تأثير الذكاء العاطفي في الاحتفاظ بالموظفين واندماجهم وإنتاجيتهم

الذكاء العاطفي (EQ) ليس شيئاً يمكن تعليمه أو تدريبه بسهولة؛ وهذا هو السبب في كونه من الكفاءات الحيوية للموظفين داخل مؤسستك، ولقد استُخدِمَ مصطلح الذكاء العاطفي في مجال الموارد البشرية طوال السنوات القليلة الماضية؛ لكن في حال احتياجك إلى تجديد معلوماتك، يُعرَّف الذكاء العاطفي على أنَّه "القدرة على إدراك مشاعر المرء والتحكم بها والتعبير عنها، والتعامل مع العلاقات الشخصية بحكمة تعاملاً عاطفياً".



لقد رُبِط الذكاء العاطفي بزيادة الاندماج والإنتاجية والاحتفاظ، وجميع مكونات إدارة الموظفين الضرورية لازدهار المؤسسة، ومن أجل فهم الدور الذي يؤديه الذكاء العاطفي في كل عنصر من هذه العناصر، سوف نتعمَّق في كل منها على حدة، ونناقش أهميته والطرائق التي يمكن لمتخصصي الموارد البشرية من خلالها ضمان حصول موظفيهم على الذكاء العاطفي لمساعدة المنظمة على النجاح:

إقرأ أيضاً: 3 مهارات يتقنها الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي

1. الذكاء العاطفي والاندماج:

من المعروف أنَّ معدلات عدم المشاركة بين الموظفين مرتفعة، ومن ثمَّ يجب أن تكون مصدر قلق كبير لمعظم المتخصصين في الموارد البشرية، لكن ما قد لا يكون واضحاً هو حقيقة أنَّ الذكاء العاطفي له علاقة إيجابية بالتفاعل بين الأفراد ومؤسساتهم؛ إذ يكون الموظف الذكي عاطفياً قادراً على التعامل مع المواقف الصعبة والتواصل الفعال مع الزملاء في جميع أنحاء المنظمة أفضل من غيره؛ وهذا بدوره يؤدي إلى تجربة عمل أكثر إيجابية.

وجدت دراسة أجرتها شركة الأبحاث غير الربحية "6 سيكوندس" (Six Seconds)، أنَّ الموظفين الذين يتعاملون مع مدير ذكيٍّ عاطفياً كانوا أكثر تفاعلاً؛ لذا إنَّ وجود مديرين قادرين على التواصل الجيد مع الموظفين والتعامل مع المواقف الصعبة بسلاسة، سيشهد قوة عاملة أكثر تفاعلاً، وفي حين أنَّ الذكاء العاطفي فطري إلى حدٍّ ما، إلا أنَّه توجد تدريبات يمكن إجراؤها لمساعدة المديرين على تعزيز ذكائهم العاطفي واستخدامه استخداماً فعالاً مع الموظفين.

شاهد بالفيديو: كيف تعزز الذكاء العاطفي في فريقك؟

2. الذكاء العاطفي والإنتاجية:

تزداد الإنتاجية مع زيادة اندماج الموظفين في العمل، ويبدو أنَّ معظم الدراسات، مثل تلك التي أجرتها شركة (Six Seconds)، وجدت أنَّ الاثنين مرتبطان ارتباطاً إيجابياً، وأنَّ الذكاء العاطفي والقوى العاملة المشاركة تؤدي إلى أداء عالٍ.

ووجدت دراسة أجراها عالم النفس "مارتن سيغيلمان" (Martin Siegelman) في شركة "ميت لايف" (Met Life) علاقة بين الذكاء العاطفي العالي والتفاؤل؛ إذ كان هؤلاء المتفائلون قادرين على النظر إلى القضايا ورؤيتها على أنَّها مؤقتة وليست حاجزاً دائماً، وهذا له أهمية؛ إذ وجد البحث أنَّ أولئك الذين كانوا متفائلين جداً حققوا مبيعاتٍ أيضاً 37% أكثر من أولئك الذين كانوا متشائمين.

عند تعيين موظفين جدد، من الهام البحث عن عوامل الذكاء العاطفي في المرشحين، التي ستساعد على التوظيف الناجح، ويوجد أيضاً العديد من الأدوات في السوق للبحث عنها للحصول على المساعدة على تقييم الذكاء العاطفي للأداء.

وتبحث هذه الأدوات في السلوكات والدوافع الرئيسة التي تشير إلى ما إذا كان المرشح مناسباً للفريق والمنظمة أم لا، ويؤدي الذكاء العاطفي دوراً كبيراً عند النظر إلى الإنتاجية بين الفِرق، ومن ثمَّ فإنَّ العثور على الموظف المناسب أمر ضروري لرؤية الأداء العالي.

إقرأ أيضاً: كيف يساعدك الذكاء العاطفي على تجاوز الفشل؟

3. الذكاء العاطفي ومعدلات الاحتفاظ بالموظفين:

في حين أنَّه لا ينبغي أن يكون مفاجئاً، فمن المرجح أيضاً أن يكون للقوى العاملة المشاركة وذات الأداء العالي معدل احتفاظ أعلى؛ إذ وجدت دراسة أجرتها شركة (Leadership IQ) أنَّ 46% من جميع الموظفين الجدد فشلوا خلال الثمانية عشر شهراً الأولى من العمل، وفشل 23% منهم لأنَّهم لم يكونوا قادرين على إدارة وفهم المشاعر.

تؤدي الكفاءة العاطفية دوراً حيوياً في القدرة على التعامل مع النقد والتغذية الراجعة، والعمل مع الموظفين والفِرق الأخرى، والتواصل الواضح والفعال؛ إذ سيجد الموظفون الذين لا يستطيعون النجاح في هذه الكفاءات وقتاً أكثر صعوبة في الشعور بالنجاح، ومن ثمَّ يتركون العمل في نهاية المطاف.

لذا، في أثناء التعامل مع القوى العاملة الحالية لديك، من المفيد دعوة الموظفين لإجراء تقييمات الذكاء العاطفي، وتقديم التدريب لأولئك الذين يشعرون أنَّهم يحتاجون إليه من أجل تطوير مكان عمل أكثر نجاحاً.

من السهل أن ترى كيف ترتبط كل من المشاركة والإنتاجية والاحتفاظ بأداء الموظفين، ولكنَّ المكون السري للنجاح الفردي والفريق الحقيقي هو الذكاء العاطفي، وسواء كنت تدير فِرقاً أم تتطلع إلى تعيين موظفين جدد، فإنَّ فهم تأثير الذكاء العاطفي في جميع أنحاء المنظمة سيساهم مساهمة كبيرة في النجاح التنظيمي العام.

المصدر




مقالات مرتبطة