( تهيئة المكان قبل تعليم القرآن )

قبل أن أذكر الأسلوب الذي ينبغي أن يتبع في تعليم القرآن الكريم في الحلقات القرآنية، أرى من الضروري أن أذكر ما يتعلق بمكان الحلقة ومن يقوم بالتدريس فيها من المعلمين والمشرفين الإداريين لتؤدي هذه الحلقات ثمارها المرجوة ولتحقق أهدافها المنتظرة والتي أقيمت من أجلها.



ومما ينبغي التأكيد عليه أن تعليم القرآن الكريم من أهم المهمات لما له من الآثار الإيجابية في تربية الأفراد وسلوكهم، بل في أمن المجتمعات وطمأنينتها، وذلك لما يتمتع به حملة القرآن من خلق رفيع وأدب جم وسلوك متزن، معينه ومنهله كلام رب العالمين.

وإذا تأصلت هذه الأفكار عند القائمين على التعليم وجب أن تتكاتف الجهود، وتوفر الإمكانات المالية والبشرية والمادية، وأن يعتني به تمام العناية وألا يبقى التعليم في الحلقات على حسب الجهود الفردية بلا تخطيط أو تطوير.

وأول ما يمكن النظر إليه وإعداده هو:

مكان الحلقة

إن الحلقات القرآنية والتي تشرف عليها وتتولاها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم غالباً تكون في المساجد سواء كانت صغيرة أو جوامع. وهذا هو أنسب مكان لتعليم القرآن الكريم وإنما يبقى اختيار المسجد المناسب من حيث السعة والتهيئة كالإضاءة والتهوية والنظافة والهدوء.

ومما ينبغي ملاحظته في هذا الأمر: ترتيب أماكن الحلقات في المسجد. بحيث تكون بعيدة عن المكان المعد للصلاة في المسجد فمن المعلوم أن بعض المصلين يبقى في مصلاه لقراءة القرآن أو لقراءة ورده، وإذا كانت الحلقة بجواره قد تشغله وتحدث بعض الأصوات التي تشغله عن ورده.

أن يكون المكان المعد للحلقة واسعاً للطلاب يسعهم جميعاً، يستطيع المعلم رؤيتهم بلا تزاحم شديد أو تفرق كبير.

أن يهتم بجانب النظافة فيه.

ومما هو معلوم أن صغار السن لا يهتمون اهتماماً كبيراً بالنظافة وغالباً يحملون في جيوب ملابسهم بعض المكسرات وغيرها من المأكولات، مما تسبب بعض الآثار في أماكنهم وعلى القائمين على الحلقات أن يهتموا بنظافة المكان يومياً.
 
المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم