تبادل التقدير والاحترام

انك بامتداحك أي جانب ايجابي في الآخرين تضفي على روحك غناءا وثراءا.

إن كنت راغبا في تقوية ارتباطك مع ذاتك والتطبع بالإقتدار اللازم دوما، تقص الخصائص الإيجابي في الآخرين واطر عليها. فمثل هذه الخطوة تزيد من التفاتك إلى الخصائص الإيجابية عند الآخرين إضافة إلى حيلولتها دون تركيزك في خصائصهم السلبية.



فالتفاتك إلى الخصائص الإيجابية عند الآخرين يأتي من تفكيرك بهذه الأمور. وبتفكيرك في الخصائص الإيجابية تزداد معنويا، قربا منها واستئناسا بها، أي انك في الحقيقة تكون قد أوجدتها ورسختها في نفسك.

ولامتداحك الخصائص الإيجابية عند الآخرين تأثير ايجابي في نفوسهم يحثهم على مواصلة ذلك السلوك المطلوب.

وبهذه الطريقة تحث الآخرين لتبني السلوك المستحسن المطلوب وهو ما ترغب فيه بالتأكيد. بينما انتقاد الخصائص السلبية في الآخرين يولد لديهم انعكاسا سلبيا يحفزهم على معاودة السلوك الخاطئ أو التخلي عن خصائصهم الإيجابية التي يرونها مهملة.

وباطرائك على الخصائص الإيجابية لدى الآخرين يستبان أي الأمور ترضيك وتستهويك وتستحق الإطراء برأيك وتثير بذلك الرغبة لدى المحيطين بك لمعاودة ذلك السلوك، على الأقل عند تواجدك. وبهذا ترى أنك قادر على ارغام المحيطين أيضا لتبني السلوك المثالي بسهولة مما يشعرك بالقوة والإقتدار.

ولابد لمن يرى أن الثقة بالنفس والاعجاب بالذات هو نوع من الأنانية والإعتزار بالذات، أن يتنبهوا إلى أن امتداح الآخرين والإطراء عليهم أمر لا مفهوم له في منطق المغترين بذاتهم.

فالإلتفاف إلى الخصائص الإيجابية والإطراء عليها سلوك لا يتبناه إلا ذوي الروح المتحررة المتسامية شرط أن:

لا تتماد في الإطراء على الآخرين:

صحيح أن المدح والتشجيع والإطراء على الآخرين، سيما سلوكياتهم الحسنة أمر لابد منه، ولكن المطلوب هو أن تلتزم خلال ذلك بالصدق والصراحة.

المطلوب أن نمتدح ونشجع الآخرين بالأخذ بالحسبان خصائصهم الإيجابية، وعلى قدر مستواها، فقط على قدر مستواها أو أكثر بقليل.

فالإكثار من المدح والمغالاة في الإطراء على خصائص الأشخاص المطلوبة توجه ضربة من عدة جهات لمعنوياتك وشخصيتك، وتتسبب بالطبع في تراجع ثقتك بنفسك:

السبب الأول: انت نفسك تعلم أكثر من غيرك إلى أي درجة تماديت ورضيت لنفغسك بالكذب في امتداحك هذا مما يشعرك استطرادا عندما تواجه إطراء الآخرين عليك بأنهم يكذبون أو يتمادون في كلامهم ويتعذر عليك التعاطف مع إطرائهم والرد عليهم بشكر واقعي.

السبب الثاني: يتنبه الطرف الآخر إلى حد ما لحقيقة شعورك ومجاملاتك الغير حقيقية مما يؤثر سلبيا في معنوياتك.

السبب الثالث: إنك بامتداحك الزائد للآخرين تشعر بحالة سلبية إزاء نفسك (بالدونية مثلا أي تدني مستواك قياسا إلى غيرك(

إمتدح الآخرين واطر عليهم على قدر استحقاقهم وليس أكثر إحرص على أن لا يكون امتداحك مصطبغا باستصغار شأنك.

لا تقارن نفسك مع الطرف الآخر عند امتداحك له. تجنب مثلا العبارة: ثقتك بنفسك أعلى بكثير مما أنا عليه، أحسنت!

لا تقارن أي شخص إلا بنفسه.

دع التملق

التملق أو المراء هو المغالاة في مدح صفة يفتقدها الشخص الآخر أساسا أو يتمتع بها ولكن على مستوى أدنى. وفي كلتا الحالتين يترجم السلوك بأنه الكذب على النفس وعلى الآخرين. وهو ما تتنبه إليه بنفسك ويتنبه له الآخرون أيضا.

والتملق يعني التخبط والتكلف لإدخال السرور إلى قلوب الآخرين.

والتملق يحاول الإبقاء على شعور الآخرين بالرضا إزاءه بتعظيمه لهم.

وقد يرنو المتملق من وراء ذلك إلى تحقيق أهداف منها:

أربعة اطراءات يرد عليها لا محالة باثنين على الأقل.

فالشخص قد يطمح لإيجاد مثل هذا الإحساس المطلوب والشعور بالإرتياح في نفسه، ولكن بسبب اطلاعه على عدم واقعية ما يسمع يفشل عمليا في تحقيق هدفه.

فالتملق يكشف بنحو غير مباشر عن رغبة المتملق في الإصغاء إلى التملق وأن يدفع الآخرين لامتداحه والاطراء عليه. المطلوب منك هو أن تتعاطى مع الآخرين باحترام دوما وتمدحهم وتشجعهم، بالأخذ بالإعتبار خصائصهم الإيجابية التي يتميزون بها، ولكن في إطار الحقيقة وليس أكثر من ذلك.

فمطلوبية امتداحك للآخرين تنم عن كونه سلوكا يغني روحك ويزيدها ثراء، كما أنها طريقة لتشجيع الآخرين وخدمتهم من أجل تقوية صفاتهم الحسنة، لاغير.