خطأ فادح قد يرتكبه رواد الأعمال

قد يكون الكثير من رواد الأعمال يمتلكون مهارة في إدارة شؤون العمل لكنهم لا يحسنون التصرف مع الموظفين. وخير مثال على هذا هو رجل الأعمال دونالد ترامب وروبرت مردوخ، فهما صاحبا إنجازات كثيرة ومعروفة، لكن يجمعهما خطأ واحد وهو شهرتهما بكونهما سيئا التعامل مع كوادر الشركة. لكن ثمة جيل جديد من رواد الأعمال الناجحين الذين يدركون مدى أهمية إبراز أفضل ما في الناس، فقد جعلوا من هذه النقطة أساسا لبناء شركاتهم، ومنهم على سبيل المثال:


-  لاري بايج، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، يسمح لموظفيه بتخصيص 20% من وقتهم لاختيار أي مشروع يريدون العمل عليه.
- هاورد شولتز، الرئيس التنفيذي لسلسة مقاهي ستاربكس، ينفق على التدريب أكثر مما ينفقه على الإعلانات للمساهمة في خلق بيئة عمل مشجعة ومرضية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن (منظمة غالوب – Gallup Reasearch Organization)  قد توصلت إلى خلاصة مفادها أن الموظفين الذين يشعرون باهتمام مدرائهم بهم يكونون أكثر إنتاجية ويساهمون في رفع قيمة الأرباح ويبقون مع شركتهم لمدة أطول على الأغلب.

فقد تبين بأن ممارسة المدير لأقل قدر من التصرفات الوقحة أو المسيئة كفيل بتحويل الموظف المثالي إلى شخص سلبي وكسول قد يتعمد التباطؤ في العمل واقتراف الأخطاء وأخذ إجازات مرضية من دون مبرر حقيقي. فالموظف سيشعر بتوتر دائم وستقوض السلبية أداءه في العمل وربما تتأثر صحته بالفعل ويتركه هذا معرضا للاكتئاب والقلق، فلا عجب أن العلاقات السيئة بين الموظف ومديره تؤدي إلى تراجع الإنتاجية وهذا يكبد الاقتصاد الأمريكي خسارة بحوالي 360 بليون دولار في العام.

ثمة سبب آخر ليكون المرء مديرا لطيفا، وهو أنه سيحتفظ بالموظف الموهوب لفترة أطول وسيتكلف مالا ووقتا أقل على الإدارة والتدريب والبحث عن موظفين جدد، وحتما ستكون حماقة كبيرة من أنجح رواد الأعمال المخاطرة بخسارة موظف ناجح.

وبحسب دراسة في أمريكا نشرت مؤخرا لـ(ميشيل ماكويد) وهي أخصائية شهيرة في علم النفس الإيجابي وخبيرة في تحسين بيئات العمل: 

- 36% فقط من الأمريكيين سعداء حاليا في عملهم.
- 31% من الموظفين لا يشعرون بالاحترام من قبل مدرائهم وحوالى 15% يحسون بالبؤس الكبير والملل والوحدة.
- 38% فقط يصفون مدراءهم بكلمة "رائع"، و42% يقولون إن مدراءهم لا يعملون بجد، و20% ذكروا بأن مديرهم لا يتحلى بالنزاهة أو يتمتع بها بدرجة قليلة.
-      قرابة 60% من الأمريكيين يقولون إنهم سيكونون أكثر نجاحا في أعمالهم لو كانت علاقتهم بالمدير أفضل.
- 73% ممن أعمارهم في العشرينات والثلاثينات وأجريت عليهم الدراسة يعتقدون بأن صحتهم مهددة بالخطر.