خوف آدم من الفشل وخوف حواء من الرفض

أكثر خوف الرجال من الفشل، ولهذا السبب فإن الرجل يثبت ذاته بالعمل سواء العمل في كسب رزقه، أو العمل في البيت أو العمل في الحي أو العمل في المجتمع... الرجل يريد أن يكون ناجحا، ويريد أن يشعر بالحاجة إليه فهو يعيش وراء هذا الهدف الرئيس. إن الرجل عندما يصل إلى مرحلة الفشل الذريع، وأن الناس كل الناس لا تحتاج إليه، فإنه هنا يصاب بالإحباط، والاكتئاب والعزلة التامة، بل إن موت الرجل البطيء هو ألا تكون له حاجة.



لهذا السبب يجب إن يشعر دائما بأن له حاجة في بيته، أو عند أولاده، أو لدى زوجته، أو في مجتمعه، أو في عمله.. فهدفه الرئيس النجاح، وخوفه الكبير الفشل، وقد يأخذ الرجل بعض الوقت حتى يتعلم أن فشل محاولاته كانت ضرورية من أجل نجاحه في المحاولات الأخرى، فلا يعود يخشى عندها المحاولة أو الفشل، ويدرك أن بعض الخطأ لابد منه من أجل الوصول إلى أهدافه. إنه ليس بالعاجز أو الضعيف، إلا أن عليه أن يحاول ويتخذ الأسباب، وهذه هي الخطوة الأولى في تعلم الرجل كيف يقدم الرعاية لزوجته.

عندما يربى الفتى وهو يرى والده يحسن تحقيق حاجات أمه، فسيتكون عنده شعور قوي بالثقة في نفسه، وبقدرته على تحقيق حاجات المرأة التي ستكون زوجته في المستقبل. ولن يكون خائفا من التجريب والمحاولة في تلبية حاجاتها، ويدرك أن فشله في عمل أو محاولة ما لا يعني بأنه عاجز في كل شيء، إنه يعلم بأنه ليس كاملاً، إلا أن هذا لا يمنعه من المحاولة وبذل الجهد، وإذا أخطأ، فهو يعلم أنه يمكنه أن يعتذر عن هذا الخطأ، وهو يتوقع المساحة والتقدير والمحبة من الطرف الآخر. إن هذا الشاب أو الرجل يدرك أن "كل ابن آدم خطاء" فقد رأى والده يخطئ فيعتذر، وشاهد والدته تغفر له من دون أن يضعف هذا علاقتهما. وكيف أن أمه كانت تقدر والده وتثق به رغم أنه كان أحيانا يخيب ظنها أو يخطئ في تلبية حاجاتها.

المرأة بالمقابل تخشى الرفض، أي الشعور بأنها غير مرغوب فيها. وحتى تشعر بكيانها لابد وأن تشعر بأنها مرغوبة ومحببة، فهي تثبت ذاتها بعلاقتها مع الآخرين، وبكسب الحب والرغبة من زوجها، أو أسرتها، أو صديقاتها، أو أولادها. المرأة تريد أن تكون مرغوبة فهي تعيش في حنايا هذا المفهوم، وهي عندما تشعر بأنها مرفوضة تصاب بالقلق أو الاكتئاب أو الغضب الداخلي المكبوت. إن إدراك هذين المفهومين عند الرجل والمرأة في غاية الأهمية، وذلك للتعامل معهما وفق المعادلات الصحيحة. إن عدم سد هذه الحاجة لدى النساء والرجال، قد يولد دائماً المشاكل النفسية والأسرية. ومن الأشياء التي ينبغي الالتفات إليها في هذه الدقيقة، أن الرجل يصعب عليه أن يستمع للمرأة عندما تكون حزينة أو محبطة؛ لأنه يشعر بالفشل.

فالرجل يفهم أن سعادتها دليل نجاحه في إدارة الأسرة، وهذا الشعور مخفي في أعماق الرجل. في المقابل، فإن المرأة تشعر بالضيق أكثر عندما تكون حزينة أو محبطة وزوجها لا يستمع إليها، إضافة إلى ذلك فقد يغضب منها، أو قد يرجع اللوم عليها. إن المطلوب من الرجل، أن يفهم مشاعر زوجته ويسمح لها بهذا الشعور، ثم يستمع لها حتى تفرغ ما في نفسها من شحنات حزينة وسلبية. والمطلوب من المرأة أن تتفهم شعوره هذا فهو مهتم لسعادتها.

 

موقع الأسرة السعيدة