تعلَّمي كيفية استخدام الذكاء العاطفي مع الرجل

هل سألتِ نفسكِ عن سبب نجاح بعض العلاقات الزوجية وفشل بعضها الآخر؟ وهل تمعَّنتِ في جدوى مهارات الذكاء العاطفي في حياتك الزوجية؟ هل أنتِ سعيدة في علاقتك مع الشريك؟ وهل توجد طرائق تساعد على تعزيز العلاقة مع الشريك، وتخفف من حدة المشكلات الزوجية؟



تعلَّمي كيف تطوِّرين من نفسك في الذكاء العاطفي مع الرجل، سواء كان زوجك أم خطيبك؛ وذلك عبر الخطوات الآتية في هذا المقال:

أولاً: ما هو الذكاء العاطفي؟

إنَّ العاطفة جملةٌ من الانفعالات المنسجمة التي تنشأ عن فكرة محددة في نفس الفرد، أو يكتسبها عن طريق تعرُّضه للخبرات ضمن المواقف المختلفة، وهذه الانفعالات توصل مشاعرنا إلى الأفراد الآخرين بسرعة.

أما الذكاء العاطفي فيُعرَف بأنَّه قدرة الإنسان على التعرُّف إلى عواطفه وانفعالاته وفهمها ومراقبتها وإداراتها، وكذلك التعرُّف إلى مشاعر الآخرين وإدراكها إدراكاً جيداً يسهِّل التعامل معها، كما يُعرَف أنَّه القدرة على حل المشكلات المألوفة وغير المألوفة؛ وذلك من خلال توظيف المعارف والخبرات لمعالجة مختلف المواقف التي يتعرض لها الفرد، وهو إنجاح العلاقات التي يدخل فيها الفرد وإحداث التوافق مع الآخرين.

ويعني الذكاء العاطفي أيضاً القدرة العامة الشاملة التي تمكِّن الفرد من أن يتصرف تصرفاً ما، وأن يفكر تفكيراً ما، وأن يتكيف مع بيئة ما بكفاءة وجدارة؛ فالذكاء العاطفي هو مهارة من مهارات التفكير، ويمكنكِ تعلُّمها سيدتي من خلال تقوية الكفاءات والمهارات الآتية:

  • المعرفة العاطفية، وتعني امتلاك القدرة على فهم العواطف والمشاعر والأحاسيس المصاحبة لها.
  • إدارة العواطف، وهي القدرة على تكيُّف العواطف والمشاعر الذاتية تكيفاً صحيحاً مع المواقف المختلفة التي قد يتعرض لها الإنسان.
  • الدافعية والتحفيز الذاتي، أي وجود مثيرات داخل النفس الإنسانية تُحرِّك السلوك الخارجي وكل فعل يقوم به الإنسان، وتوجِّهه نحو الأداء المطلوب، وتتضمن الدافعية توافر مجموعة من العناصر، وهي: بذل الجهد، وامتلاك الفرد للرغبة، والإعداد والتحضير، والالتزام بالأهداف الموضوعة، ووجود المرونة، والتحلي بالصبر.
  • التفاؤل، أي امتلاك القدرة على تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، وإيجاد الخير في كل حدث.
  • التنبؤ، ويعني امتلاك القدرة على توقُّع سلوكات وتصرفات الأشخاص الآخرين؛ وذلك من خلال الإنصات الجيد وتحليل وتفسير رسائل الآخرين.
  • حل المشكلات، والتي تشتمل على تحديد المشكلة تحديداً واضحاً، ووجود استراتيجيات عدة لحلها، وبذل الجهود كافة للوصول إلى الحل؛ كما تعني إعداد خطة احتياطية لاستعمالها في حال فشل الحلول المقترحة.
  • معرفة نقاط ضعف شخصيته ونقاط قوتها، والوعي العاطفي بانفعالاته في أثناء المواقف المختلفة.
  • الوعي بالجسد بصفته يحتضن العواطف التي تنعكس عليه، فمثلاً عند الفرح ترتسم الابتسامة على الوجه، وعند الغضب يصاب الوجه بالاحمرار.

ثانياً: ما هي فروقات الذكاء العاطفي بين الرجل والمرأة؟

يختلف الأفراد عموماً في امتلاك مهارات الذكاء العاطفي، كما يوجد العديد من الفروق بين الرجل والمرأة في الذكاء العاطفي أيضاً؛ إذ أشارت الدراسات الحديثة إلى أنَّ النساء يمتلكن قدرة أعلى في الذكاء العاطفي من الرجال؛ وذلك بالاستناد إلى اختبارات القدرة الشائعة، مثل اختبار "ماير" و"سالوفي" و"كارسو" للذكاء العاطفي، واختبار الذكاء العاطفي الحديث.

وجدت الدراسات أنَّ النساء يمتلكن قدرة كبرى على تفسير تعبيرات الوجه، ونبرات الصوت، ومعالجة العواطف والإدراك الاجتماعي عموماً، كما بيَّنت دراسة في عام 2012 نُشِرَت في مجلة (Neuropsychology)، أنَّ الرجال أفضل في التعرف إلى أنواع محددة من السلوك، مثل الغضب والعدوانية.

ووجدت الدراسات أيضاً أنَّ الذكور أبطأ من الإناث في إصدار الأحكام الاجتماعية. وفي عام 2006 وجدت الباحثة "رينا كيركلاند" في بحث لمجلة "أمريكا الشمالية لعلم النفس" 259 دراسة في 10 دول شمل اختلافاً كبيراً بين الذكور والإناث في مهارة قراءة العقل؛ أي "التعاطف المعرفي" لمصلحة الإناث.

شاهد بالفيديو: أسس الذكاء العاطفي بين الزوجين

ثالثاً: كيف أستعمل الذكاء العاطفي الأنثوي مع الرجل؟

1. الذكاء العاطفي في الحب:

يتضمن الذكاء العاطفي استقبال وتفسير العواطف الخارجية وإدراكها؛ بمعنى قراءة مشاعر الذات ومشاعر الآخرين وتحقيق الانسجام بينهما. وقد تقع المرأة عند اختيارها للشريك بالعديد من الأخطاء والمشكلات، وقد تكون هناك اختلافات كبرى بينها وبين الرجل وتبدأ رحلة المعاناة.

لكن في هذه الحالة، يمكن لها أن تلجأ إلى ذكائها العاطفي وتستعمل مهاراته في تحسين علاقاتها مع الشريك؛ فاستعمال الذكاء العاطفي الذي يعني فهم مشاعر الذات ومشاعر الآخرين يسمح بتذليل الصعوبات، وتحليل المشكلات والتعامل معها تعاملاً إيجابياً، وإعطاء العلاقة ما تستحقه من الحب والعطاء والتقدير.

2. الذكاء العاطفي مع الخطيب:

  • كوني صادقة مع خطيبك، قولي كل ما يجول في خاطرك، واطرحي عليه الأسئلة التي تصيبك بالحيرة، وعبِّري عن مخاوفك ومشاعرك الحقيقية، مثل حزنك وفرحك، واختلقي حالة من التوحد بينكما.
  • عبِّري عن حبك الكبير له، أسمعيه كلام الحب، وأخبريه بمكانته الكبرى في قلبك وجمال حياتك معه.
  • اعتذري عند الخطأ، من الجيد امتلاك القدرة على الاعتذار، وليس من الخطأ فعل ذلك عند اقتراف الأخطاء؛ فالحب تثبته الأفعال وليس الأقوال فقط، وعند فعلك ذلك، سيلجأ الرجل إلى المعاملة بالمثل وتقديم الاعتذار لك عند وقوعه في الخطأ.
  • سامحي، كثيراً ما تحدث الخلافات في العلاقات، لكنَّ استعمالك للذكاء العاطفي يتطلب منك أن تسامحيه؛ وذلك لتُعالِجا المشكلات وتتجاوزاها وتُكملا الطريق معاً.
  • امنحي علاقتكما الاهتمام، اهتمي بكل تفاصيل خطيبك دون أن تقضي على مساحته الخاصة به.
إقرأ أيضاً: 3 طرق لتعزيز الذكاء العاطفي في زواجك

3. الذكاء العاطفي مع الزوج:

  • أنصتي واستمعي جيداً لمشاعر زوجك، وافهمي احتياجاته الخاصة به، التي ليس بالضرورة أن تتشابه مع احتياجاتك الخاصة.
  • واجهي تلك المشاعر، ولا تحاولي الهروب منها مهما كانت.
  • فكري جيداً في تلك المشاعر، ولا تتسرعي بإصدار الأحكام؛ بل يجب عليك البحث عن الأسباب التي أنتجت هذه المشاعر، وإيجاد العلاقة بينها وبين الوقت الذي ظهرت به.
  • ركزي على لغة الجسد لدى الزوج، وانتبهي لكل حركة من حركات جسمه وحاولي تفسير كل منها.
  • لا تقاطعي زوجك عندما يبدأ بالكلام؛ بل أصغِ إليه إصغاءً كاملاً لكي تمنحيه الشعور بالراحة عند التعبير، وعبِّري له عن القبول والموافقة باستعمال العبارات وإيماءات الوجه؛ فكل ذلك يمنحه الثقة بالنفس والشعور بالأمان وبأنَّك ملجأه الخاص الذي يحتمي به عند الحاجة.
  • ابتعدي عن انتقاد الشريك؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى إحباطه وتدمير ثقته بنفسه، ومن ثم ابتعاده عنك شيئاً فشيئاً.
  • امنحي شريكك التحفيز الكافي وقولي له عبارات تمنحه شعور جميلاً؛ فعادةً ما يحب الرجال المديح والتغني بصفاتهم الجيدة.
  • أظهري له الاحترام الكافي ولا تقابلي حديثه الجاد بالضحك أو السخرية.
  • انتبهي إلى نغمة صوتك جيداً عند حديثك معه؛ إذ يجب استعمال الطبقة المتوسطة من الصوت، التي تدل على تقبُّلك لجميع أفكاره المطروحة على اختلافها، وبأنَّك شخص منفتح ولديك الثقة الكاملة بنفسك.
  • تحلِّ بالصبر وبالضبط الانفعالي، ولا تتسرعي في إطلاق الأحكام عليه.
  • تخلِّ عن الأنانية وحب الذات، وامنحيه العطف والشعور بالأمان عند ظهور المشاعر السلبية خاصةً، وساعديه على تقييم تصرفاته وسلوكاته بكل هدوء وحب.
  • تفاءلي بكل يوم جديد تقضيه مع زوجك، ونظِّمي النشاطات لكي تقوما بها معاً، واجعليه يشعر بمتعة مرافقتك بكل الأمور.
  • ادعميه ليصل إلى النجاح الشخصي والمهني.

رابعاً: كيف تنمِّي مهارات الذكاء العاطفي مع الرجل؟

لقد بيَّنت دراسات عدة حديثة درست أسباب نجاح وفشل الزواج، أهمية الذكاء العاطفي واستعماله من قِبل الزوجين لإنجاح العلاقة بينهما؛ لذا يمكن التركيز على استراتيجيات عدة تتعلق بتنمية الذكاء العاطفي وهي:

1. إدراك العواطف:

وتعني إدراك كل من الزوجين لذاتهم الخاصة؛ أي تحديد مشاعرهم تجاه كل الأمور والأشياء، والعمل على مراجعة النفس باستمرار، ورصد كل تغير بها كبيراً كان أم صغيراً.

2. فهم العواطف:

أي القدرة على تفسير العواطف، وتتضمن أيضاً أن تكون مرهف الحس؛ لكي تستطيع التخفيف من حدة الانفعالات وما ينتج عنها من خلافات فيما بعد.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يعزز زواجك، وما هي أسرار تعلمه؟

3. استعمال العواطف:

وتعني توظيف هذه العواطف في أثناء القيام بالنشاطات المختلفة مع الشريك والسيطرة على مجريات الأحداث.

4. إدارة العواطف:

ويُقصَد بها القدرة على تنظيم مشاعرنا الذاتية والخاصة بنا وكذلك مشاعر الطرف الآخر تنظيماً نستطيع من خلاله تحقيق الأهداف المطلوبة؛ إذ يجب على الزوجين بذل قصارى الجهد لاستمرار علاقتهما بنجاح؛ ولهذا يُعَدُّ إظهار التقدير والتعاطف والاهتمام في علاقتهما ضرورياً لنجاحها.

5. الوعي الاجتماعي:

الإحساس بالطرف الآخر وفهم احتياجاته ومخاوفه ومصادر قلقه، ومنحه الدعم والمساندة للسيطرة على كل ذلك.

شاهد بالفيديو: 6 صفات تدلّ على صاحب الذكاء العاطفي

الخلاصة:

إنَّ الذكاء العاطفي هو المسؤول عن إدارة وتنظيم مشاعرنا، وطريقة تعاطينا مع الأشياء والمواقف والأحداث في حياتنا، وتوجيه هذه المشاعر توجيهاً يضبط انفعالاتنا. وباتباع الذكاء العاطفي، يدرك الفرد أنَّه أفضل من غيره وأكثر قدرة على التأقلم مع ضغوطات الحياة المختلفة، والعمل على جعل علاقاته ناجحة مع الآخرين عموماً ومع الشريك خاصة.

المصادر:

  • 1، 2، 3، 4
  • مصطفى رشاد مصطفى الأسطل، الذكاء العاطفي وعلاقته بمهارات مواجهة الضغوط لدى طلبة كليات التربية بجامعات غزة، كلية التربية، قسم علم النفس (الإرشاد النفسي)، الجامعة الإسلامية، غزة.
  • غسان الزحيلي، دراسة الفروق في الذكاء الوجداني لدى طلبة التعليم المفتوح في جامعة دمشق وفقاً لبعض المتغيرات، مجلة جامعة دمشق، المجلد (27)، العدد الثالث والعدد الرابع، 2011م.



مقالات مرتبطة