توظيف نظريات التعلم للنشاط التربوي

توظيف نظريات التعلم للنشاط التربوي

تتم عملية تعليم الطلاب في أغلب المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم بأسلوب التلقين المباشر فالمعلم يبذل جهدا كبيرا في إخبار الطلاب عن المعلومات وسردها عليهم لفظيا دون أن يكون لهم دور سوى الاستماع والإنصات في أغلب الوقت ، مما أدى إلى إيجاد جيل سلبي يأخذ بالمسلمات على علاتها دون تفكير أو نقد لما يقدم له من معلومات ، فلم تتبلور شخصياتهم ولم تستقل عن الغير وكل هذا بفعل المنهج التقليدي ، ولإحداث التغيير الإيجابي في شخصيات الطلاب



ولتتحقق الأهداف السامية للتربية يلزم تغيير هذا النمط من التعليم عن طريق النشاط التربوي بإشراك الطالب في مواقف تعليمية أكثر حيوية وتأثيراً في الطلاب ويكون ذلك بتوظيف نظريات التعلم المتوفرة ليتعلم الطلاب بصورة أفضل ومن النظريات التي نستطيع توظيف فعالية تطبيقها من قبل النشاط الطلابي - العلمي في تكوين أفضل لشخصيات الطلاب المتوازنة النظرية الارتباطية والتي تنطلق من مسلمة كل مثير يؤدي إلى استجابة .
س : كيف نستفيد من نظريات التعلم الارتباطية في النشاط الطلابي – العلمي؟
أولاً : عند تقديم برامج النشاط العلمي في المدرسة تقدم بصورة مشوقة ترغب الطلاب في المشاركة الفاعلة في هذه البرامج بعيداً عن استخدام العنف من قبل المعلم لضبط الطلاب في المنشط ويكون ذلك عن طريق تعزيز المشاركات الفاعلة حيث تقدم للطلاب المشاركين بفعالية في النشاط هدايا تبعث في نفوسهم الفرح والسرور كمعزز ( نظرية بافلوف ونظرية واطسون) وبالتالي تعزز دافعيته نحو التعلم بالنشاط وإشباعا لرغبات الطالب وميوله العلمية.
ثانياً : عند الإعداد لتقديم برامج النشاط العلمي في المدرسة تؤخذ في الاعتبار البرامج الواضحة والهادفة التي تثير دافعية الطالب للتعلم وتثير تساؤلاته حول موضوع معين بتشوق وبالتالي يكون الاستعداد لدى الطالب جيد ويزاول النشاط المرغوب في نفسه بكل يسر وسهوله ويشعر الطالب بالراحة خاصة إذا توصل إلى حل للمشكلة أو الموقف التعليمي الذي وضع فيه وعزز النتائج التي يتوصل إليها الطالب بالشكر والتقدير من قبل المعلم.
إشراك الطالب في اختيار النشاط حسب ميوله واتجاهاته دون أن نفرض عليه نشاط معين حتى لا يشعر بالضيق والحرج وعدم الرضا بما يفعل.
ونستطيع أيضاً توظيف نظرية ثوراندايك عن طريق نشاط التعلم الذاتي ( المحاولة والخطأ) حيث يسهم التعلم الذاتي في حل مجموعة من المشكلات التي تواجه التعليم التقليدي وبالتالي ينمي لدى الطالب المهارات المرغوبة والقدرات الإبداعية .
ثالثاً : يقدم برنامج النشاط العلمي على هيئة مشكلة علمية ويطلب من الطلاب حلها أو التوصل إلى حلها بمشاركة المعلم وعندما يتوصل طالب إلى حل المشكلة يعزز المعلم إجابة الطالب بالشكر والتقدير أو استخدام العبارات المعززة وربما تقديم هدية للطالب كمعزز لدوره في التوصل إلى الحل.
رابعاً : نقدم برنامج النشاط العلمي في المدرسة كمشكلة علمية يعيشها الطالب ويستشعر بها ( مشكلة ندرة المياه في المملكة العربية السعودية ) ونطلب من طلاب النشاط العلمي محاولة الوصول إلى حل لهذه المشكلة وعن طريق إثارة ومضات العقل والتخيل وبمبدأ وجدتها المفاجئة ( قانون الاستبصار) يستطيع الطالب التوصل إلى مبتكر علمي لحل هذه المشكلة وبالتالي نعزز جهده بعرض المبتكر العلمي الذي توصل إليه أمام زملائه ثم الإدارة التعليمية ثم وزارة التربية والتعليم وتبنّي فكرته من قبل الشركات المتخصصة في المجال ونشر صورته في الجرائد المحلية وتسليمه شهادات شكر وتقدير وهدايا تقدم من باب التعزيز لما توصل إليه .
مما سبق نجد أن تقديم المثيرات الجيدة تؤدي إلى تعلم أفضل فيجب تنويع النشاطات العلمية واستخدام وسائل من شأنها زيادة اهتمام الطالب بالمادة المدروسة أو بموضوع الدرس أو النشاط العلمي المصاحب للمادة العلمية، ويلزم تشجيع الطلاب بشتى الوسائل الممكنة اللفظية والمادية والمعنوية .
وفي الختام يجب علينا كمشرفين نشاط عدم التسرع وتقديم المعلومات للطلاب على أطباق من ذهب أو فضة بل يجب تكليفهم بعمل نشاط علمي ما للحصول على المعلومة مثل البحث عنها في مصادر المعلومات المختلفة المتوفرة - المكتبة ،البيت ،الانترنت ... الخ ، وعمل البحوث العلمية المناسبة لسنهم ، ورفع مهاراتهم في مجال الاتصال بالآخرين بشتى أشكاله التقليدية اللفظية اللغوية والالكترونية لتبادل المعلومات والخبرات وتوفير بيئة ثرية بالمعلومات ومصادرها و العمل على إيجاد قدرا من الدافعية لضمان استمرار الطلاب في العمل مع مراعاة مناسبة شتى الأنشطة لعمر الطلاب واستعداداتهم الذهنية والعضلية.
هذا والله اعلم
------------------------

المصدر: خالد حسين العسيري
المشرف التربوي للنشاط العلمي
الادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة عسير
http://www.almualem.net/mailform/mailform.php