دقة + انضباط = أسرة سعيدة

وضعت رأسها بين يديها واستغرقت في التفكير في مستقبل ما في أحشائها، وسمعت عقلها يقول لها: مضى على زواجك عام، وبعده بشهور منّ الله عليك وأصبحت حاملاً، فماذا أعددت لمستقبل الجنين بعد أن يولد؟؟

همست في نفسها مجيبة: إن دخلي أنا وزوجي كبير، لكننا نصرف أموالنا دون حساب أو تخطيط، بمناسبة وبدون مناسبة، فماذا نفعل؟ مطالبنا ستزداد وضغوطنا المالية ستتضاعف بعد الولادة.. ماذا أفعل؟ أنا وزوجي نسير بجهل وراء المثل القائل: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب...



ضغوط مالية


إن كثيراً من الأسر تعاني من ضغوط مالية تؤثر في استقرارها وسعادتها، لكن أغلب الضغوط المالية هي من صنع أيدينا، فنحن الذين جلبناها لأنفسنا بسوء تدبيرنا للموارد المالية التي لدينا، وبكثرة المصروفات وعدم تقديرها والتخطيط لها، ولو دققنا في المشاكل المالية في الأسرة لوجدنا أن عدم وجود بند الميزانية أو وضوحه لدى الزوجين من أكبر أسباب تلك الضغوط. وأنا أعرف هذا الأمر ثقيل على النفس فنحن لا نحب الكتابة والتدقيق وإنما نحب الصرف متى شئنا.



قليل من الدقة

 

كما إنني أعرف أسرا أحسنت إدارة أموالها بسبب وضعها ميزانية سنوية للعائلة، فلكل شخص ميزانيته الخاصة شاء أم أبى، كتبها أو لم يكتبها. سنبين من خلال الجدول التالي كيفية وضع ميزانية الأسرة والتعامل معها، ولكن بعد عمل الميزانية العائلية يبقى المهم أن تتقيد العائلة بها، فلا تتجاوز بنودها حتى لا تكون حياة الأسرة فوضى غير مرتبة. وبشيء بسيط من الدقة والانضباط ستحقق العائلة النجاح والسعادة.



أولاً تقدير الدخل السنوي

الدخل السنوي للـ (الزوج)

المبلغ
الراتب
زيادات
ايراد استثمار

عطايا أو هدايا

رصيد متوفر بالبنك

المجموع

الدخل السنوي للـ ( الزوجة )

المبلغ
الراتب
زيادات
ايراد استثمار

عطايا أو هدايا

رصيد متوفر بالبنك

المجموع

بعد عمل الزوجين هذين الجدولين، يجمعان المبلغ المتوافر بالإضافة إلى المبلغ المتوقع الحصول عليه خلال السنة القادمة فيكون الناتج هو ما يملكه الزوجان من رأس مال، وقد يكون الإيراد السنوي للزوج مثلا (10) آلاف دينار أو (15) ألف دينار، وللزوجة مثلا إذا كانت عاملة (8) آلاف دينار أو (12) ألف دينار، وقد تزيد أو تنقص، وأول قرار يفترض أن يتخذه الزوجان هو تحديد النسبة التي تقتطع من الدخل لتوفيرها أو استثمارها أو الاحتفاظ بها لمشروع قادم سيقبلان عليه، كشراء أرض أو بناء بيت أو سفرة صيف.



ثانياً: تقدير المصاريف لثابتة

 

ذلك من خلال كتابة الجدول التالي:

المصروفات الثابتة السنوية

الــمـبـلـــــغ

ايجار المنزل

اشتراك الهاتف المنزلي

قسط السيارة

قسط أو سداد دين

التزامات أخرى (عائلية ـ خيرية)

نفقة زوجية

عضوية اشتراك ناد

اشتراك (جريدة/مجلة)

التزامات للوالدين

أخرى (يتم ذكرها وتدوينها)

المجموع


وبعد كتابة بنود المصروفات الثابتة خلال السنة ينتقل الزوجان لى كتابة بنود جدول المصروفات المتغيرة.

 

ثالثاً: تقدير المصروفات المتغيرة

 

المصروفات المتغيرة سنويا

المـبـلـغ
أثاث وأجهزة

كهرباء وماء

أدوات التنظيف

الصيانة والتصليحات

المكالمات الدولية

الهاتف النقال /البيجر

المأكولات
المشروبات
وقود السيارة وتصليحها

أدوية ومصاريف طبية

مصاريف للتعليم

مصاريف ترفيهية

الملابس
نفقة الأولاد

هدايا
وليمة
عيدية العيدين

سفر
مشروع اجازة الصيف

تبرعات
نثريات
المجموع

وبعد انتهاء الزوجين من كتابة هذه الجداول يبدآن في كتابة الجدول الختامي لبيان وضع ميزانية العائلة.


رابعا: الجدول الختامي

 

البيان
المبلغ
الدخل السنوي

البيان
المصاريف الثابتة

المصاريف المتغيرة

المجموع

ثم يبدأ الزوجان بعمل المعادلة التالية:

البيان

المبلغ

مجموع الدخل السنوي

مجموع المصاريف السنوية

الفرق بينهما


يتبين معنا في النهاية بعد حسم المصاريف من مبلغ مجموع الدخل السنوي هل يتبقى عند العائلة فائض من المال يدخر ويستثمر أو أن لديها عجزا وإفلاساً؟؟ وفي الحالة الأخيرة ينبغي مراجعة المصاريف المتغيرة والتضحية ببعض بنودها أو تخفيضها، ثم تعاد المعادلة مرة أخرى حتى تستقر الميزانية، وان لم يصل الزوجان إلى حـل، أو لا يريدان أن يغيرا من المصـاريف المتغيرة، فليــفـكـرا في كيفية زيادة دخلهما أو تغيير وظيفتيهما.

 

بقلم: د. جاسم المطوع

 

 

موقع الأسرة السعيدة