تطور الكتابة العربية على العمارة والآثار ا لإسلامية

إن تلاوة القرآن الكريم وكتابة آياته من أعظم الوسائل التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه -ومن ثم كان من البداهة أن نكتب الآيات القرآنية فى المساجد لتحل محل الصور التى نراها فى الكنائس -وقد أدرك الفنانون المسلمون أن الخط العربى بالخصائص التي تجعل منه عنصرا ًزخرفياً طيبا ًيحقق الأهداف الفنية وكثيراً ما أستعمل إستعمالاً زخرفياً بحتا وقد كان الخط الكوفى مستعملاً منذ البداية للكتابة به فى المساجد بمظهر بسيط إما محفوراً حفراً عميقاً وإما حفرا ًناتئاً ضخم الحروف ثم تطور نحو الرشاقة فطالة سيقان حروفه الرأسية وأزدانت بالزخارف النباتية المتفرعة وقد كان الخط اللين النسخى يستخدم إلى جانب زميله الخط الكوفى وفى أواخر القرن الرابع الهجري بدأ النحاتون المسلمون فى إضافة ابتكارات جديدة .



فأخرجوا الفروع النباتية من جسم الحروف الكوفية ثم أبدعوا فظهرت الحروف محفورة على أرضية من أوراق الأزهار والفروع مما يسمى الكوفى المزهر.

ومنذ القرن السادس الهجرى عم استخدام الخط الثلثى وكان قبل ذلك لا يكاد يستعمل إلا فى المخطوطات العادية فأستخدم فى شواهد القبور والكتابات التاريخية واستعملت أشرطة كتابية على التحف المختلفة -وعلى العمائر والأسقف كما أبتكر الخطاطون عبارات بالخط الكوفى المربع لتزيين هذه التحف أو الأثار أو العمائر .
وقد لوحظ استخدام الآيات القرآنية الكريمة التى لها علاقة بطبيعة المكان فنجد فى المحراب آية 144 سورة 2(قد نرى تقلب وجهك فى السماء......)وفى السبيل آية 5 سورة 76(إن الأبرار يشربون من كأس ....) وعلى المآذن آية 9 سورة 62 (يا أيها الذين ءامنوا إذا نودى للصلاة ...) وعلى المنابر آية 9 سورة 16 (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ....) وعلى أبواب المساجد آية 18 سورة 9 ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر.....) وهكذا كانت تستخدم بعض الآيات لخدمة طبيعة المكان وقد أطلقت كلمة الطراز على النصوص الخطية الموجودة على الآثار وقد أطلق المقريزى كلمة (الطراز) على النص التاريخى بواجهة مدفن قلاوون (683)هجرية.
وقيل أنه يوجد طراز مذهب حول باب مسجد برقوق (811)هجرية.
 

المصدر: بيوتنا كنانة أونلاين