تاريخ الجودة (في التعليم)

أسباب ظهور فكرة الجودة في التعليم: إذا كان مفهوم الجودة قد نشأ في الأصل في عالم الاقتصاد والصناعة، ومنه انتقل إلى مجالات أخرى كالمجال التربوي، فما هي أسباب هذا الانتقال؟ ولماذا ظهرت فكرة الجودة في التعليم؟



 

يرى (أحمد أوزي، 0000: 27-28) أن أسباب ظهور فكرة الجودة في التعليم هي:

·         الإقبال الكبير على التعليم بمختلف مستوياته مما أدى إلى تضخم أعداد الوافدين على مؤسساته؛

·         تطور أهداف التعليم وتنوعها بفعل التحولات والتغيرات التي يعرفها العالم؛

·         تعدد أشكال التعليم و مجالاته وبرامجه ونظمه؛

·         انتهاج المقاربة الاقتصادية في معالجة موارد التعليم واحتساب كلفته وعائداته؛

·         الهوة الفاصلة بين مخرجات التعليم وبين متطلبات السوق وحاجياته من العاملين والفنيين والمهرة؛

·         تزايد قناعة رجال السياسة والأعمال والخبراء بأهمية الموارد البشرية المكونة تكوينا جيدا في الإقلاع الاقتصادي وفي التنمية المستدامة؛

·         مطالبة العديد من المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني بتحسين الخدمات المقدمة إلى المواطنين بشكل عام والمتعلمين بشكل خاص لمواجهة تحديات العصر ومتطلباته.



إن هذه الأسباب السبعة التي أبرزها أحمد أوزي ترجع بنا إلى شرطين أساسيين متلاحمين ومتضافرين لنشأة مفهوم الجودة في التعليم بالدول المتقدمة. ومن شأن وضوح هذين الشرطين ودقتهما أن يساعدنا على النظر في إمكانية نشوء مفهوم الجودة في التعليم بالمغرب. وهذان الشرطان هما:

·         الشرط الخاص: المتمثل في نهاية مسلسل تعميم التعليم؛ إذ لا يمكن الحديث زمنيا وسببيا عن الكيف قبل الكم، وعن جودة التعليم قبل تعميمه؛

·         الشرط العام: المتمثل في وجود ثقافة اجتماعية للجودة؛ فالحديث عن جودة التعليم في محيط اقتصادي وصناعي لا جودة فيه، ومحيط ثقافي لا يعرف للجودة معنى ولا قيمة هو من قبيل الترف الفكري والعلمي أو المزايدات السياسية.

 


مراجع المقال:
ـ أحمد أوزي، جودة التربية و"تربية الجودة"، منشورات مجلة علوم التربية.

 

الموسوعة العربية لجودة التعليم

ادريس أوهلال