تنمية التحسن المستمر

هناك استفسار دائم -على مستوى شعوب العالم- سواء كان على شكل سؤال للتوضيح أوعلى صيغة طلب من أهل الخبرة والتجربة: هل بامكان المرء أن يتحسن ويتطور باستمرار؟



وهل بامكاننا أن نتجاوز المراحل الحياتية بتفوق؟

وهل باستطاعتنا أن نحافظ على الجودة الذاتية مع كل المتغيرات والمنعطفات والتقلبات؟

حقيقة.. تفكرت في الأمر كثيرا، وأتفكر فيه باستمرار، وبحثت عنه بقراءة مئات الصفحات في مجال التطوير والتنمية البشرية .

ورأيت باختصار أن الجواب يكمن في النقاط العشر التالية:

1- التغير بالبرامج الشخصية .

وأعتقد أن هذه المسألة في منتهى الضرورة، ولمن أراد التطور باستمرار, أن يضع لنفسه برامج ذاتية وذلك في كل مجالات الحياة، أو حسب التشخيص الذاتي مثل أن يضع برنامجا روحيا للخروج من الضعف الروحي أو برنامجا للتخلص من السلبيات والانحرافات النفسية . والحكمة في تنفيذ البرنامج لا شك بالنتائج المثمرة من وراء ذلك.

2- القدرة على تغير العادات السلبية .

لاشك أنَّ لكل واحد منا عاداته السلبية، سواء مايتعلق بتصرفاته الفردية أومع الناس، أو ما يتعلق بسلوكيات وتطبيقات يومية مع الذات، فطوبى لمن قام بتشخيص ذلك وعمل عليها بجدية وذالك بالآليات التالية :

  • تشخيص الحالة السلبية .
  • تصور الصورة المعاكسة لذالك .
  • تخيل و انت تتمتع بعادة إيجابية .
  • تنفس بعمق و انت مسرور بالنتيجة.

3- عش في أوساط صالحة و إيجابية .

واعلم أن الوردة النقية والمعطرة الجميلة لا بد أن تنبت في بيئة ملائمة لها ، إذن يجب أن نبحث لذالك بكل الوسائل والإمكانات، وإذا وقعت في بيئة لا يسرك قم بعزلة نفسية و حاول التغيير سواء كان تغيير من معك أوتغيير البيئة أوتركها.

4- الخلة الصالحة و الإيجابية

تفكر باستمرار قول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) ( المرء على دين خليله ) كيف يكون ذالك ؟وما الحكمة فيها ؟وكيف نحافظ على الخلة الصالحة ؟ ولكن اذا حصلْتَ عليه أو أنعم الله عليك بالأصدقاء الصالحين، حاول بكل جدية وإخلاص المحافظة عليهم، والاستفادة من صلاحهم.

5- التفكير الدائم في الذات

وذلك بمعرفة الذات ومن ثم الوقوف على ما هو ضروري لتغير الذات ولكن الأهم أن تكون هذه العملية ضمن أولوياتنا الرئيسية في كل مرحلة من مراحل العمر .

6- الدعاء والاستعانة بالله:

يجب أن نعلمَ أنَّ في قبول دعاء واحد تنقلب الموازين والأوضاع، ويتجه المقصود لصالحك ،وهناك حقيقة أخرى أكدت عليها الدراسات العديدة في مجالات التنمية البشرية، أن التأكيدات الذاتية على أي شئ بصدق ورغبة وتأثر؛يؤثر في الذات ويحدد البوصلة الشخصية ،لذا أكد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام " ان الله يحب العبد اللحوح في الدعاء "..والالحاح يأتي بالمقصود ان شاء الله تعالى .

7- الاستفادة من التجارب وأخذ العبر:

سواء كانت تجارب ذاتية أو تجارب الآخرين،تجارب فاشلة أو ناجحة،والعاقل يأخذ العبر من الكل

8- التركيز على الجزء الضعيف:

كما أن من عاداتنا أن نتبع الألم والمرض بأنواع العلاجات والمحاولات الصحية،أيضا لابد من المتابعة الدائمة للنفس والروح والعقل، وتشخيص الجزء المريض والضعيف ،والقيام بالتركيز بالمتابعة والمعالجة قدر الامكان .

9- استثمار الهمة الذاتية:

لاتقل:" ليس لي همة" أو"ليس لي قدرة على التحسن" ،فعندك ما يكفيك ويكفي الآخرين من حولك من الهمم والقدرات ولكنها مخفية في مغارات نفسك ،فكن باحثا لتلك الهمم والقدرات بصدق وعزيمة ، تحصل على ما تريد بعونه تعالى.

10- الطموح لكل ذلك:

نعم وهذه هي سر الأسرار،ان الطموح يوقظك، ثم يدفعك ثم يعلمك الاستمرارية ودروس الاقدام والتضحية من أجل الغاية،وعلى قدر الغاية تكون النتيجة في النهاية.