بين الستانلس والألمنيوم والتفلون .. ما هو الأفضل ؟

تضع طبيعة حياتنا العصرية ثقلا كبيرا على عظامنا، بل تهدد سلامتها وصحتها، فمعظمنا بات يشكو من آلام في الظهر أو في الرقبة. وعلى الرغم من حملات التوعية المكثفة بأهمية تغيير نظام حياتنا بحيث يصبح أكثر نشاطا وحركة، وأهمية مراقبة طريقة وقوفنا وجلوسنا وتأثيرها على صحة عظامنا، فإننا مازلنا نتجاهل معظم هذه النصائح، حتى عظامنا من وطأة سوء معاملتنا لها.. فتتهشم.حول مشاكل العظام وطرق الحفاظ عليها وعلاجها التقينا الدكتورة ماجدة معرفي، اخصائية العلاج الطبيعي.



كثر الحديث أخيرا عن مرض هشاشة العظام، فما طبيعة هذا المرض؟

يصاب المرء به عندما يبدأ جسمه بفقدان الخلايا العظمية بمعدل أسرع من بنائه لها، فيصبح العظم أقل كثافة، خصوصاً في لبه، ويفقد صلابته، وكل هذه التغيرات تزيد من قابلية العظم للكسر.

هل هناك أشخاص معرضون له أكثر من غيرهم؟

التقدم في العمر يصاحبه فقدان طبيعي لكثافة العظم، ولكن بعض الاشخاص معرضون لفقدانه بشكل أسرع من الطبيعي، وذلك نتيجة لعدة عوامل، منها:

-          النساء معرضات للإصابة به أكثر من الرجال.

-          تعدي الـ50 سنة من العمر.

-          وجود حالات اصابة بهذا المرض في العائلة.

-          أسلوب حياة بليد ورتيب.

-          النحافة وصغر حجم الجسم بشكل عام.

-          احتواء الغذاء على نسبة قليلة من الكالسيوم.

-          انقطاع الطمث في وقت مبكر من العمر.

-          التدخين.

-          شرب الكحول.

-          الاصابة ببعض الأمراض (مثل فشل الكلى، مشاكل في الأمعاء الغليظة أو الدقيقة، وأمراض الغدد الدرقية(

-          11 ـــ تناول بعض الأدوية مثل الستيرويدات (التي تؤخذ لتعالج أمراض الربو والخشونة)، وبعض أدوية الصرع والحبوب المهدئة أو المسكنة.

الوقاية

كيف يمكن التقليل من فرص الاصابة به؟

-          هناك بعض الاحتياطات التي تقلل من فرص الاصابة منها:

-          العادات الصحية في الأكل والالتزام بنظام من التمارين الرياضية منذ الصغر، مما يؤدي إلى بناء عظام قوية في سن صغيرة، ويخفف من شدة فقدان الكتلة العظمية التي تبدأ عادة بعد بلوغ الــ30 من العمر.

-          تناول كميات كافية من الطعام الغني بالكالسيوم.

-          تجنب التمارين الرياضية العنيفة، مثل رياضة حمل الأثقال، التي تضع ضغطاً زائدا على أداء العظام.

-          عدم التدخين.

-          استشارة الطبيب لمعرفة ما اذا كان يجب عليك عمل فحص لكثافة العظم.

وقد تستعمل العقاقير والأدوية للوقاية والعلاج من مرض هشاشة العظام، ومن هذه الأدوية التي تمت الموافقة على استعمالها من قبل منظمة الغذاء والأدوية الاميركية حتى تحمي الكتلة العظمية وتزيد منها:

-          بدائل الاستروجين الهرمونية.

-          العلاج الهرموني الذي يستخدم بعد انقطاع الطمث.

-          بدائل الاستروجين غير الهرمونية.

-          الهرمونات التي تنظم هضم الكالسيوم وبناء العظم.

كما توجد هناك طرق أخرى قيد البحث والتجربة يمكن استخدامها في المستقبل. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي من العقاقير.

التشخيص

كيف يمكننا أن نعرف إذا كنا مصابين بهشاشة العظام؟

مدى كثافة العظام هي مقياس لمدى صلابتها وقوتها، ولتحديد كمية الكثافة العظمية يجب إجراء فحص لقياس كثافة العظام (Bone Mineral Density LBMD)

وبشكل عام، كلما قلت كثافة العظام زادت خطورة الاصابة بالكسور. وتوجد عدة أجهزة يمكنها قياس كثافة العظام، وجميعها غير مؤلمة ولا تستخدم الابر، وأمينة.

اسألوا طبيبكم عن هذا الفحص اذا كنتم تريدون القيام به، ويجب اجراؤه بعد سن الستين، سواء الرجال أو النساء، أما بالنسبة للمرأة فلا بد من اجرائه عندما بالشعور بظواهر سن اليأس.

كيف يؤثر مرض هشاشة العظام على الجسم؟

من أهم أعراضه الاحساس بالألم المستمر فيها، بحيث يشتكي المريض من الألم المزمن في معظم عظامه نتيجة لقلة كثافتها ومحاولتها لتحمل ثقل الجسم. وقد ينتج الألم من كسر بسيط في العظم أو كما هو وارد في مراحل الهشاشة المتأخرة بان يكون الألم من جراء كسر عميق وتهشم في فقرات الظهر من تأثير عدم تحمل الفقرات الهشة لضغط وزن الجسم.

والسبب الآخر لوجود الألم هو وجود كسور ميكروسكوبية صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة ومتعددة في بعض فقرات العمود الفقري. ومن مضاعفاتها انها تسبب الألم المستمر والشديد.

توصيات

هل من توصيات لتجنب الاصابة؟

لا بد من الاهتمام أولاً بعدم تحميل الظهر أكثر من طاقته من ناحية حمل الأشياء الثقيلة أو من ناحية الأسلوب الخاطئ في الجلوس والمشي. وذلك لكون الضرر التراكمي يؤدي إلى وصول المريض إلى مراحل متقدمة من الاصابة، خصوصاً اذا ما زاد ذلك على عامل هشاشة العظم التي هي من سنن الحياة التي تصاحب تقدم السن.

هل تفيد التمارين الرياضية في علاج المشكلة؟

التمارين الرياضية تعيد بناء العظام وتقوي العضلات، ويعتبر المشي وركوب الدراجات من التمارين الرياضية المناسبة. لكن السباحة أو التمارين الأخرى التي تعمل في الماء قد تكون الأفضل إذا كان هناك ألم في المفاصل، بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية للعلاج الكهربائي. والطبيب يستطيع أن يساعد المريض باختيار النوع المناسب من الرياضة.

نقاط مهمة لظهر سليم

هناك بعض الملاحظات البسيطة التي يجب عليك أن تنتبه إليها لتحافظ على سلامة ظهرك وعظامك:

-          بعد اداء أعمال كثيرة أو تكرار المهمة ذاتها مراراً، يجب عليك التوقف لوقت بسيط لأخذ قسط من الراحة ثم متابعة العمل.

-          خذ الحذر عند حملك للأشياء الثقيلة وحاول أن تكون بالطريقة السليمة.

-          حاول أن تتعلم كيفية الجلوس الصحيحة وأن تحافظ على أن يكون ظهرك مستقيما عند الجلوس .

-          تجنب البقاء على الوضع نفسه لفترات طويلة. وحاول أن تتجنب الوضع غير المريح والأوضاع التي قد تؤثر على المفاصل والأربطة.

-          استخدم المراتب الطبية أثناء النوم التي تحافظ على العمود الفقري بأن يكون بشكل مريح وبوضع صحي حيث أن الإنسان يقضي ثلث يومه تقريباً على السرير.

-          حاول أن تكون منتبهاً لوضع قامتك طيلة اليوم، وان تركز انتباهك إلى كيفية وقوفك وجلوسك، وان تسأل نفسك بشكل دائم: هل تجلس أو تقف بوضع سليم؟

انتبهوا إلى كبار السن

معظم كبار السن يعانون مرض هشاشة العظام لكن المؤسف أنهم لا يعلمون ذلك ولا يعطونه أهمية، وقد يرجع ذلك إلى قلة التوعية في هذا المجال.

وشددت د. معرفي على أهمية ان يتابع كبار السن صحة عظامهم، عن طريق عمل فحص لمعرفة كثافة العظام، وذلك لضرورة الفحص الدوري في الحفاظ على صحة العظام والانسان بشكل عام. كما أوصت بعدم قيام المسن بأي حركات سريعة، أو حمل الأوزان الثقيلة لأن هذا سيؤدي إلى تهشم العظام أو تكسرها مع طول المدة.

ولأن الحالة الصحية لكل فرد تختلف عن الآخر حذرت معرفي من تناول حبوب الكالسيوم من دون استشارة الطبيب، فقد لا يحتاج المسن إليها بل تتطلب حالته أنواعاً أخرى من العقاقير والمكملات الغذائية.

ما فائدة العلاج الطبيعي للعظام؟

كيف يفيد العلاج الطبيعي في علاج العظام؟

العلاج الطبيعي هو أحد التخصصات الطبية في مجال الطب البشري، ويتفرع إلى عدة تخصصات أيضاً منها:

-          العظام

-          الأعصاب

-          الجراحة

-          النساء والولادة

-          الأطفال

-          إصابات الملاعب

-          العلاج المائي

-          الروماتيزم

-          الحروق

وبما أننا نتحدث عن العظام، فالحالات التي يفيدها العلاج الطبيعي هي:

أولا الكسور: إذ يعمل العلاج الطبيعي على تأهيل العظام بعد الكسر. وتتم عملية العلاج بخطوات، تبدأ بعد إزالة الجبس مباشرة باستخدام الشمع الحراري أو الكمادات الباردة في حالة تورم الجزء المصاب، واستخدام أجهزة كهربائية لتسكين الآلام وتحسين الدورة الدموية استعدادا لبدء تحريك المفصل، وهذا يتم عادة بعد أيام إلى أسبوعين في الحالات الصعبة.

وتأتي بعدها الخطوة الثانية وهي خطوة تحريك المفصل بتقنيات يدوية وشد المفصل وتقوية العضلات والأربطة المحيطة به إلى أن يعود المفصل إلى وضعه السليم قبل الكسر. وبعدها يستطيع المريض ممارسة حياته بصورة طبيعية.

أما في حالات الروماتيزم فهذه الحالات تكون عادة مزمنة، لأن الروماتيزم يعتبر من الأمراض المزمنة. لكن بعد تطور العلاج الدوائي اصبح بالامكان التخفيف من الآلام والتصلبات التي تنتج من هذا المرض في مفاصل اليدين والأصابع مثلاً. ولابد ان يتلقى المريض العلاجين الدوائي والطبيعي معاً في آن واحد حتى يتجنب الانتكاسة.

ويتم العلاج الطبيعي في هذه الحالة بتقنية التمارين لكل مفصل وتقوية العضلات والأربطة واستخدام Parafin wax واستخدام الموجات فوق الصوتية والليزر والحمامات الثلجية.

وماذا عن علاج خشونة المفاصل؟

لكل مفصل علاج مختلف عن الآخر، فمثلاً علاج مفصل الركبة والصابونة يختلف عن مفاصل الكتف والرسغ ويختلف عن علاج مفصل القدم وهكذا، لأن لكل مفصل وظيفة تختلف عن الأخرى، لذلك يتم تحديد البرنامج العلاجي لكل مفصل على حسب وظيفته.

أيضاً هناك نقطة مهمة يجب على المريض الانتباه لها وهي أن لكل مريض علاجا يختلف عن الآخر حتى لو كانا يشتكيان من آلام المفصل ذاته، مثلاً مفصل الركبة، فلكل مريض وزنه وطوله، وإصابة المفصل قد تكون حادة لدى أحدهما ومزمنة لدى الآخر.

هنا يخطىء المريض الذي يتلقى العلاج عندما يصف العلاج ذاته لمريض قريب له فيأخذ بنصيحته، كأن يمارس مثلا نوعية التمارين الرياضية التي اعطيت له، او الدواء ذاته. فهذه من الأخطاء الشائعة بين المرضى يجب الانتباه لها.

وتقع الخطورة هنا في حالة ما إذا كان المريض يشتكي من مشاكل صحية أخرى كالقلب، داء السكر، الضغط، الغدة الدرقية، وبالفعل حصل كثير من الانتكاسات في هذه الحالات نتيجة أخذ العلاج من دون استشارة الطبيب المختص، أيا كانت نوعية العلاج.

يشكو الكثيرون هذه الأيام من الانزلاق الغضروفي في الرقبة أو الظهر، فما أسبابه؟ وكيف يكون العلاج؟

توجد مادة جيلاتينية تحيط بغضروف كل فقرة في العمود الفقري، ابتداء من الرقبة وصولا إلى المنطقة العجزية، وهذه الفقرات قابلة لأي تغيرات بسبب عدم استخدام الجسم بصورة سليمة أو بسبب تقدم السن أو حوادث الطرق، فتكون هذه الفقرات قابلة عند حدوث أي حركة مفاجئة للتعرض لانزلاق غضروفي.

والانزلاق له عدة اتجاهات، قد يكون أماميا فقط أو خلفيا فقط أو خلفيا باتجاه اليمين أو خلفيا باتجاه اليسار، أي يكون الضغط العصبي على عصب الورك الأيمن أو الأيسر، وقد يؤدي أيضاً إلى إشارات عصبية ممتدة إلى الفخذ باتجاه اسفل القدم مصاحبة بآلام مختلفة الطابع. فقد يكون الألم نابضا أو خارقا أو حادا يرافقه تنميل أو خدر أو الإحساس ببرودة شديدة في الأطراف السفلية.

هنا لابد من القيام بتشخيص دقيق عن طريق الفحص السريري باستخدام مطرقة العصب وتحديد قوة العضلات وتقييم الجسم والخطوات، وبعدها يتحول المريض إلى قسم الأشعة التشخيصية لعمل أشعة MRI يتم من خلالها تحديد نسبة الانزلاق وحدتها واتجاهها والفقرات المصابة، بالإضافة إلى تحديد الضغط العصبي على أعصاب الأطراف السفلية، ليتم تحديد ما اذا كانت هناك ضرورة لعمل جراحي، وذلك عن طريق اختصاصي جراحة الأعصاب.

لكن الجدير بالذكر أن95 في المائة من حالات الديسك تشفى بالعلاج الطبيعي.

كمية الكالسيوم الضرورية

ما كمية الكالسيوم التي نحتاجها يوميا للمحافظة على سلامة عظامنا؟

الكمية تتوقف على العمر، وهي كالتالي:

الأطفال: 800 ميلل غرام (4 ـــ 8 سنوات(

المراهقون: 300،1 ميلل غرام (9 ـــ 18 سنة(

البالغون: 555،1 ميلل غرام (19 ـــ 50 سنة(

النساء أثناء الحمل والرضاعة: 200،1 ميلل غرام.

النساء بعد سن اليأ س: 200،1 ـــ 500،1 ميللغرام.