بحث فى قدرات المخ البشرى مدعم بقصص عن القدرات

أسئلة كثيرة حائرة تدور فى العقول حول المخ البشرى وحدود قدراته هل الذكاء

موروث فقط أم مكتسب هل له علاقة بحجم المخ أو وزنه أو بما يحصل علية المخ

من الغذاء والدم والأكسجين وهل توجد طرق لرفع قدرات العقل ويصبح الإنسان

أكثر ذكاء وأكثر تمتعا بفكر غير عادى خلاق مبدع هل ممكن أن نحصل على

العبقرية وكيف ؟




 

وأقول ما هى العبقرية وما هى الألمعية للإنسان :

تعنى العبقرية أسمى مقدرة أصلية فى الإنسان يمكن تصورها أو تخيلها وتعبر عن

قدرات عقل لدية غير عادى فى كل شئ فى التفكير والسمات العامة للشخصية

والإعاشة فى الحياة والنجاح فى العمل والتفوق فى المجتمع والكثير جدا .. وأكد

العلماء فى أن للذكاء دورا هاما فى الوصول الى العبقرية وهو أشبه بالكهرباء التى

لا تظهر إلا فى شكل ضوء أو قوى محركة آى هو الطاقة التى تشغل الى العبقرية

والطريق المعبد الذى يجب أن يسر الإنسان علية ويجاهد فيه ليصل الى النجاح

المراد له ويصل الى العبقرية وتوصل العلماء بعد أبحاثا كثيرة جدا وسنوات من

الدراسة والتجارب الى التالى :

أولا : توجد علاقة وثيقة جدا بين الذكاء والعبقرية للإنسان ومن ليس لدية كم
مناسب من الذكاء العام الكلى واكتسب فى حياته كم مناسب من الخبرات والثقافات

وطور ودرب عقلة جيدا فى التفكير والتصرف ونجح فى الكثير من أمور الحياة وفى

عملة لن يستطيع أبدا أن يصل الى العبقرية مهما حاول والعكس صحيح .

ثانيا : لا توجد علاقة بين حجم المخ البشرى ودرجات الذكاء حيث يعتقد البعض أن

كلما كبر حجم المخ زادت نسبة الذكاء وهذا خطاء كبير يقع فيه الكثيرون ولكن

الصحيح هو نوع المخ نفسه ودقة تركيبة وعمق تلافيفه الداخلية وشبكة الممرات

الداخلية به ودرجة النشاط الكهربى له وسرعة الإشارات العصبية فيه وحيوية خلايا

المخ أيضا وكم النشاط العام الذى يبذله الإنسان بدون أن يظهر على المخ التعب

والإرهاق هذه هى مقاييس الذكاء البيولوجية بخلاف الاختبارات التى تجرى للإنسان

الأخرى التى تحدثت عنها فى خواطر جبروت عقل .

ثالثا : المخ البشرى موحد التكوين عند كل البشر ولكنة يختلف اختلافا صغيرا عن

بين كل إنسان وآخر وبين الرجل والمرأة والكبير والصغير ويختلف اختلافا كليا فيما

يحتويه بداخلة من أحداث وذكريات ومواقف عاشها الإنسان فى حياته وهذا

الاختلاف هو المهم لنا والمؤثر جدا على قدرات عقلة وعلى سبيل المثال نحضر

طفلين فى سن 3 سنوات الأول ذكى جدا لدية كم كبير من الذكاء الموروث ونضعه

فى مجتمع جاهل مغلق قرية أو غابة لمدة 10 سنوات لا تعلم لا ثقافة لا أساليب حياة

عصرية وحضارية ونحضره ونجرى له مقاييس ذكاء سوف نجد أن أصبح ضعيف

العقل وليس لدية آى لمحة من الذكاء الذى ولد به ونحضر الطفل الآخر وهو ضعيف

الذكاء جدا ونضعه فى مجتمع متحضر حديث وعصرى مع تعليم جيد وثقافة وتربية

ثم نجرى علية اختبارات ذكاء سوف نجد أن قدرات عقلة قد زادت كثيرا وهذا الكلام

ليس من خيال عقلى العبقرى ولكن من الدراسات التى قرأتها عن هذا الموضوع

وما قام به العلماء البريطانيون حينما كانوا فى استعمار لدول العالم وما قام به

العلماء الأمريكان بالمقارنة والدراسة بين أطفال أمريكا وأوربا وأطفال أفريقيا

والفرق بين البيئات وما قامت به ملكه التحضر والتكنولوجيا فى العالم الدولة

الجبارة اليابان حيث أنها أكبر دولة فى الاهتمام بقدرات الجسد والعقل لدى الأطفال

منذ الصغر وتسعى لخلق جيل عبقرى منذ طفولته ونجحت فى ذلك فعلا وان أقل نسبة

جريمة وانحلال فى أخلاق المجتمع فى العالم فى اليابان ثم الصين وأكبر نسبة بلا

منازع فى أمريكا .


رابعا : يتكون المخ البشرى الذى يزن فى المتوسط 1350 جرام آى كيلو وثلث على

كم هائل من الخلايا العصبية تصل الى 12 بليون خلية ( البليون ألف مليون ) ذات


مجاميع عصبية تختلف فى تركيبها ونسيجها وموقعها فى المخ وظائفها و لا يمكن

تخيل ذلك بحيث لو أردنا صنع عقل مثل العقل البشرى لو جدنا أننا نحتاج الى مدينة

كاملة وكم هائل من الدوائر الإلكترونية والعمل سنوات ولن نحصل أبدا على عمل

متكامل مثل ما فعلة الرب لنا فى عقولنا أبدا .


إن عقل الإنسان عضو نشيط لدرجة أنه فى كل دقيقة تمر تتخلله كميم من الدم

تساوى وزنه كله ويستهلك المخ العادى حوالى 20% من الأوكسجين والسكر الذى

يدخل الجسم والفيتامينات والعقل الذكى النشيط يستهلك أكثر من ذلك يصل أحيانا الى

35 % لأنه يعمل أكثر ونشاطه أكبر من المخ العادى مثل عقلى أنا .


خامسا : لقد أثبت العلماء أن أرق وأدق أنواع الخلايا الرفيعة الرقيقة هى خلايا

المخ وان جميع خلايا الجسم خاضعة تماما للمخ والمخ هو الحاكم الأعلى المتسلط

على مملكة الخلايا كلها فى الجسم وجميع القوى الجسمية والعقلية تعتمد كليا على

المخ فى عملها وصحتها وسلامتها فهو المدبر والمحرك لجميع حركاتها ونشاطها

وببعث أوامره الى أكثر من 500 عضلة فى جسم الإنسان ويتلقى منها الرد

والاستجابة المختلفة ويعرف منها حالتها حاليا من ردها وهو الذى يأمر بالحركة

والاستجابة وفقا لكل موقف أو متغير يحيط بالإنسان من حوله بناء على ما يصل إليه

من الحواس الخارجية وما يقوم به من تفكير وتفاعل داخلى .

سادسا : أثبت العلماء أن نشاط المخ لا يتوقف فقط على نوع المخ نفسه ودقة

تركيبة وعمق تلافيفه الداخلية وشبكة الممرات الداخلية به ودرجة النشاط الكهربى

له وسرعة الإشارات العصبية فيه وحيوية خلايا المخ و إنما بجوار ذلك مجرى الدم

فى خلايا المخ لها تأثير فعال على نشاطه وعنصر جوهرى من عناصر قدرات العقل

العالية وقالوا يجب أن يكون دم الإنسان به ولو نسبة قليلة من السيولة حتى يجرى

الدم بسرعة وخفة بداخل الجسم والمخ وأكدوا أن إصابة الإنسان بالضغط العالى

يؤثر علية جدا فى قدرته العقلية ويقلل من ذكائه لما يكون فيه من إجهاد وضغط على

خلايا المخ وأن أصحاب الضغط العالى هم أكثر البشر قليلى العمر وأكثرهم الاصابه

بالسكتة المخية وفضلوا أصحاب الضغط المنخفض وقالوا هم الذين طبقا للدراسات

يعيشون أكثر ونشاطهم العقلى جيد لكنهم حذروا بشدة الأذكياء جدا والعباقرة حيث أن

نشاط المخ لديهم أعلى بكثير من الإنسان العادى مما يتطلب تغذية مستمرة من الدم


والأكسيجين ويأمر المخ القلب فى هذه الحالة بالعمل أكثر من أجله مما يزيد قليلا

من عدد وسرعة ضربات قلوبهم وقدموا إليهم نصيحة واحدة فقط وقالوا كلما أمكن

اذهبوا النوم إن النوم والراحة هو المعوض الوحيد لكم وهو الذى يريح القلب

والعقل من الإجهاد .

سابعا : مهام العقل البشرى غير محصورة أو محدودة أبدا وتختلف من إنسان لأخر

ومن كبير لصغير ومن رجل لـ امرأة لأن اختلاف البيئات والمجتمعات وأساليب

التفكير وأنماط الحياة والعمل جعل هذه المهام لا يمكن حصرها أبدا مهما فعلنا غير

أن الغريزة والمشاعر والعواطف يلعبون دورا هاما فى حياة كل إنسان وعلى

الأساليب والسلوكيات وان مهمة العقل أن يتحكم ويقوى ويقوم وأن يكيف ويعدل

ويوجه يقلل أو يزيد من السلوكيات التى تكون الغريزة البشرية ورائها ( الغريزة

المقصود بها النوم والطعام والجنس … وكل ما خلق فينا خاص بالجسد واحتياجاته

اليومية ) وسلوك الإنسان العام هو خليط من العقل والفكر والمشاعر والغرائز

وكلما كان الكل منسجما تماما لا يطغى جانب على الآخر كلما كان هذا الإنسان سليم

فكريا ونفسيا وناجح اجتماعيا .


الخــــلاصــــــة :

إن العقل وحدة لا يقدم الدوافع والغرائز وحدها لا تقدم الأنماط والأساليب ولكن كما

قلت السلوك مزيج منهما معا فنحن حينما نكون قراراتنا أو نصدر أحكامنا على شئ

ما أو نأخذ معتقداتنا حول شئ ما ونعمل ونتصرف ونسلك بمقتضى ذلك لا يكون كل

ما سبق صادرا من العقل وحدة فقط بل إن المشاعر والعواطف والغرائز تداخلت فى

هذه القرارات أو الأحكام والمهم هنا هو التحكم الكامل فى طرق التفكير ويجب أن

تكون حيادية ومنطقية لأن لو طغت المشاعر والعواطف على قراراتنا فى موضوع

ما سوف تكون كارثة وتصبح قراراتنا كلها غير سليمة وخصوصا التى تتخذ فى وقت

غضب أو تحت ضغوط نفسية وعصبية وقد تخسرنا الكثير جدا هذه الأحكام

والقرارات .

ولو طغت الغريزة على قراراتنا سوف تكون كارثة أكبر لأنة حينما يصمت العقل

وتتحدث الغريزة بداخل الإنسان يصبح مثل الحيوان تماما وممكن أن تسبب له الدمار

والضياع بكل صورة ونحن نسمع يوميا فى الجرائد وفى صفحة الحوادث عمن

تملكهم الغضب والانفعال وارتكبوا جرائم دمرت مستقبلهم فى لحظات ولو توقفوا

قليلا وسمعوا صوت العقل بداخلهم لما حدث لهم ذلك وأيضا حوادث الاغتصاب

وإدمان المخدرات النابعة عن الغرائز البشرية الغير سليمة تسبب الدمار التام لمن

يسمع صوت الغريزة بداخلة ويسكت صوت العقل بداخلة .


ولو طغى العقل على أحكامنا وقراراتنا سوف تسبب لنا المتاعب حيث أن الكثير من

الأمور والمشاكل تحتاج بجانب العقل المشاعر فى تقيمها والعواطف فى أضافه

لمسة حانية أو بشرية لها وعلى سبيل المثال حينما تقرر الأم عقاب أحد أولادها إن

لم تضع مع قرارها العقلى بالعقاب حنان الأم ومشاعرها سوف تخسر كثيرا جدا

يعنى تضرب باليسار وتجرح وتحنو وتعالج الجروح بيمنها .. وكذلك المشاكل

العاطفية بين الأحباء والأصدقاء إن لم يكن فيها للعواطف والمشاعر دورا مع


قرارات العقل سوف لا تحل هذه المشاكل بل تزيد وتكبر وتأتى الخسائر كثيرة من

قرارات عقل صلب الرأي لا يشعر . وهكذا الأمثلة كثير ولن تنتهي.

المصدر:موقع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم

 

 

http://www.qk.org.sa/vb/showthread.php?t=8331