تدخين السيجار

تدخين السيجار كان في وقت من الأوقات حكرا على الطبقات العليا من الناس وذلك بسبب سعر السيجار الواحد والذي قد يبدأ من 10 دولارات للسيجار ويتصاعد على حسب النوع والمنشأ. أما في الوقت الحاضر فقد انتشر السيجار بين المدخنين حتى تصاعد الرقم في الولايات المتحدة وحدها الى ما بين 10 إلى 12 مليون شخص في خلال السنوات الخمس الأخيرة والرقم في تصاعد. وقد يعزى ذلك لعدة أسباب منها انتشار التدخين عموما بأنواعه المختلفة نظرا للدعاية المكثفة من قبل شركات التبغ, ومنها كذلك أنها أصبحت في متناول الجميع وسهل الحصول عليها وبأسعار مخفضة نسبيا.



في إحدى الدراسات الميدانية عن تدخين السيجار سئل المدخنون عن أيها أكثر ضررا تدخين السجائر أو السيجار, فكان جواب الأغلبية من المدخنين أن تدخين السجائر أكثر ضررا على صحة الإنسان من تدخين السيجار. وعزوا ذلك إلى أن مدخن السجائر قد يدخن 20 سيجارة أو أكثر في اليوم الواحد, بينما لا يدخن مدخن السيجار إلا واحدة إلى ثلاث سيجارات في اليوم الواحد. هذا هو رأي المدخنين في تدخين السيجار ولكن ما مدى صحة أو خطأ ذلك. من المعلوم أن تدخين سيجار واحد قد يستغرق إلى 90 دقيقة, بينما يدخن مدخن السيجائر في حدود إثنتين في الساعة. وإذا علمنا وكما يذكر مايكل إريكسون (المسؤول في مركز التحكم ومكافحة الأمراض والتدخين في الولايات المتحدة الأمريكية) في تقريره أن السيجار الواحد في المعدل يحتوي من النيكوتين أكثر مما تحتويه علبة سجائر كاملة (تحتوي علبة السجائر على 20 سيجارة في الغالب).

كذلك يحتوي السيجار الكبير الحجم على 40 ضعفا من مادتي النيكوتين والقطران بالمقارنة مع الكمية من هذه المواد في السيجارة الواحدة. إذا فتدخين السيجار بشكل منتظم وإن كان العدد المدخَن في اليوم الواحد قليل إلاَََ أن كمية المواد السامة والمسرطنة توجد بتركيز عالٍ وخطير في السيجار. ومفاجأة أخرى تبين مدى خطورة تدخين السيجار ما نشره د. كيزر بيرمانت من نتائج دراسته التي قارن فيها بين 225 رجلا ممن يدخنو السيجار مع 14227 ممن لا يدخنون أصلا. وأظهرت النتائج أن معدل الوفاة من أي نوع من أنواع السرطانات مضاعف النسبة عند مدخني السيجار بالمقارنة مع من لا يدخنون. وأن نسبة الوفاة (لأي سبب من أسباب الوفاة) عند مدخني السيجار ترتفع بمقدار 25% بالمقارنة مع غير المدخنين. كذلك وجد أن نسبة الإصابة بسرطانات الفم والحلق والرئتين عند مدخني السيجار أعلا بكثير من نسبة الإصابة بهذه السرطانات عند غير المدخنين. ولك أن تحكم بعد هذا إن كان تدخين السيجار أقل ضررا. وفي دراسة أخرى أجريت في أمريكا على مدخني السيجار وهي دراسة تتبعية اجريت على نطاق واسع على مدى 12 عاما. وقام بهذه الدراسة الباحث جان شابيرو من مركز مراقبة الامراض والوقاية منها في اتلانتا، جورجيا بالولايات المتحدة. وشملت هذه الدراسة اكثر من 137 الف رجل وهي تؤكد العلاقة الوثيقة بين تدخين السيجار والوفاة الناجمة عن عدد من السرطانات. وبينت أن مدخني السيجار يواجهون مخاطر الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي بمعدلات تزيد بما بين اربع الى عشر مرات عنه لدى غير المدخنين. وبينت الدراسة التي نشرتها مجلة المعهد الوطني للسرطان ان مدخني السيجار يواجهون مخاطر الوفاة بسرطان الفم والبلعوم اربع مرات اكثر من غير المدخنين، وبسرطان الحنجرة عشر مرات، وبسرطان الرئة خمس مرات.
وأخيرا قامت جمعية السرطان الأمريكية بنشر الإحصاءات التالية عن تدخين السيجار:
تزيد نسبة الوفاة من سرطانات الفم والحلق والمريئ عند من يدخنون السيجار الى 10 أضعاف بالمقارنة مع غير المدخنين.
احتمال الوفاة من سرطان الرئة يزيد بثلاثة أضعاف عند من يدخنون السيجار بالمقارنة مع غير المدخنين.
احتمال الوفاة من أي نوع من السرطانات يزيد عند مدخني السيجار بنسبة 34% بالمقارنة مع أقرانهم من غير المدخنين.

المصدر: بيوتنا كنانة أونلاين