تعدد الزوجات: فسحة شرعية أم رغبة الحصول على متعة جسدية؟

 

حين تعيش تحت سقف منزل ما، تملؤه البهجة وتغمره السعادة من كل صوب وتتردد تحت سقفه أصوات أطفال بريئة في عمر الزهور تشبه زقزقة العصافير، حينها فقط تكون الحياة أكثر جمالاً!! لكن حين يسلك رب الأسرة دربه ممتطياً صهوة العقل، قاصدا جلب السعادة إلى منزله بالمال يتحول المنزل إلى بركان تتطاير حممه لتسقط على رؤوس أطفاله وعندها يجد الزوج من يقول عنه كان سعيدا لكنه تزوج!!



 

زوج في قفص زوجتين

"يحيى".. رجل أوشكت السنون الدخول به العقد الخامس من العمر، له زوجة تقاربه في العمر.. أنجبت منه ستة أولاد وخمس بنات وحينما أقدم "يحيى" على الزواج بأخرى تحول المنزل إلى هم ونكد، تضطرم المشاكل نيراناً في أروقته، ليؤول ذلك الصراع إلى ما لم يكن في الحسبان.. "يحيى" يقضي طوال أيام الأسبوع ذهاباً وإياباً بين زوجتيه.. يوماً يذهب إلى أهل زوجته القديمة لكي يتم إرجاعها بعد أن رحلت إليهم طالبة منهم إنصافها منه وزوجته الجديدة.. فيرجع بها إلى منزله بعد إرضائها.. وما أن يمضي يوم أو يومان، حتى تتكرر المشاكل ويصبح يحي أمام رحلته المعتادة، لكنه هذه المرة سيكون مطالبا بالاستسلام لطلبات زوجته الجديدة التي ما أن عادت ضرتها حتى نشبت المشاكل بينهما من جديد، لتلعب الزوجة الجديدة دور المظلومة وتغادر بيت أهلها, وتستمر الحكاية و"يحيى" يعيش وسط منزل تتقاذفه أمواج الرضوخ إلى تنفيذ ما تملي عليه زوجته الأولى دون الأخرى..

مكر الزوجات

أما (أ. م. ح) أقدمت زوجته الأولى على الذهاب إلى بيت أهلها قبل أن تُزف الزوجة الجديدة إلى وظلت أكثر من شهرين في بيت أهلها ولكن زوجها لم يأبه لكل تلك الضغوطات.. وتم تحديد موعد الزفاف وقبله بأسبوع سارعت الزوجة الأولى إلى منزل زوجها بعد أن رأت أن زوجها لا تنفع معه الضغوط مهما كانت.. وعند وصولها إلى بيت زوجها أشعلت فتيل المشاكل مطالبة منه أن يساوي بينها وبين زوجته الجديدة في كل شيء من كسوة ومهر جديد وكل ما يعطى للزوجة الجديدة  كما هو المعتاد في محافظة حجة من عادات وتقاليد تمليها عليه شروط القبيلة.. وكان القصد من تلك الطلبات أن تردعه عما قرر ولكنه استجاب لمطالبها..

والقبيلة تملي عليه هذه الشروط، وتم الزفاف وهدأت تلك المشاكل والزوجة الأولى راضية بزواج زوجها بعد أن تقطعت بها السبل في إيجاد حل تردع به زوجها ليعزف عن الزواج ولم يكن رضاها بالبسيط فكانت تخطط وتدبر أمراً تستطيع من خلاله أن تلقن الزوجة الجديدة درساً لا تنساه على قبولها بالزواج من زوجها.. واستطاعت أن تنفذ مخططها بعد خمس سنوات بعد أن كانت تمدح وتتسلى وتداعب الزوج طيلة هذه الفترة لكي تستحوذ على عقليته وتصرف نظره عن الزوجة الجديدة.. حتى جعلت منه زوجا محبا للزوجة القديمة وقلبت الوضع.. النتيجة هي أن الزوج ترك الزوجة الجديدة وأطفالها تتقاذفهم الرياح وعواصف الحياة دون أي ذنب، حيث عزلها في منزلها تصرف عليها زوجته القديمة..

طلاق قبل الزواج

تقف الحروف خرساء عند هذه الحالة التي سنكتب عنها في هذا السرد لبعض الحالات..
فحين تقدم "محمد" لخطبة "سعاد" لدى أهلها وافق جميع أفراد الأسرة على زواج "محمد" بـ "سعاد" شريطة أن يطلق زوجته الأولى لكي يتم الزفاف.. ولأنه يحب سعاد أكثر من نفسه وأولاده الصغار وافق على طلاق زوجته الأولى إرضاءً وتلبية للشرط الذي أصرت عليها حبيبته وبعد الطلاق تم الزفاف والتقى العاشقان في قفص الزواج الذي تملؤه السعادة وتغمره الفرحة.. أما الزوجة الأولى فقد خرجت من المنزل تحمل الهم والحسرة دون أي ذنب اقترفته تستحق عليه هذا العقاب.إنها لم ترفض هذا الزواج على الإطلاق و خرجت وهي تسأل نفسها لماذا نكران الجميل بهذه الصورة الوقحة؟

اليوم تعيش هي وأولادها؛ الثلاثة الأطفال الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم العاشرة في منزل أبيها منذ فترة من الزمن تكابد هموم الحياة ومصاريف أولادها الصغار.. وقد رفضت كل من تقدم لطلب يدها للزواج لكي تتفرغ لتربية أطفالها الذين تركهم والدهم..

تقسيم ليالي العمر

أما الأخ أحمد شوعي الذي أنجبت له زوجته ودرة عمره أربعة أولاد وست بنات وبعد عمر طويل تسلل إلى جسدها المرض ولم يستطع الأطباء معالجتها مما جعل زوجها يضطر إلى الزواج بأخرى لكي يجد ما حرم منه عند الزوجة الأولى.. ولكن أعلنت الزوجة رفضها لهذا الزواج.. مرت أيام وأيام على الزواج والنزاع مستمر بين الزوجة الأولى والثانية والزوج.. المنزل تحول إلى بركان هادر لم يستطع أحد أن يوقفه من شدة النزاع بالرغم من كثرة رجال الوساطة الذين حاولوا بدورهم أن يصلحوا بين أفراد الأسرة ولكن لا فائدة..

الزوجة الأولى استطاعت أن تكسب أولادها في صفها واستخدمتهم كسلاح في وجه أبيهم وبعد أن كانت عاجزة عن النوم مع زوجها فوق سرير واحد قبل زواجه، عادت بعد الزواج تطالب زوجها بتقسيم ليالي العمر بينها وبين ضرتها الجديدة فوافق الزوج ظناً منه أن يسد باب الإشكال ولكن المشاكل ظلت قائمة بين الأولاد وأبيهم والزوجات معاً.. وفي نهاية المطاف تم تقسيم الأسرة إلى أسرتين حيث الزوجة الأولى مع أولادها تسكن في منزل مستقل، والزوجة الأخرى مع أولادها الصغار في منزل آخر، والزوج يوزع نفسه بين المنزلين.. الإشكال يبقى في اتهام مستمر للزوج من كلا الزوجتين وكلاً تتهمه بأنه يميل إلى الأخرى.. وهكذا تتأجج المشاكل كل صباح ومساء.. 

زواج بنكهة الجنون

"أم محمود" التي حاولت أن تثني زوجها عما أقدم عليه في إعلان خطبته من "سحر" لتكن الزوجة الثانية التي تحل على المنزل.. الزوج لم يرجع عن قراره من  الزواج بـ "سحر" وترك زوجته الأولى على غيظها تعاني سكرات هذا الزواج الذي جعل منها امرأة تبكي طوال ساعات اليوم.. وعندما أدركت أن البكاء لا ينفع تركت منزلها ليلة الزفاف بالزوجة الجديدة وأطفالها الثلاثة إلى مكان غير معروف حتى اللحظة.. حينها أدرك الزوج قيمة الحب الذي تكنه زوجته له والذي جعل منها امرأة تائهة في الحياة.. وعندما شعر الزوج بذلك أسرع وتحرك في كل الاتجاهات باحثاً عن امرأة كانت تكنى بأم محمود، يستحث الخطى لعله يعرف عنها ولكن لا جدوى من كل ذلك.

زوجات أم سيارات مفخخة

 ثلاث زوجات تحت سيطرة زوج تحولن إلى سيارات مفخخة ولذلك أصبح ذلك الزوج معرضاً للخطر في أي لحظة يتوقع انفجار تلك السيارات.. هكذا هي حياة "علي" أصبحت معرضة للخطر نتيجة اتفاق الزوجات الثلاث عليه، فالأخ علي كلما تزوج زوجة اشتعل غضب الأخرى وعندما لا تسكت إحدى الزوجات عن معارضتها يخلى سبيلها وكما هو معروف عنه انه قد طلق أربع زوجات بسبب معارضتهن للزواج.. (علي) يملك من المال والثروة ما لا يملكه أحد في القرية ولذلك أصبح في القرية مشهوراً ويضرب به المثل في كثرة زواج النساء.. الثلاث النساء هن اخر الزوجات لـ (علي) حيث اتفقن على الزوج وخططن له مخططات سرية فيما بينهن جعلن منه فقيراً لا يستطيع أن يقدم مرة أخرى على الزواج وبهذه الطريقة استطعن أن يردعن علي ويستحوذن على كل شيء... والسلام ختام.

 موقع الأسرة السعيدة