حتى لايفشل أبناؤنا

حتى لا يفشل أبناؤنا

عمر السنيدي – الرياض

مشاهد متكررة، وصور متعددة أصبحت مصدر قلق لكثير من الأسر والبيوت، هنا فتاة في بداية حياتها الزوجية يتفاجأ أبواها بطلاقها !، وهناك شاب في بداية حياته الوظيفية يفصل من عمله، ومشاهد أخرى مشابهة تعكس نفس المعاناة . حملنا هذه المشاهد وعرضناها على الأستاذ/ محمد بن فهد الجيفان ( المتخصص في شئون الأسرة والمجتمع) وسألناه عن السبب - من وجهة نظره-.



يقول الاستاذ محمد :"هذه المشاهد التي أصبحت ظاهرة في كثير من البيوت والمجتمعات من أهم أسبابها - في نظري - إهمال تربية الأبناء والبنات على تحمل المسئوليات اليسيرة في مقتبل العمر بحجج متعددة، منها أنهم يعيشون مرحلة الشباب ، وأن خبرتهم في الحياة قليلة ، وبحجة ثالثة ، وهي: أن إشغالهم بالمسئوليات سيؤثر على تحصيلهم العلمي ، والنتيجة في الغالب هي العكس ، فكلما ازداد الشاب تفرغاً اتجه نحو العبث واللهو واللامبالاة والرفاهية القاتلة للهمة والطموح.

إن التربية تبدأ مع الطفل منذ صغره ولن يضيره ذلك ، فهذا إمام المربين– صلوات ربي وسلامه عليه- يولي من حوله من الشباب إمامة المسلمين في الصلاة ، و قيادة الجيوش ، والخروج للجهاد، والسفر لطلب العلم ، وإنجاز المهمات الصعبة والخطيرة ، وما نقص ذلك من شبابهم شيئاً ، بل كانوا قادة الأمة بعده - عليه الصلاة و السلام- في العمل، والعلم،والدعوة ،والجهاد.

ماذا نتوقع من فتاة لم تتحمل مسئولية ترتيب غرفة نومها ، كيف ستقوم بمسئولية بيت الزوجية؟ و ماذا نتوقع من شاب لم يتعلم أصول الضيافة اليسيرة ، كيف سيتحمل مسئولية البيت أ, الوظيفة؟.

نحن نسمع عن شباب هذا الجيل وعدم قدرتهم على الانضباط بوقت الدوام حضوراً وانصرافاً، رغم توفر وسائل الترفيه والراحة جميعها له بما لم يتيسر للسابقين قبله ، كما نسمع الأب عند حضوره للمدرسة ولقائه المدرسين ؛ يرفع صوته قائلاً لابنه: أنا لا أريد منك شيئاً في خدمة أهلك أو خدمتي، فالسائق موجود ، تفرَّغ لدراستك فقط!. يظن هذا الأب أنه قدّم لولده خدمة عظيمة!، وهو في الحقيقة قد قضى على معاني تحمّل المسئولية في حياة ابنه!.

وكذلك الحال للأم مع ابنتها ، فهي تحرمها من التدرب على تحمّل المسئولية ، ولاتريد منها القيام بشيء من شئون المنزل ، فالأم موجودة والخادمة كذلك! إلى آخر مسلسل حرمان الأبناء من جانب كبير من جوانب التربية . ولكن، كيف نربّي أبنائنا على تحمل المسئولية ؟

لابد أن نبدأ بتعويد الأبناء والبنات على تحمل المسئولية منذ الصغر، حسب وسعهم وطاقتهم وعن طريق تعويدهم إدارة شئونهم الخاصة اليسيرة ، مثل: تعويده على ترتيب حجرته ومكان نومه ، وتحمّل نتيجة أخطائه إذا أخطأ ، وتكليفه بشراء بعض مايحتاجه البيت ، كما يعوّد على اسقبال الضيوف، والقيام ببعض واجبات الضيافة.

وكذلك الأمر للفتيات؛ تعتاد مساعدة والدتها في عمل البيت حتى مع وجود الخادمة، وتعوّد على المشاركة في القيام بشئون إخوانها الصغار حتى مع وجود المربية، فمن هنا نكون بدأنا مشوار تربية الأولاد على المسئولية، ونترك لكل مربٍّ جهده وطاقته في غرس هذا الجانب في نفوس أولاده، ليرى بعد ذلك ثمار هذا الغرس يانعة تقرُّ بها عينه.

إضاءة :
ليس من الرحمة في شيء ترك تربية الأبناء على المسئولية
.


نوافذ