بعض الخطوات في طريق بناء الذات المسلمة العالمة

الأولى: تحتاج العاطفة ولكن لا تجعلها سيدة على العقل.



الثانية: لا خوف من الرأي ولكن الخوف من كبته خوفاً من الإرهاب المعنوي.

الثالثة: تذكر أن الاتفاق في المنطلقات والأهداف لا يعني بالضرورة الاتفاق على الخطوات والإجراءات. فالإنسان ليس عقلاً فقط، ولكنه عقل ومشاعر، وكلاهما ضروري لتقدم الحياة، والعاطفة الجياشة ما لم يضبطها عقل تؤدي إلى عكس المراد، فها هو عمر بن الخطاب يغضب من صلح الحديبية ويصفه بأتنه (إعطاء الدنية في الدين)، وغضبه هنا خير لأنه قام لحماية الدين، ولكن لو لم يكن هناك صوت العقل عند أبي بكر الذ يقال "الزم غرزك يا عمر" وتمكن عمر من كبح عاطفته بالالتزام بصوت العقل لما تحقق ما تحقق.. ذلك هو الدرس الأول.

أما الدرس الثاني فهو حرية القول دون خوف من الإرهاب المعنوي للقيادة، ففي كل مجتمع يجب أن يظهر رأي ورأي وآخر، وعلى الناس أن ترجح وتختار، فالله عز وجل يقول "فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه"، فلا خوف على الناس من الاستماع للرأي الآخر، وما نخشاه من رأي ما يحدث أشد منه نتيجة كبته، فحين يخشى الناس من قول ما يرونه حقاً وواجباً ولو خالف غيرهم؛ تختفي آليات الضبط، وانظر إلى أحوال المجتمعات التي ترزح تحت نير الدول الشمولية مقابل المجتمعات المفتوحة.

أما الدرس الثالث فهو ضرورة التمييز بين الاتفاق على المنطلقات والأهداف، وبين الاتفاق على كل الإجراءات والتصرفات، فقد تتفق مع شخص في الإسلام وضرورة إقامة الدين، أما في إجراءاته وتصرفاته فقد تختلف معه.. وقس على ذلك.