تراكم المواقف السيئة تجعل الإنسان يشعر بالفشل والقهر

تراكم المواقف السيئة تجعل الإنسان يشعر بالفشل والقهر ، وقد يتحول هذا الشعور فيما بعد إلى قلة الحيلة التي تستحوذ عليك وتجعلك تصف نفسك بأن جناحك مكسور‏,‏ وان الأمور جميعها خرجت عن السيطرة والتحكم‏,‏ وكأن الأحداث تتحرك حولك لتتفرج عليها‏,‏ ويملؤك شعور بأنك بلا فعالية‏,‏ ويدفعك ذلك إلي الشك في القرار والأداء وتتسم كل الطاقات بالسلبية واللامبالاة‏.‏ وتؤكد د‏.‏ ميرفت عبد الناصر ـ أستاذة الطب النفسي بجامعة كينجز كوليدج بلندن ـ حسب ما ورد بجريدة "الأهرام "أن مسببات هذا الشعور هو تكاثر المشكلات علي الإنسان بالإضافة إلي الإحساس بغياب العدل‏,‏ وهذا الأخير يتكرر يومياً في نطاق حياتنا الأسرية الضيقة‏,‏ وعلاقاتنا الاجتماعية‏,‏ من قسوة في المعاملة‏,‏ تجاهل الرأي‏,‏ الحرمان العاطفي‏,‏ أو الفشل في الترقي العلمي أو الوظيفي‏,‏ لا لشيء سوي المحسوبية‏ ،‏ تكرار تلك المواقف يستدعي الاستسلام لتلك المشكلات‏,‏ علي أساس أن الغلبة لها‏,‏ وأن كل المحاولات ستفشل‏.



‏ وتوضح د‏.‏ ميرفت أن قلة الحيلة وتمكنها من النفس تدفع الشخص إلي الجلوس علي المقاهي‏,‏ تبديداً للوقت والجهد ويبدأ الإقبال علي المكيفات لتخدير المشاعر‏,‏ وإيجاد عالم مواز غير حقيقي‏,‏ أيضاً الإفراط في الأكل‏,‏ أو ربما الإضراب عن الطعام‏,‏ وقد يصل الأمر إلي الرغبة في توجيه العنف والإيذاء ليس فقط ضد المحيطين‏,‏ وإنما للنفس أيضاً كإحداث جروح أو تشويه‏ . وللتغلب على هذا الشعور والقضاء عليه تماماً تنصحك الدكتورة إيمان بأن تزيد همتك وتردد جملة يقينية كل يوم أمام نفسك‏,‏ بأنك ستحاول دائماً‏,‏ وتبدأ من حيث انتهيت‏ ، واستدع كل قواك الكامنة للتعامل مع الفشل‏,‏ لأنه من حقائق التجربة‏,‏ وردد دائما وكل يوم‏:‏ أستطيع أن أحقق ذاتي‏,‏ فأنا مشروع إنساني ساع للتحقق والاكتمال بالالتحام بالحياة ، وذكر نفسك دائماً بأنك قادر علي الفعل برغم العقبات‏,‏ وأن فعلك وإن كان محدوداً له قيمة بالاستمرار والمثابرة‏ ، واهتم بــمنمنمات الحياة الإنسانية‏,‏وابدأ بعدها بتذوق محاولة التراحم مع الناس ومساعدتهم بالرغم من محدودية قدراتك وحركتك‏ ،‏ فهذا الاهتمام بالآخرين هو حجر زاوية مهم في تنحية شعور قلة الحيلة بعيداً عنك‏,‏ ولا تنتظر أبداً أن تصلح أحوال الدنيا حتى تنصلح حياتك‏.‏ وإليك خطوات الخروج من قلة الحيلة ‏:‏ الخطوة الأولي‏:‏ تحفيز النفس لأن التغيير قد يؤدي إلي الخروج من حالة الاعتياد فلا يسعي الناس بسهولة لفكرة التغيير ويقول الكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو نعتاد الحياة مثلما نعتاد التفكير‏,‏ واعتياد الحياة يسرع إلي الموت‏ ،‏ ويظل التغيير مقرونا في أذهان الناس بأنه الشباك الذي إذا فتح يعني مجيء الريح وأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن‏.‏ ويدعمه المثل الشائع الآخر الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح‏ ، بينما التغيير هو سنة وحقيقة من أهم سنن وحقائق الكون استناداً للقول الشائع دوام الحال من المحال وأن للتغيير ايجابيات لا تظهر إلا بالدخول في مراحل التغيير فتصبح نتائجه الإيجابية ملموسة علي أرض الواقع‏.‏ التغيير‏:‏

1‏ ـ التصميم واتخاذ القرار للتغيير .

 ‏2‏ ـ تحديد العراقيل والمصاعب التي تحول دون التغيير .

‏3‏ ـ إعادة اكتشاف الاختيارات المتاحة واستثمارها. الخطوة الثانية‏:‏ مخاطبة النفس وتعدد د. ميرفت مستويات مخاطبة النفس في‏ :‏

‏1‏ ـ مخاطبة النفس عن الاستسلام للأفكار السائدة والاستسلام لفكرة أن كل ما هو خارجي يؤثرعليه‏,‏ ويضعف من حيلته‏,‏ وبالتالي تصبح مخاطبة النفس بالاستسلام السلبي حقيقة‏.

‏ ‏2‏ ـ مستوي التردد في تحفيز النفس‏,‏ ويظهر في إحساس أنا مش عايز أتغير لأني خائف من التغيير ووقعه علي من حولي‏.‏

‏3‏ ـ مستوي الحديث عن الرغبة في التغيير‏,‏ مدي التغيير‏,‏ وإلي أين ؟

‏4‏ ـ مستوي الحديث عن القرار الذي سيتم اتخاذه ومساحته وأبعاده‏.‏

‏5‏ ـ شرح انعكاسات التغيير وأهميته علي سبيل المثال‏:‏ أنا أتحرك‏..‏ أغير‏..‏ أتعلم أفضل‏..‏ أنا المستفيد من التغيير لأنه دافعي للأمام‏..‏ أنا مصمم علي النجاح‏.‏ الخطوة الثالثة‏:‏ هرم الاحتياجات تقول الدكتورة ميرفت أن تحقيق الذات يعني اكتشاف جوهرها والقدرات الكامنة بداخلنا علي أساس .

المصدر: مكتوب