حيويتك ونضارتك في شرب الماء!!

الماء سر الحياة، حيث يعتبر المكون الرئيسي للكائن الحي، كما تعتمد على الماء جميع العمليات الحيوية والوظائف البيولوجية ونضارة الجلد وحيوية البشرة.. والعكس صحيح تماماً، إذ يفقد الإنسان حيويته ونضارته وتقل قدراته الحيوية والبيولوجية ويحدث الجفاف إذا نقص الماء داخل جسمه، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المضاعفات.



وكما نؤكد دائما على أهمية الوقاية، لذا ننصح بضرورة شرب 10 أكواب من الماء يومياً في فصل الصيف، وتزداد هذه الكمية عند بذل المجهود البدني أو ممارسة الرياضة أو العمل عند ارتفاع درجات الحرارة.

ولعل أدل على أهمية الماء للإنسانية والحياة كلها قول الله سبحانه وتعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"،  وهذا ما تؤكده لنا الدراسات الطبية وتشرحه لنا وقائع الحياة، حيث تحل الحضارة والمتعة الإنسانية حينما توجد المياه.

ومن خلال حوارنا مع الدكتورة"ليليان"، سوف نستعرض الكثير من المعلومات القيمة التي يمكن أن يستفيد منها كل إنسان في مختلف الأعمار.

الماء ضروري لجسم الإنسان..فما أهميته؟

إن الماء مركب أساسي لجسم الإنسان، حيث يشكل الماء أكثر من نصف وزن جسم الإنسان مما جعل من المستحيل البقاء على قيد الحياة لأكثر من بضعة أيام أو أسبوع بدون الحاجة للحصول على الماء والسوائل.

وللماء وظائف مهمة، مثل: تنظيم درجة حرارة الجسم، الحفاظ على مرونة المفاصل والأنسجة، نقل المواد الغذائية داخل الخلية.

والماء يساعد-أيضاً- في تسهيل عملية الهضم؛ لأن 75% من أنسجة العضلات تتكون من الماء، والدليل الواضح تماماً أن الترطيب المناسب أمر أساسي لتحفيز الوظائف الحيوية للجسم العادي ورفع مستوى الأداء البدني للمستوى الأمثل.

لماذا يشعر بعض الأشخاص بالعطش أكثر من غيرهم؟

إن العطش نعمة أنعم الله بها على الإنسان كعلامة ودلالة لاحتياج الجسم للماء، فيستجيب لها الإنسان بتناول الماء أو السوائل لإطفاء الظمأ، وكلما كان الشخص صغيراً في العمر كانت حاجته للماء أكثر وإحساسه بالعطش أكبر، ولوحظ أن الكبار في العمر الذين وصلوا إلى سن الشيخوخة يفقدون تدريجياً حاسة الشعور بالعطش، وهذا خطر يهددهم بنقص في السوائل والتعرض للجفاف بسبب عدم تناولهم للماء.

وعلى هؤلاء الأشخاص تناول الماء بطريقة منتظمة خلال اليوم، وعلى مرافقيهم تذكيرهم بتناول الماء أو السوائل لتفادي التعرض للجفاف.

ما الذي يسبب الجفاف؟ وما هي خطورة نقص السوائل في جسم الإنسان؟

الأنشطة البدنية، حتى أبسط الحركات، تحتاج إلى الطاقة..وحيث إن الجسم يستهلك الطاقة، فيجب علينا تجديد موارد الطاقة المفقودة الناجمة عن حرق السعرات الحرارية وفقدان المياه.

ومن أجل تعزيز الأداء السليم للجسم، يجب أن تكون المياه المستهلكة من أجل الحفاظ على الوظائف الحيوية صحية لجميع الأعضاء الداخلية.. فالجسم ينظم درجة حرارته عن طريق العرق، وفي الواقع، يمكننا أن نفقد كميات كبيرة من محتوى الماء في الجسم اعتماداً على مدة ومدى الجهد البدني المبذول أو ممارسة الرياضة، وارتفاع درجة حرارة الهواء.

ولذلك..فإن المء يحتاج إلى توخي الحذر، حيث إن انخفاض كمية السوائل وزيادة العرق قد تسبب الجفاف.

والعواقب الناجمة عن الجفاف خطيرة، فهي تشمل التشنجات البسيطة للعضلات، والدوخة أو الدوار، والشعور بالتعب والإرهاق، وفقدان القدرة على التركيز.

 

وإذا لم يتم معالجة الجفاف في الوقت المناسب، فإنه يمكن أن يؤدي إلى الإنهاك الحراري والسكتة الدماغية، وقد يؤدي في الحالات القصوى إلى الإعاقة الدائمة، وقد تحدث الوفاة أحياناً إذا كان الجفاف بدرجة كبيرة.

هل يختلف الأشخاص في حاجاتهم للماء والسوائل؟

نعم..فاحتياجات الشخص تتحدد تبعاً لكمية الماء التي يفقدها، سواء عن طريق العرق أو عن طريق البول كما تتحدد باختلاف الأحوال والنشاطات، فما يفقده الشخص الذي يمارس أعمالاً مكتبية داخل مبنى مكيف مثلاً لا يوازي ما يفقده الشخص الذي يتعرض للشمس ويمارس الرياضة أو الأعمال البدنية المرهقة في الجو الحار، وعموماً فالإنسان العادي يفقد حوالي نصف لتر ماء يومياً عن طريق العرق وحوالي لتر إلى لتر ونصف من خلال البول، ولذلك فمعدل ما يحتاجه الإنسان في الظروف الاعتيادية يوازي كمية من الماء حجمها 2 لتر يومياً، ويمكن تناول ذلك إما على هيئة ماء أو سوائل مختلفة.

هل هناك طرق لتجنب حدوث الجفاف؟

علينا-جميعاً- بصرف النظر عن السن، ونوع وهيئة الجسم ومستوى النشاط-التأكد من توازن نسبة السوائل المناسبة التي يحتاجها الجسم.

ومن الموصى به شرب 0.4 إلى 0.6 لترات من الماء قبل ممارسة الرياضة بحوالي 2-3ساعات، وما بين 0.3 و1.0 لتر قبل البدء في أي نشاط بحوالي 10 إلى 15 دقيقة.

كذلك نقترح أن يشرب الشخص نحو 0.3 لتر كل 10 أو 15 دقيقة أثناء ممارسة الرياضة، أما بالنسبة للرياضيين الذين يمارسون الرياضة لأكثر من 90 دقيقة، فإنه ينبغي أن تحل محل المياه المشروبات الخاصة للرياضيين كل 10 إلى 30 دقيقة لمنع حدوث ما يسمى بالتسمم المائي أو انخفاض نسبة تركيز الصوديوم في الدم.

ولذا فمن المستحسن بمجرد الانتهاء من ممارسة النشاط العمل على تعويض نسبة السوائل المفقودة أو المستهلكة عن طريق شرب 0.5 لتر من الماء لكل 0.45 كيلوغرام من خسارة وزن الجسم.

وبالإضافة إلى تعويض الجسم عن السوائل المفقودة، فإن هناك أمور أخرى يمكنك القيام بها لمنع حدوث الجفاف والتعب الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة، ومنها: ارتداء الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة.

ومن المهم أيضاً أكل الفاكهة أو شرب عصير بعد ممارسة الرياضة بحوالي 15 دقيقة لاستعادة وتعويض حرق الجليكوجين الذي يمدنا بالطاقة اللازمة أثناء ممارسة الرياضة، ومن الخيارات الأخرى التي تعمل على تعويض نسبة فاقد الجسم من السوائل تناول الفاكهة والعصائر والشوربة والخضروات.

كيف يتم التعامل مع حالات الجفاف وقت حدوثها؟

أول ما ينبغي عمله هو وقف النشاط، والراحة وشرب الماء أو أي مشروبات أخرى(باستثناء المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ لأنها تزيد من إدرار البول).

وفي حالة حدوث حروق الشمس، نعمل على تبريد الجلد بالكمادات الباردة أو استخدام مستحضر ترطيب، وفي حالة حدوث الجفاف الشديد يستحسن الإسراع في طلب المساعدة الطبية.

 

المصدر: بوابة المرأة