تحقيق المستقبل انطلاقاً من الوقت الحاضر الذي تعيش فيه

من المضحك أنَّنا - وخاصةً أنا - نتحدث دائماً عن المستقبل بِعَدِّه نقطةً في الزمن سيكون فيها كل شيء بخير؛ "فالمستقبل" - كما نسمِّيه - هو عندما تتلاءم كل الظروف وتصبح مناسبة لإدراك غايتنا في الحياة، لكن أليس المستقبل هو كل لحظة في الزمن التي تسبق هذه اللحظة؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "إيفان ترافر" (Evan Traver)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في تحقيق المستقبل انطلاقاً من الوقت الحاضر.

فقد مررنا حالاً بلحظةٍ مستقبلية، وأصبحت حاضراً على الفور تقريباً وهي الآن من الماضي.

عندما نقول المستقبل، فإنَّ ما نعنيه هو حياتنا المثالية وليس المستقبل عموماً، وإليك السبب:

عندما نسعى نحو حياتنا المثالية، لا بد أن نمرَّ ببعض الصعوبات؛ لذلك يجب أن نزيل كل ما يعوق طريقنا لتمهيده أمامنا؛ فنحن لا نريد أن نَعُدَّ هذا الجانب السلبي جزءاً من منظورنا وهدفنا، لكن أليس هذا هو المستقبل أيضاً؟ فكما يقول المثل: "نحن مجموع العقبات التي تواجهنا ونتغلب عليها".

إذاً، بما أنَّنا نِتاج ما تجاوزنا من مِحَنٍ، وبصرف النظر عمَّا يُخبِّئه المستقبل، ينبغي أن نتطلع إليه، وإذا استطعنا النمو والتطور من خلال تطلعنا إلى المستقبل، فسيبقى المستقبل مشرقاً دائماً.

يجب أن نفكِّر في المستقبل كتفكيرنا بالوقت الحاضر؛ ولا ننتظر حتى "الغد" لنحيا الحياة التي نريدها؛ فالفرصة في الحصول على الحياة التي نريدها تتطلَّب الجهد والعمل، ومن الأفضل أن نبدأ الآن؛ فالعمل ضروري، ولا يمكن تجنُّبه وقد حان الوقت للبدء.

شاهد: 5 طرق مذهلة لنمط حياتك يمكن أن تحدد نجاحك

المستقبل هو اللحظة الحالية:

وذلك لأنَّه حتى لو كانت أهدافك النهائية ستستغرق سنواتٍ لتحقيقها، لن تُحقَّق خلال عامٍ واحدٍ؛ بل هي عملية تدريجية؛ لذلك، المستقبل ضروري، بصرف النظر عمَّا يُخبِّئه؛ وهذا يعني أنَّنا يجب أن نتوقف عن الانتظار حتى يأتي المستقبل إلينا؛ بل نحتاج أن نعيش مستقبلنا كل يوم؛ ولتحقيق الرؤية المرجوة منه علينا أن نكون نحن هذه الرؤية.

عِش كما لو كنت ذلك الشخص الناجح الذي تعرف أنَّه يمكن أن تكونه، وكن واثقاً من تفاعلاتك مع الناس؛ فابحث عن محادثاتٍ مثيرة للاهتمام، وأصدقاء مُحفِّزين محاولاً دائماً توسيع شبكة علاقاتك، ومن خلال اعتمادك على مبدأ "تظاهر حتى تُحقِّق ما تبتغيه"، ستصل على الأرجح إلى هدفك وستكون الشخص الذي تتوقع أن تكون.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

ماذا عن إنشاء مشروع ناجح، هل أحلامك تتضمن أن يكون لديك عملاً خاصاً؟ إذاً، لا تجلس في انتظار أن تصبح رجل أعمال ناجحاً للقاء الأشخاص الناجحين والمؤثرين؛ بل ابدأ الآن، وتصرَّف بناءً على تلك الفكرة، وانضم إلى مجموعات لقاء روَّاد الأعمال، وأنشِئ علاقات مع عديد من الناس الذين يسعون أيضاً إلى بدء مشاريع تجارية ناجحة.

عِش حياتك كأنَّك ذلك الشخص الذي تتطلَّع أن تكونه في المستقبل؛ وذلك لأنَّه على الرَّغم من سهولة الأمر، فستصبح ذلك الشخص، فهو ليس مصيراً؛ بل نبُوءَة تحقِّق ذاتها، فلا يهم ما تؤمن به؛ بل إنَّ إيمانك سيوصلك إلى هدفك المنشود.

المصدر




مقالات مرتبطة