حدد المدى الذي تريد الوصول إليه

يقضي معظمنا الكثير من الوقت في الأسواق بغرض شراء سلعة ما، و في يومنا نقابل الكثير من البائعين الذين نقبلهم أو نرفضهم، أو ممن لا نهتم لأمرهم لسبب ما، في هذا المقال سوف أعرض عليك بعض الأفكار الهامة التي تجعل منك بائعاً مؤثراً في ذاكرة العميل، لجعلك ذلك الشخص الذي يصعب نسيانه.
 


 

1– لا تبعْ ما لا تحب:
لا يمكن لك أن تقنع العميل بمنتج لا تقتنع أنت به في الأساس، فلن يكون لديك الحجة القوية لإقناع عميلك به و ستسقط عند أول سؤال، لا تحاول بيع منتج لا يعجبك، و حاول الوقوع في حب المنتج الذي تبيع إذا كان يستحق ذلك.

2– أعرف كل التفاصيل:
لابد أن تعرف كل صغيرة و كبيرة عن المنتج الذي تبيع، و ما يكفي للرد على أي استفسار من قبل العميل، و للحصول على ذلك لا يكفي أن تقرأ في كتيب المواصفات الخاص بالمنتج و حسب، بل يجب عليك زيارة المعارض المختلفة التي تخص مجالك و ذلك للإطلاع على كل ما هو جديد في هذا العالم، و لابد أن تثقف نفسك من خلال شبكة الإنترنت بالإطلاع على كل الإصدارات الحديثة للمنتجات التي تبيعها، و أن تكون متابعاً دائماً لتحركات المنافسين في مجالك.

3– أهتم بمظهرك:
يسعد العميل دائماً أن يتعامل مع البائع ذو الهندام الجيد من دون مبالغة، فهذا يعطي انطباع لديه بأن البائع شخص متخصص يجب احترام رأيه، و العكس صحيح.. فإذا كان مظهرك لا يليق فإن العميل لن يعطيك الاهتمام الكافي و سيكون من الصعب أن يلتفت لرأيك مهما كانت خبرتك ” أي أنه لن يعطيك الفرصة الكافية للتعبير عن ما تود قوله ”.

4– أبتسم و رحبْ:
الابتسامة لها مفعول السحر، و إذا كنت لا تجيدها فعليك التدرب عليها، و كما يقول المثل الصيني ” إذا كنت لا تستطيع الابتسام فلا تفتح دكاناً ”،  رحب بعميلك.. صافحه و تعرف عليه، أدعوه للجلوس و أعرض عليه المساعدة.. لا تجعله تائهاً يهيم في معرضك دون أن تلتفت إليه، أعيره الاهتمام الكافي، و أسمع له و لاحتياجاته و حاول تلبيتها.

5– عرفه بنفسك:
من الأشياء التي لاحظتها لدي اليابانيون أنهم عند تقديم كارت التعريف الشخصي، فإنهم يقدمونه بكلتا اليدين مع الانحناء بزاوية بسيطة جداً، مما يوحي بالاحترام للعميل و يجعله أكثر اهتماما بالكارت الذي يقدم له، و غالباً ما يقوم العميل بقراءة الاسم و مناداة البائع باسمه خلال المقابلة.

6– أبدأ بما يخشاه العميل إلا يكون متوفراً في منتجك:
فإذا كنت تقوم بشرح منتج ما، فإنك تعرف ما يخشاه العميل ؟ مثلاً.. يخشى العميل أن يكون المنتج مقلداً و يتشكك في خدمة ما بعد البيع، فعليك أن تشرح له قبل أن يسأل.. مصدر و مكان صنع المنتج و أن له ضمان و مركز صيانة داخل بلدك و أن خدمة ما بعد البيع متوفرة متى احتاج إليها، “مثال آخر” يخشى العميل أن لا يكون المنتج مقاوماً ضد الماء، فيجب عليك أن تشرح له أن المنتج مقاوماً ضد الماء و مصنوعاً من مادة غير قابلة للصدأ.. إن عدم شرحك لهذه النقاط منذ البداية.. سيجعل العميل يسأل و بالتالي فإن هذا سيجعلك في وضع الدفاع و التبرير، لا تكن كذلك و أجعل شرحك وافياً به كل الردود قبل طرحها.. لتكسب الأرض لصالحك، و لتصبح أنت من يدير الحوار.

7– لا تتحدث إلا صدقاً:
لابد أن تكون كل كلمة تخرج منك هي الحقيقة من دون أي تحريف، حتى و إن كان النطق بالحقيقة أمر صعب في بعض الأحيان، و لكن هذا سيدفع العميل إلى تصديقك في كل ما تقول بعد ذلك، و سوف تصبح مصدر ثقة بالنسبة له و ستربح في النهاية.

8– أستغل الفرصة لكسر الحاجز:
عندما يحضر العميل لك، أو عند ذهابك لمقابلته، فإنه يكون جامداً متحجراً متحفزاً لاختبارك، و لكسر هذا الحاجز بينك و بينه لابد أن تطلق روح الدعابة في مكانها، و على سبيل المثال أتذكر أنني دخلت مع عائلتي إلى أحدى معارض بيع الأثاث المنزلي في “دبي”.. و باعتباري متخصصاً في هذا المجال، فكنت أسأل الأسئلة الفنية التي لا يحبها أي بائع، و هنا نطق أحد أولادي بعبارة “المعروضات هنا رائعة”، فالتقط أحد البائعين هذه العبارة، و قال له.. (You buy it all) فلتشتريها كلها، ضحكنا جميعاً و خصوصا أن البائع كان لا يتحدث إلا الإنجليزية و كان أبني يتحدث العربية، و على الرغم من ذلك فإن البائع بقدرته اللغوية البسيطة استطاع أن يفهم العبارة و يلفت نظرنا، و أستطرد في حديثه بأن قال لأبني بالإنجليزية ضاحكاُ.. إن اشتريت كل المعروضات فسوف يوظفني صاحب الشركة مديراً عاماً لها.. مكافأة على بيعي كل البضاعة في يوم واحد، و هنا تولد لدى الجميع الرغبة في الشراء من هذا البائع لمساعدته و لو بشيء بسيط في تحقيق هدفه.

فلا زلت أتذكر هذا البائع إلي يومنا هذا.. فقد نجح في أن يوصف بأنه ذلك البائع الذي يصعب نسيانه.