خدريني ..... يا ماما!!

 

 

 

يشبه علماء النفس حب الأم بالمخدر , فهو بمثابة لحمة قوية تربط بين الأم والرضيع , ولها تأثيرات كبيرة على نمو الطفل, لكن العلماء, لا يعرفون الكثير حتى الآن عن الفترة التي يبدأ فيها التأثير البيولوجي لعناية الأم على الطفل, وإذا كان هذا الحب بمثابة مخدر فأي نوع من المخدرات هو؟؟



تشير نتائج دراسة قام بها فريق علماء فرنسي إيطالي إلى أن هذا الحب له مفعول يشبه مفعول مستحضر افيوني , وقد لاحظ العلماء أن الفئران التي لا تملك الجينه القابلة للتأثر بالمستحضرات الأفيونية التي تسمح بالتخفيف من الألم تعاني صعوبات كبيرة في خلق علاقات مع أمهاتها , وحين أبعدت الفئران المعدلة جينيا في الأسبوع الأول من ولادتها عن أمهاتها لم تكن تبكي كما تفعل الفئران الطبيعية،ويؤكد الخبراء أن بكاء الاستغاثة يعتبر أساسيا لتشكل رابطة العاطفة بين الأم وطفلها.وتقول باحثة في علم الأعصاب في المركز الوطني للأبحاث أن البكاء أساسي في البقاء...وهذه الدراسة كشفت عدة عناصر تثبت أن المكونات الكيماوية التي تضبط الألم الجسدي هي نفسها التي تتحكم في الألم النفسي الناجم عن غياب الأم والانفصال عنها


وتدخل هذه الدراسة في إطار سلسلة طويلة من الأبحاث الحديثة التي أظهرت أن أي تغيير يطرأ ولو على جين واحد من شأنه أن يسبب اضطرابا في السلوك الاجتماعي وفي حين أن الاهتمام والعناية التي يحظى بها صغار الحيوانات من آبائها من شأنها أن تساعدها في التغلب على الفروقات الجينية.وقد لاحظ العلماء في جامعة ماك جيل في مونتريال أن صغار الفئران التي تكثر أمهاتها من لعقها وتنظيفها وملاطفتها تصبح أقل قلقا من نظيرتها التي تلقى نصيبا أقل من العناية والاهتمام ،وخلصت دراسة حديثة من الجامعة نفسها إلى أن العناية التي تخص بها الأم صغيرها في أيامه الأولى تكون سببا في تغييرات دائمة تلحق الجينات التي تساعد الفئران على مواجهة التوترات خلال حياتها .
وفي دراسة أخرى تناولت القردة ،تبين أن الأبوين اللذين يغدقان على صغيرهما الحب والحنان يجعلانه في مأمن من تغير جيني يحوله إلى قرد عدواني ومضطرب . كما أن القرد الذي يلقى العناية والاهتمام في الصغر يولي الاهتمام نفسه بصغاره في الكبر . وخلص الباحثون إلى أن البيئة التي يسودها الحب والحنان من شأنها أن تساعد في تحسن جينات الطفل الذي ينشأ فيها أي أن الطفل الذي تكون حساسيته للألم واللذة ضعيفة يمكن أن تنمو في ظل أبوين يوليانه عناية خاصة . بل أن نفسية الطفل قد تتغير وتعوض النقص الجيني .

فتأملوا يرعاكم الله !!!
ولكن المطلوب هنا هو الحب الذي يبني كيان الطفل وشخصيته وليس الذي يهدم هذا المخلوق الرائع ويحوله إلى مجرد تابع .
أحبوا أطفالكم وعلموهم أن يحبوا أنفسهم والآخرين .