جزاء الاحسان

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما صليت الفجر في جماعة في المسجد هذا اليوم لفت انتباهي رجل لا تبدو عليه آثار الصلاح ولكن رأيت منه عجباً فيعد أن أنهى تحية المسجد والسنة القبلية



لم يحضر مصحفاً يقرأ فيه كباقي الناس وأحضرت أنا مصحفاً وقعدت قريباً منه فسمعته يقرأ من القرآن غيباً ولاحظت أنه يقرأ من سورة آل عمران فتعجبت من أمره وعندما أقيمت الصلاة حرصت أن أكون بجانبه، فقرأ الإمام بعد الفاتحة سورة الرحمن فسمعت نشيج الرجل وبكاؤه.

ولما قرأ الإمام (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) زاد نحيبه وبعد أن أنهينا الصلاة خرج مسرعا فخرجت على اثره وانتحيت به ناحية من المسجد وأقسمت عليه بالله أن يخبرني سبب بكائه فقال: وتكتم عني قلت: نعم

قال : الله يعدد علينا نعمائه ونحن غافلون وغداً نُسأل (ولتسألن يومئذٍ عن النعيم) فلم أملك نفسي من البكاء

فقلت له: قد أحسست أنه زاد بكاؤك عندما قرأ الإمام ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) قال: كل هذا الإحسان من الله وهذه النعم وهذه الآلاء فأين نحن من شكرها