أن يركز على نشاط أخر خارج  الغرفة حتى وإن حاول ذلك فإنه يصعب عليه أن يقوم بأكثر من نشاط واحد في وقت واحد بنجاح.. اما المرأة فيمكنها ذلك لأن عمل دماغها لا يعتمد على هذا النظام.فدماغ المرأة هو مجموعة من النقاط المتصلة ببعضها البعض على شكل شبكة. وهذا ما يفسر قدرتها على القيام بأكثر من نشاط واحد في نفس الوقت. فهي تراقب الأكل الموضوع على النار وترضع الطفل وتتكلم في الهاتف في الوقت ذاته وبكفاءة عالية. كما ان هذا يمكنه أن يفسر قوة الملاحظة والإدراك لديها. وهذه الشبكة المعقدة لديها نشاط مستمر لا يتوقف حتى أثناء النوم. وقد بينت بعض الدراسات في جامعة بنسلفانيا أن نشاط دماغ المرأة لا ينقطع بينما قد يقضي الرجل ساعات دون أن يبدي دماغه أي حركة أو نشاط.  ولدى المرأة كذلك القدرة على الإنتقال من حالة معينة إلى حالة أخرى بسهولة ويسر. وهذا ما يعتبر امرا صعبا بالنسبة للرجل حيث أنه يحتاج إلى فترة من الوقت،عند خروجه من غرفة معينة ودخوله لغرفة جديدة من غرف الدماغ.ومن أمثلة ذلك الرجل الذي يكون في العمل طوال اليوم.عند عودته للبيت يحتاج لفترة معينة حتى يستطيع أن يتحول بتركيزه إلى جو البيت. لذا يجب على المرأة أن تنتظر فترة معينة حتى تستطيع أن تضمن أن الرجل أصبح مستعدا للإستماع لها. وتحدث كثير من الخلافات عندما تحاول المرأة أن تخبر الرجل بجميع المستجدات أو تحاول الإستعانة به لحل مشكلتها مع إحدى جاراتها أو أقربائها فور دخوله للمنزل دون ان تترك له بعض الوقت. وغالبا هذا يجعل الرجل يثور ويغضب، فهو لا يفهم انها بحاجة للحديث وهي لا تفهم أنه ليس مستعدا بعد.
أحيانا يكون الرجل في الوضع الذي تحدثنا عنه سابقا أي أن الدماغ يكون متوقفا عن النشاط ويلجأ الرجل إلى هذا لكي يتخلص من بعض الضغوط وأعباء العمل والبيت وغيرها والحصول على فترة من الراحة، وإذا كلمته المرأة أثناء هذه الفترة قد يسمع كلامها دون ان يعي أو يحتفظ بشيء مما قالته وكون نظام الشبكة لديها لا يتوقف عن العمل فهي لا تفهم عندما يقول لها الرجل بعد مدة انها لم تخبره بأمر معين بينما تقسم هي انها أخبرته به أو طلبته منه. فهو أثناء ذلك الوقت كان في غرفة فارغة من غرف دماغه  سمها بعض العلماء بصندوق اللاشيء.
أما بالنسبة للمرأة ففي حال رغبتها في التخلص من الضغوط والأعباء فهي على عكس الرجل لا يمكن أن تصمت أو تتوقف عن النشاط بل يجب أن تتكلم عن مايثير قلقها وتستفيض في شرح التفاصيل الخاصة بما يسبب لها الألم والإزعاج، وهذا ما يثير الرجل ويجعله يطلب من المرأة أن تتوقف عن الشكوى والبعض الأخر قد يلجأ لتقديم حلول أو تعويضات للمرأة وذلك حتى تنسى الموضوع وتتوقف عن الكلام. ولكن الرجل يجهل أن الحل ليس بتقديم بديل أو جعلها تتوقف عن الإفضاء بمكنوناتها.ما يجب على الرجل هو الإستماع لها وإبداء مساندته وموافقته لها دون تقديم حلول او محاولة كبح رغبتها في الإفصاح،وهذا هو الحل الأمثل.ذلك لأن طبيعة تكوين دماغها تجعلها في حاجة إلى التخلص مما يثقل عقلها عن طريق الكلام عنه وإلا سوف تنفجر.
و لدى المراة عاطفة جياشة وهذا على عكس الرجل. وقد بينت الكثير من الأبحاث العلمية أن الجهاز الحافي limbic System  وهو الجهاز المسؤول عن العواطف له أثر كبير على سلوك المرأة أكثر منه على سلوك الرجل. كما ان ابحاث أخرى قد ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث بينت أن هذا الجهاز اكبر حجما عند المرأة.
كما أن المرأة تتميز بقوة ملاحظتها للتغيرات العاطفية. وتتمكن المرأة من إدراكها بسهولة عن طريق نبرة الحديث أو حركات الجسم أو حتى الإحساس.كما أنها أكثر قدرة ودقة في التعبير عن عواطفها للطرف الأخر. بينما معظم الرجال ليست لديهم هذه الميزة. وهنا تأتي نقطة أخرى من أهم النقاط التي تؤدي إلى نشوب خلافات حادة بين الرجل والمرأة فهي بحكم ما تمتلكه من عاطفة قوية وقدرة على التعبير يمكنها ان تعبر عن حبها وامتنانها وتعلقها بالرجل أي كان أخ اب زوج أو إبن. وبالمقابل فهي تنتظر نفس الشيء من الرجل. أما هو بحكم تكوينه فلا يلقي بالا لهذه الأمور وإن كان يفعلها من فترة لأخرى حسب الحالة النفسية إلا أنه في غالب الأحيان لا يكون متميزا كما هي المرأة. وهو يظن أن مجرد بقائه معها هو تعبير عن حبه لها ضف إلى ذلك مايقوم به الرجل من مهام عملية كحماية المرأة وتوفير احتياجاتها المادية.كل هذا يظنه الرجل كافيا لكي يرضيها من الناحية العاطفية. ولكنه خطا جسيم يقع فيه معظم الرجال إن المراة تستثار عاطفيا عن طريق الكلام أكثر من أي شيء أخر. إن كلمات الرجل وحتى نبرة صوته تشكل عاملا مهما في التأثير على المرأة.  فهي دائما بحاجة لسماع كلمات الإطراء والحب والعرفان وغيرها. بينما تبدأ الإستثارة العاطفية لدى الرجل بالمظهر فالرجل كما يطلق عليه علميا visuspatial . والرجل اكثر ميلا للإستقلالية في تصرفاته وكذلك السيطرة.
وقد أمد الله عز وجل المرأة بهذه العاطفة الجياشة لتتناسب مع دورها كأم.فتربية الطفل تحتاج إلى عاطفة قوية حتى تمكنها من اتمام هذه المهمة والتي لا يمكن للرجل أن يؤديها نيابة عنها. ودماغ المرأة جاء تصميمه مناسبا لتحمل الآلام الشديدة كالآم الولادة بينما لا يحتوي دماغ الرجل على هذه الميزة. فقد أثبتت البحوث أن دماغ المرأة يفرز مادة مخدرة تعمل على التخفيف من شدة الآلام. إلا أن هذه المادة المخدرة تؤثر على ذاكرة المرأة. وربما لهذا كانت شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل. يقول تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) [البقرة: 282].
وتأكيدا لهذا فقد تبين أن ذاكرة المرأة أثناء فترة الحمل وبعده بمدة قد تصل إلى العام تكون منخفضة. ولهذا فإن الرجل يتفوق على المرأة في الذاكرة الطويلة.بينما تتفوق المرأة في الذاكرة القصير.