دعاء كفارة المجلس

يُروَى عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنَّه سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا نبي الله، وإنَّا لمؤاخَذون بما نتكلم به؟ فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلَّا حصائد ألسنتهم".



إنَّ النفس البشرية ضعيفة، وقد تقع في معاصي اللسان وآثام الكلام مهما حاولت تجنُّبها؛ ولكن لأنَّ ديننا الإسلامي دين يسر وليس دين عسر، فقد شرَّع لنا الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- سنة نبوية عظيمة كان يلتزم بها، والتي يمكن من خلالها أن نكفِّر عن ذنوبنا وسيئاتنا التي اكتسبناها دون قصد أو عن عمد، ألا وهي: "دعاء كفارة المجلس"، والذي سنعرِّفكم به وبفضله في هذا المقال.

إقرأ أيضاً: أهمية وفوائد القيام بالعبادات اليوميّة

دعاء كفارة المجلس:

  1. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "من جلس في مجلس فكثُر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذاك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألَّا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك؛ إلَّا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك".
  2. كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يختم مجلسه بذكر الله تعالى والدعاء، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (قلَّما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا، ومتِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منَّا، واجعل نارنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تُسلِّط علينا من لا يرحمنا").
  3. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلسنا، ولا تلى قرآناً، ولا صلى صلاة، إلَّا ختم ذلك بكلمات؛ قالت: فقلت: يا رسول الله أراك ما تجلس مجلسنا، ولا تتلو قرآناً، ولا تصلي صلاة، إلَّا ختمت بهؤلاء الكلمات، قال: نعم، من قال خيراً، خُتِم له طابع على ذلك الخير؛ ومن قال شراً، كُنَّ له كفارة: "سبحانك وبحمدك، لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك").

ما هو حكم الدعاء بكفارة المجلس وفضله؟

إقرأ أيضاً: دعاء القنوت: تعريفه، وصيغته، ومواضعه، وأحكامه الشرعية
  1. يُعدُّ الدعاء بكفارة المجلس أمراً مندوباً؛ وذلك لأنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقوله دائماً، ويتلفَّظ به بعد كل مجلس كان يقوم منه، وكان يذكره ثلاث مرات، ولم يتركه مطلقاً إلَّا لعذر؛ كما كان الصحابة والسلف الصالح يتلفظون دائماً به.
  2. يحصل من يتلفظ بهذا الدعاء على أمرين:
    • إن كان المجلس الذي هو فيه عامراً بذكر الله ولم يرتكب فيه أي ذنب، يزيد الله سبحانه وتعالى حسناته.
    • إن كان المجلس الذي هو فيه قد أكسبه ذنوباً وآثاماً، سيكون هذا الدعاء كفارة له، باستثناء الكبائر التي تستوجب التوبة الصادقة.
  3. لا يُكفِّر هذا الدعاء الغيبة والنميمة.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة