تحذير طبي من إزالة شمع الأذن

تعتبر الأذن الخارجية قناة صماء. تنتهي من الداخل في الطبلة. ويقوم تجويف القناة بتطوير وتضخيم الموجات الهوائية المكونة للصوت لتتحرك وتهزالطبلة لتقوم بدورها بترجمة هذه الموجات إلى أصوات.



ولابد من إبعاد الطبلة عنالعالم الخارجي حيث أنه من الصعب الحفاظ على سلامة الطبلة فيما لو أنها كانت فيالطرف الخارجي من الجسم، ولكانت معرضة لأي إصابة حتى ولو كانت طفيفة. يبلغ طولالقناة حوالي 3 سم وهي متعرجة. ومن حكمة الخالق وإتقانه أن تكون الطبلة في نهايةهذه القناة، وأن تكون هذه القناة متعرجة حتى تشكل أكبر قدر من الحماية لطبلة الأذن. وحيث أن هذه القناة تحتاج إلى ترطيب مثل باقي البشرة في الجسم، ولعدم قدرة الإنسانعلى فعل ذلك بنفسه، فقد خلق الله غدداً في هذه القناة تفرز المادة الشمعية لتبطنالقناة بكاملها مشكلة طبقة لينة واقية.

بعد تعرض هذه المادة الشمعية للهواء لمدة من الزمن تجف، ويحتاج الجسم لإفرازطبقة جديدة، ويصبح لابد من خروج هذه الطبقة الجافة إلى الخارج. ولذلك فقد أبدعالخالق بوضع خلايا مهدبة صغيرة في قناة السمع تتحرك للخارج وتطرد الشمع الجاف دونأن نشعر بذلك.
إن أي محاولة لتنظيف الشمع سيسبب شعوراً خاطئاً بالنظافة. حيث أن هذا الشمعالأصفر ليس أوساخاً. ولكن التنظيف سيسبب خروج المادة الشمعية الواقية وتدميرالخلايا المهدبة وتعريض الجلد ومن تحته العظم لبرودة الماء مما يسبب إزعاجاً شديداًبعد الاستحمام. وبالتالي سيقوم الشخص بتنظيف الأذن من الماء باستعمال أعواد القطن،وبذلك يقوم بالقضاء على ما تبقى من الخلايا المهدبة وإزالة الشمع بالكامل والدخولفي حلقة مفرغة.
إن أفضل حل إذاً هو ترك الأذن على وضعها وعدم تنظيفها. أما إذا تراكم الشمعفسيقوم الطبيب بوصف قطرة ملينة لعدة أيام وتنظيف الأذن بواسطة الشفط المجهري إذادعا الأمر لذلك، حيث أنه لاينصح في الطب الحديث بغسل الأذن كما كان يتبع سابقاً.
ويكفي أن نتذكر أن البط الذي يسبح في البحيرات قد كساه الله بطبقة زيتية واقيةمن الماء مما يمكنه من السباحة في درجات باردة دون أن يتعرض ريشه للبلل. ولو حاولنا «تنظيف» البطة بغسلها بالشامبو ورميها في البحيرة مرة اخرى فإنها ستعاني الأمرين منعدم وجود الطبقة الزيتية الواقية. إذاً تنظيف الأذن ليس من الفطرة بل هو معاكستماماً لها ولا ينصح فيه أبداً.

المصدر: موقع ساحة صوت الأطباء