حلّ المشكلات في مواجهتها

علماء النفس وأطباء الصحة النفسية ينصحون بأنّ أحسن الحلول للتخلّص من القلق ممّا يواجه الفرد من أمور ومشكلات وصعاب وجور، إنّما يكون بمواجهة علمية وواقعية وبالسرعة الممكنة، وأن يحاول حلها قدر المستطاع ثمّ ينساها، فمن العبث أن يغرق الفرد في القلق لأمور لا تخضع لرقابته، أو لأخطاء اقترفها ولا يملك إصلاحها، أو أن إصلاحها لا يفيده ولا يأتي بنتيجة ترضيه، وذلك للآثار السيِّئة التي يتركها القلق في النفس والجسد دون أن تعود بالنفع عليه أو على أحد.



ولذا فخير ما يفعله الفرد حين يواجه الخطر هو أن يتصرّف حياله تصرّفه إزاء أية مشكلة من مشكلات التكيف والتلاؤم، من خلال التفكير فيها، ومحاولة إيجاد الحل المناسب لها، وهنا تكمن المشكلة، فبعض الأفراد عاجزون عن القيام بأي عمل في مثل هذه الحالات، نتيجة جهل أسرهم أو بعض المؤسّسات التربوية، بينما بعضهم الآخر بسبب تدريبهم من قبل الأسرة ودور الحضانة والمدرسة قادرون على مواجهة مثل هذه الحالات أو بعض منها، وبفضل تراكم هذه الخبرات باتوا قادرين على مواجهة المشكلات والتصرّف حيالها تصرفاً مناسباً بكل هدوء لا يشوبه شائبة من أي هيجان أو غضب أو قلق.

يعتبر علماء النفس أنّ الإنسان يولد وهو مزود بقدرة كامنة على الإنفعال، ويتوقّف نمو الفرد انفعالياً على التفاعل الذي يجري بين عمليات النضج والتعلّم، وأنّ الصفات الانفعالية لفرد ما تتكون تدريجياً خلال سنوات نموه، ومنذ بواكير الطفولة وحتى ما بعد سنّ الرشد، ولا تحدث التغييرات في السلوك الانفعالي والمواقف الهيجانية بصورة مفاجئة، وأن بعض الاتجاهات الإنفعالية والنزعات الهيجانية تكون ألصق ببعض مراحل النمو منها بالبعض الآخر، رغم وجود فوارق فردية واسعة في هذا الصدد، مثلها في ذلك مثل الفروق الفردية الملحوظة في أشكال النمو الأخرى

المصدر: البلاغ