حتى لا يجني عليك ولا تجني عليه!

 

إننا أحياناً نسيء من حيث نريد الإصلاح وسبب هذا أننا تتحكم فينا العواطف أحياناً تحكماً قوياً وهنا يلغى العقل الراشد، ونحن في الحياة بشكل عام لا نريد أن نجني على نملة تسير على الأرض فكيف لي أن أجني إنسان إضافة على ذلك إذا كان هذا المجني عليه هو ابنك والأخطر من ذلك إذا كان الجاني هو أنت كيف ستصاغ القصة وهل ستسمح لنفسك أن تكون أنت الجاني وعلى ابنك وهو أغلى وأجمل ما تملك في هذه الحياة بل هو زادك أيضا للآخرة.



 

نعم قد تكون الإجابة منك أيها الأب الفاضل ولماذا تطرح علي مثل هذا السؤال وما دخلي بين الجاني والمجني عليه نعم هذا السؤال الاستنكاري من حقك أن تطرحه كيف لا وأنت من يقوم بالعمل والكدح والسهر والأسفار كل هذا بلا شك من أجل أبنائي هذا صحيح ولكني أقول لك كن صادقا في الإجابة هل كل هذا من أجل أبنائك أم من أجل أمر آخر قد لاتحسه الآن وقد تتفاجأ فيه مستقبلا أنك كنت تعمل من أجل تعديل وضعك الإجتماعي ورفع مستواك المالي وأصبح لك من يقصدك وأصبح من يحجز موعد للقائك كل هذا لك وليس لأبنائك فقد لا تشعر ولكني أقول لك لو أنه تعارضت مصلحة ابنك مع سفرة ستربحك مبلغا وقدره ماذا ستقدم؟ وأترك الإجابة لك لأنني ومن خلال معايشتي مع الشباب وخاصة فئة المراهقة وجدت أن دور الأب هو فقط الإطعام وليته يكتفي به بل تجده عند اختلاف الرأي أو الرفض يمن عليه حتى هذه اللقمة ألتي أطعمها إياه.. من هنا جاء سئوالي وأتمنى بالمقابل أن نعيد النظر في الأولويات حتى لا نجني على أبنائنا وحتى أيضا لايجنوا علينا.. لأن حسن النية في أمور التربية قد لا تجدي شيئا وأقول دائما للآباء وكذلك الأمهات لا تقولي ما هي نيتك من هذه الكلمة أو هذا الفعل وإنما قولي ماذا فعلت لأن ابنك لم ولن يرى النية وإنما هو يشاهد السلوك الذي صدر منك وهو قام أيضا بترجمة هذا السلوك من إهمال أو إهانة أو تقصير فمن هنا نقول: فلنراجع دقائق هذه التفاصيل النفسية التي لا يعلمها أحدا بعد الله إلا أنت فأتق الله في ابنك حتى لا تجني عليه.