تعلم ان تلعب دورا

إن مستقبلك لا يتحدد من خلال شخصيتك ، بل إن شخصيتك لا تتحدد من خلال شخصيتك ، فليس هناك شفرة جينية داخلك تحدد من ستكون ، وإنما أنت المفكر الذي تحدد من ستكون ، فأسلوب تصرفك هو من ستصبح وهناك طريقة أخرى لفهم هذا تجدها في الأفكار التالية المترابطة من "رحلة نجم" للمؤلف "ليونارد نيموى" لقد كان لـ "سبوك" أثر كبير عليّ فأنا اليوم أشبه "سبوك" أكثر مما كنت عليه عندما ابتدأت في أداء هذا الدور عام 1965 بحيث إنك لا تستطيع التعرف عليّ وأنا هنا لا أتكلم عن المظهر وإنما عن العمليات الفكرية وقد تعلمت من خلال أدائي هذا الدور الكثير عن التفكير العقلي المنطقي الذي أعاد تشكيل حياتي.



وعندما تتمثل الشخصية التي تريد أن تلعبها فسوف تحصل على الطاقة والإلهام.

ومنذ عدة سنوات تلقيت دورة في التمثيل وذلك لأنني اعتقدت أنها ستساعدني في التعامل مع رهبة المسرح التي كانت تسيطر عليّ ولكنني تعلمت شيئاً أهم من مجرد الاسترخاء والهدوء عند مواجهة الجمهور فقد تعلمت أن عواطفي أدوات أستخدمها وليست قوة شيطانية تعلمت أن عواطفي شيء يخضع لي أستخدمها وأغيرها وقتما أريد.

وعلى الرغم من أنني قرأت كثيراً أن أفكارنا المدروسة تتحكم في عواطفنا وأن المشاعر كلها ناتجة عما نفكر فيه ولكنني لم أثق أبداً في واقعية هذا المبدأ وذلك لأنني أشعر دائماً بأنه واقعي وبالنسبة لي كانت العواطف شيئاً قوياً للغاية يستطيع أن يتحكم في تفكيري ويفسد يوماً جيداً أو علاقة جيدة.

واستلزم الأمر الاستعانة بمدرس تمثيل عظيم "جودي رولينجز" ومجاهدة طويلة في أداء المشاهد الصعبة إلى أن أتضح لي أن العواطف يمكن أن تكون تحت السيطرة الكاملة لعقلي واكتشفت أن بإمكاني أن أحفز نفسي من خلال التفكير في أنني شخص متحفز والتصرف بناءاً على هذا التفكير كما يمكنني أن أكون متشائماً لو أنني فكرت وتصرفت كشخص متشائم.

ونحن إنما نحب الممثلين العظماء لأننا نشعر بأنهم الشخصيات التي يلعبونها والممثل الضعيف هو الذي لا يستطيع أن يكون "دورة" ، ولذلك لا يقنعنا بأنه شخصيته حقيقية ومثل هذا الممثل نهزأ به ونراه ممثلاً فاشلاً.

ومع هذا لا ندرك أن نفس هذه الفرص في الحياة تفوتنا عندما لا نستطيع أن نكون الشخص الذي نريده ولا يقتضي الأمر وجود الظروف والمحيط الأصلي حتى تصبح من تريد أن تكون وإنما يستلزم الأمر التدريب على ذلك.