حملة ضد الزواج السري على الفيس بوك

"لا لزواج الأنس والطرب".. شعار الحملة التي أطلقتها شبكة "إسلام أون لاين.نت" لمناهضة ما يسمى "بالزواج السري" على موقع الفيس بوك بهدف رفع وعي الشباب بمخاطر هذا النوع من الزواج، وذلك ضمن الملف الذي أطلقته الشبكة في 6-4-2008.



كما استهدف الملف استطلاع آراء الشباب على مستوى الوطن العربي والعالم حول أشكال الزواج المستحدثة: العرفي، الكاسيت، الدم.. وغيرها، ومشاركتهم في إبداء الآراء والتعليقات حول المشكلات والحكايات التي وردت إلى الموقع لحالات مرت بتجربة الزواج السري.

شارك في الحملة شباب من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 40:20 عاما أظهروا تفاعلا مع قضية الزواج السري بشكل عام، ومنهم من قام بالتعليق على الحكايات والقصص بشكل يعكس رفض الشباب لهذا النوع من الزواج.

 

مجتمع افتراضي

يعد الفيس بوك أهم مجتمع افتراضي تشهده الشبكة العنكبوتية - كما يعتبره كثيرون - فهو يضم أكثر من 41 مليون شخص على مستوى العالم ويزوره يوميا أكثر من 52 مليونًا و200 ألف زائر من كافة أرجاء العالم، وقد بلغت زيادة المترددين على الموقع 270% ويوميا يزداد عدد أعضائه؛ نظرا لسهولة التسجيل عليه والتفاعل معه.

يتيح الموقع خدمات جديدة ومتنوعة وكلها بغرض التواصل والتفاعل مما يجعل المشترك يبدي رأيه بسهولة في كل الموضوعات، وبحرية.

وقد زادت شعبية وفعالية هذا الموقع بين الشباب العربي من خلال استخدامه في حملات مناصرة الرسول عليه الصلاة والسلام من الإساءات التي جرت مؤخرا في الدنمارك وهولندا، وكذلك أحداث الدعوة إلى إضراب 6 أبريل في مصر.

وقد اعتبره موقع alexa -الذي يحسب أكثر المواقع مشاهدة- من أهم خمسة مواقع على مستوى الوطن العربي، وأعلى نسبة زيارة بين المواقع.

 

تساؤلات الأعضاء

دارت نقاشات متعددة بين أعضاء الحملة على الفيس بوك، منها ما عبر عنه أحد الأعضاء عن حيرته في معرفة الفرق بين الزواج الشرعي والزواج العرفي، حيث قال: "أطلب من العلماء توضيح الفرق بين الزواج الشرعي وما يسمى بالعرفي، أو الأحرى الزنى العرفي، وهل هو زواج فاسد أم زنى؟".
وتعليق آخر: "الحل لهذا المرض ليس مكافحته بل إتاحة المباح؛ فذلك خير سبيل لمنع الحرام".

وكان تعليق ثالث: "الشيعة عندهم زواج المتعة وهو عبارة عن دعارة رسمية، ويبدو أن أهل السنة أعجبتهم فكرة زواج المتعة وابتدعوا الزواج العرفي المقابل السني له، ورغم أني بمنتصف الأربعينيات لكنني كنت أعتبر الزواج العرفي زواجًا شرعيًّا، لكنه غير معلن وموثق رسميا، لكن إقامتي بمصر عرفتني بحقيقة الزواج العرفي، في السابق كنت أتصوره عقدًا شرعيًّا بشهود، ولكن من غير إشهار وتوثيق، لكني اكتشفت أنه حتى أفظع من زواج المتعة عند الشيعة". وتفاعلا مع هذه التساؤلات تم الرد عليها من خلال موضوع "الزواج السري.. تساؤلات شرعية".

 

حملات أخرى

وفي إطار حملة "لا لزواج الأنس" على الفيس بوك، شارك عدد من أعضاء الحملة بوضع روابط لحملات أخرى مشابهة تناهض أيضا العلاقات غير الشرعية بين الشباب، وحملة أخرى للدعوة للزواج بأسلوب شرعي وبما يتناسب مع الواقع الإسلامي مثل حملة "لا للصحوبية"، والتي أشار أعضاؤها إلى أن الجروب للفتيات فقط، وهدفه تصحيح مفهوم أن الصداقة ليست السبيل للزواج.

كما شارك في الحملة أعضاء حملة "نتجوز صح" والتي أطلقت بغرض التعريف بأهمية وقدسية الزواج، وكيفية اختيار شريك الحياة، وكيفية التعامل مع الطرف الآخر، ومراعاة الفوارق بين الطرفين.

وأيضا تفاعل جروب "أغلى الناس" الذي يهدف إلى البحث عن الصداقة بين كل شباب الوطن العربي، بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم الصداقة النافعة.

 

نتائج الاستطلاع

وكانت شبكة "إسلام أون لاين.نت" قد أجرت استطلاعًا لرأي زوارها حول الدوافع التي تؤدي لإقدام الكثير من الرجال على "الزواج السري".

وكان الاستطلاع الذي نشر بعنوان "العلاقات السرية باسم الزواج" عبارة عن سؤال مفاده: "برأيك لماذا يلجأ بعض الرجال للزواج السري؟".. وكان على الزائر أن يختار من بين أربعة إجابات، هي: (إشباع رغبة جنسية- رفض المحيطين للزوجة الثانية- لزواج بلا مسئولية- فراغة عين).
وبالتزامن مع الاستطلاع أتاحت الشبكة لزوارها المشاركة بإضافة أسباب أخرى لشيوع الظاهرة، وقياس آرائهم وانطباعاتهم عنها وعن آثارها.

نتيجة الاستطلاع حتى 7-5-2008، والذي شارك فيه 4990 زائرًا، كشفت أن غالبية المشاركين يرون أن الدوافع الجنسية هي المسئولة عن شيوع ما يسمى بالزواج السري، وهو ما قد يحمل اتهامات ضمنية للنمط الإعلامي السائد، أو يبرهن على غياب الوازع الديني لدى أفراد المجتمع. حيث اعتبر 38.47% من المشاركين أن "إشباع الرغبة الجنسية" هي أول ما يدفع الرجال إلى اللجوء لمثل هذه العلاقات.

فيما أكد 35.34% من المشاركين أن المجتمع يتحمل مسئولية تفشي تلك العلاقات من خلال رفضه لمبدأ الزواج الثاني، معتبرين أن "رفض المحيطين للزوجة الثانية" هو الدافع وراء إقدام الرجال على الزواج السري.

الأسباب الاقتصادية، وعدم الرغبة في تحمل تبعات الزواج ومسئولياته، جاءت في المركز الثالث بحسب نتيجة الاستطلاع، حيث أشار 15.57% ممن شاركوا فيه أن الرجال يلجئون إلى "الزواج السري" لكونه "زواجا بلا مسئولية".

وجاءت "فراغة العين "بمعنى إدمان بعض الرجال على الدخول في علاقات نسائية متعددة أو متكررة، في المركز الرابع والأخير، بما نسبته 10.62% من المشاركين.

 

"قلة تربية".. وأزمة مجتمع

وفي ساحة الحوار التي شاهدها أكثر من 1295 زائرا، شارك 17 منهم بمداخلات وتعليقات.. تباينت الآراء حول المسئول عن تفشي العلاقات السرية باسم الزواج في المجتمع، لكن أغلب المداخلات ارتأت أن غياب الوازع الديني، والانحلال الأخلاقي يمثلان السبب الأول لانتشار الظاهرة.

وبدرجة أقل حمّل زوار الساحة المجتمع المسئولية الكاملة عن تلك العلاقات، معتبرين أن "ثقافة رفض الزوجة الثانية" التي تسود مجتمعاتنا حاليا تدفع الرجال إلى الزواج السري.

وفي مداخلتها، قالت "رجاء": "سبب هذا النوع من العلاقات والزواج هو قلة الدين وقلة الأدب والفراغ ودعاوى الانحلال المنتشرة"، مؤكدة أن المرأة التي تقبل ذلك النوع من العلاقات ترتضي لنفسها الإهانة باعتبارها تجري خلف شهوات الجسد، دون اعتبار لكرامتها.

أما من سمى نفسه "مفروس" فيقول في مداخلته إن ظاهرة العلاقات السرية باسم الزواج، ما هي إلا نتاج للتعامل مع الانفتاح الاجتماعي بعيدًا عن القيم الدينية والأخلاقية، واصفًا ما يحدث بأنه "محاولة اقتناص جزء من كعكة الانحلال القيمي والانفتاح الاجتماعي غير المسبوق.. في ظل تواري قيم الحلال والحرام، والبناء الأسري".

وتساءل: "من يعيد للزواج اعتباره وقدسيته؟ بعيدًا عن فتاوى التيك أواي، ومفتين السوبر ستار، من يعيد للمجتمع روحه وعقله وقلبه؟ لقد باتت مجتمعاتنا تحيا بلا حياة، وتحكمها عشوائية التفكير ومنطق الاستباحة".

أما "حزين" فيرى أن الضغوط الاقتصادية التي يحياها المجتمع هي السبب الأول وراء تلك الظاهرة، غير أنه يستطرد قائلا: "لو تدين المجتمع لتغلبنا على المشكلة".

زائر آخر شارك باسم "mahboob" يقدم دافعا آخر "للزواج السري" من وجهة نظره؛ حيث يقول إن تعنت النساء هو السبب، خاصة إذا كان الرجل يحب زوجته الأولى، ومع ذلك يرغب في الزواج بأخرى لكنها ترفض، فيلجأ للزواج السري.

نفس الدافع ولكن من الناحية العكسية، هو ما أكد عليه من شارك باسم "هذا اتهام للدين" من خلال تأكيده أن الزوجة السرية هي المسئول الأول عن تلك العلاقات، خاصة أن السرية تتفق في كثير من الأحيان مع رغبتها في إخفاء زواجها عن أبنائها أو محيطها الاجتماعي.

ويتفق كل من "ثروت" و"نور" و"رويدة" في تحميل المجتمع والزوجة الأولى المسئولية مناصفة، خاصة عندما تبدأ الزوجة في إهمال زوجها وعدم الاهتمام بمظهرها، في نفس الوقت الذي ترفض فيه كثير من المجتمعات مبدأ الزوجة الثانية.

ومن ناحيته، يعتبر "babadoubloue" أنه أيًّا كان السبب والدافع وراء الزواج السري فلا شيء فيه ما دام في طاعة الله تعالى.

وتبين أيضا من تعليقات الزوار على المشكلات المعروضة بالملف أن أكثر الفتيات رافضات لمثل هذه العلاقات بشدة لما فيها من إهدار لحقوقهن الشرعية والمعنوية، ونرى ذلك في التعليق على مشكلات الملف ونرى أغلب التعليقات تتضمن العودة إلى طريق الهداية حلا لهذه المشكلات، وأن معظم المقدمين على مثل هذه العلاقات لا يوجد لديهم أي مسئولية تجاه أسرهم أو المجتمع.

وأكد القراء أن الزواج العرفي باب للكثير من المشكلات وأنه أيضا سبيل لعلاقات غير ناجحة وغير شرعية، والكثير من المقدمين على مثل هذه العلاقات يلجأ إليها بتهور دون التفكير في العواقب.

منقول من أسرة شبكة إسلام أون لاين.نت

 

موقع الأسرة السعيدة