تعريف الجودة (في التعليم)

الدلالات المتداولة لمفهوم الجودة: تؤكد الملاحظة اليومية أن عامة الناس يميلون إلى تعريف جودة المنتوج الخدماتي المدرسي بأشكال متعددة. لنتأمل دلالة تعدد الخطابات اليومية المتداولة والمتعلقة بجودة التعليم



 

  • - "إنها مؤسسة تعليمية جيدة فنسبة النجاح عندهم تقارب 100%"؛
  • - "الدعم الذي يتلقاه ابني في مادة الرياضيات جيد فقد ساعده على الحصول على معدل عام في مادة الرياضيات يساوي 19 من 20"؛
  • - "التعليم العمومي لا يقدم خدمة جيدة؛ فالاكتظاظ بالأقسام يصل إلى خمسين تلميذا بالقسم الواحد؛ لذلك قمت بتسجيل ابني بمؤسسة خاصة جيدة لا يتعدى عدد التلاميذ بأقسامها 20 تلميذا"؛
  • نظامنا التعليمي فاشل فنسبة البطالة مرتفعة، إنه لا يؤهل لسوق الشغل"؛
  • - "جودة التعليم عندنا ضعيفة جدا إذ ليس لديه القدرة على التأثير على التطرف بكل أشكاله"؛
  • - الأنظمة التعليمية بالعالم المتقدم جيدة. وهذا واضح من خلال نسب الأمية بهذه البلاد"؛
  • - "التعليم الخصوصي يقدم خدمة جيدة لأنه يركز على اللغات الأجنبية والرياضيات"؛
  • - "بصفتي مكلف بالتوظيف داخل الشركة التي أعمل بها قابلت عشرات طلاب العمل من خريجي الجامعات والمعاهد العليا، كنت دائما أفاجئ بالمستوى الهزيل جدا لمعارفهم ومهاراتهم خاصة في اللغات، إنها كارثة السبب فيها نظامنا التعليمي".

إننا في كل هذه الأمثلة من الخطابات اليومية المتداولة حول جودة التعليم، والتي استقيناها من المعيش اليومي، يبدو وكأننا نواجه بتعاريف متعددة ومختلفة عن جودة التعليم؛ ففي المثال الأول نجدها تتحدد بنسبة النجاح، وفي الثاني بأقصى درجات التفوق الدراسي، وفي الثالث بعدد التلاميذ داخل الفصل، وفي الرابع والخامس والسادس بقدرة التدخلات التربوية التعليمية على التأثير في نسب البطالة أو التطرف أو انتشار الأمية، وفي السابع بمدى تركيز البرامج والمناهج على اللغات الأجنبية والرياضيات، وفي الثامن والأخير بنوعية الكفايات المعرفية والمهاراتية التي يكسبها النظام التعليمي لرواده.

إن هذه التحديدات المتداولة في الخطاب اليومي تقدم لنا مفهوم الجودة على درجة كبيرة من الاضطراب والقلق الدلاليين، وبالتالي لن تفيدنا كثيرا في ضبط هذا المفهوم بالدقة والوضوح المطلوبين، وهذا ما يفرض علينا الانتقال إلى الدلالات اللغوية والاصطلاحية للنظر فيما ستسعفنا به من وضوح.

 

الموسوعة العربية لجودة التعليم

ادريس أوهلال