دراسة تدحض نظرية تطور الإنسان

دحضت دراسة لقدرات التسلق الاعتقاد القديم بأن الإنسان الأول كان قادرا على تسلق الأشجار بسهولة كالقرود. فقد توصل علماء لهذه النتيجة بعد دراسة لطريقة تسلق قرود الشمبانزي، عموديا وبسهولة، ثم مقارنة مفصل كاحل الشمبانزي بذلك الموجود في سلف الإنسان الأول، المعروف بـ هومينين.



وأفادت الدراسة التي نشرتها صحيفة إندبندنت أن الإنسان الأول، على عكس قرود الشمبانزي الحالية، لم يكن مهيأ لتسلق الأشجار.

وقد توصل الدكتور جيريمي ديسيلفا، من جامعة ميشيغان في آن أربر بالولايات المتحدة، إلى هذا الرأي بعد إجراء أول دراسة لآلية قدرات تسلق الأشجار عند قرود الشمبانزي باستخدام مجموعة من الحيوانات في متنزه كيبالي الوطني غربي أوغندا.

وبين بحث ديسيلفا أن الثني الظهري عند الشمبانزي، بالتركيز على مفصل الكاحل عند دوران الكاحل لتوجيه أصابع القدم لأعلى، كان أكثر تطرفا في الشمبانزي من الإنسان: إذ أن القرود قادرة على الانحناء بمقدار 45 درجة بينما مدى الانحناء عند البشر كان بين 15 وعشرين درجة.

ولمعاونة ثني الظهر، وجد ديسيلفا أن قاعدة قصبة الساق لدى الشمبانزي مهيأة بطريقة معينة بحيث تتصل بالكاحل، الأمر الذي لم يجده في اثنتي عشرة قصبة ساق متحجرة للإنسان الأول.

وبجمع هذه التفاصيل تبين بالدليل أن أسلاف الإنسان الأول لم يكونوا متسلقين حذقين.

وقال ديسيلفا "ربما تسلق الإنسان الأول الأشجار كما يفعل الإنسان الحالي أحيانا، لكن هذه الدراسة تؤكد أن التسلق العمودي وسكن الأشجار لم تكن أمورا هامة في مجموعة المهارات الحركية للإنسان الأول".

وأضاف "قرود الشمبانزي المعاصرة تتسلق الأشجار بأمان ومهارة لأنها قادرة على ثني ظهورها والانقلاب على عقبيها إلى أقصى درجة. ورغم الافتراض بأن الإنسان الأول كان متسلقا ماهرا للأشجار، إلا أنه لا توجد واحدة من الـ 29 قصبات السيقان أو الكعاب المتحجرة الموجودة منذ 4.12 إلى 1.53 مليون سنة بها مجموعة السمات الوظيفية المتعلقة بالتسلق العمودي في قرود الشمبانزي المعاصرة.

وإذا كان الإنسان الأول يقوم بتسلق الأشجار، فقد كان يقوم بذلك بطريقة متميزة عن قرود الشمبانزي المعاصرة.