ايها الإنسان ...لديك قلب كبير ...فلتسامح إذن ..

 

يقول برايان تريسي :
إن الشخصية السليمة التي تتمتع بالصحة النفسية هي التي تسامح ...
بعض الناس يحملون في أنفسهم حقداً لمدة طويلة ولأمر قد يكون بسيطاً ....
إن النفس لاتستطيع أن تتحرر من القيود وتتحرر من الضيق إلا بالمسامحة



وأول شخص تسامحه : الأبوان ...
لقد لاحظنا ..ان كثيراً من الناس لايزالون يشعرون بالغضب ضد ابويهم ...بسبب شئ فعلاه أو شئ حرماه منه ...
السبب هو أننا في الطفوله كنا ننظر إلى الأبوين كشئ مقدس وفوق البشر ....
ثم لانتصور كيف أنهما بشر من طين وأنهما يخطآن ...ويصدر عنهما شئ سخيف ....وهكذا يصعب على بعض الأفراد أن يسامحوا أبويهم ...
غير أن علينا أن نسامحهما ....علينا أن نسامحهما مئه بالمئه ... لن نصل إلى النضوج حتى نسامحهما ...

من علينا ان نسحامه بعد الأبوين ؟؟!!
كل إنسان آخر ...كل من أزعجنا وآذانا ...نسامح بكرم ... نقبل المسؤولية نحن ... كثير من الأشخاص عاشوا سنوات طويلة وهم يحملون الأحقاد ...
بينما المسامحه مقياس صحيح للصحة النفسية ...
والمسامحه لاتعني المحبة ...إنما المهم أن تسامح ... هذا ضروري لتحقيق إمكاناتك ..

والشخص الثالث الذي عليك أن تسامحه هو نفسك ... سامح نفسك عن كل حمق او سوء أخلاق أو ذنب .. سامح نفسك ...
إنك إنسان لا أكثر ...
لا تستطيع ان تتقدم بدون مسامحة الذات ... إننا حينما نتكلم ونتكلم عن اخطائنا فنحن نعتذر عن عدم قردتنا على التقدم ...نحن نرسخ عدم قدرتنا على التقدم ..

-يسألني الناس : كيف أكون شاعراً بالمسؤولية إذا كنت لا اقبل أن ألوم نفسي ؟؟
هنا ملاحظة هامة ... وهي أن الشعور بالمسؤولية هو نظر إلى المستقبل ...بينما اللوم هو نظر إلى الماضي ...

وإذا اخطأت بحق إنسان فعلاً فاذهب إليه وقل له : لقد أخطأت فسامحني ...
هذا قد ينهي قطيعة طويله ...لماذا لايعتذر الناس ؟؟
إنهم يظنون الاعتذار ضعفاً ...والحقيقه أن القوي هو الذي يعتذر حين يكون قد أخطأ فعلاً في حق إنسان
انتهى حديث برايان ..


اما اذا رأينا التسامح من الناحية الدينية ...فنجد أن جميع الاديان السماوية تدعوا إليه ...وعلى رأسهم الإسلام ...متمثلاً بآيات قرآنية ...تدعو إلى التسامح ...
يقول الله عزوجل :(وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )
( فاصفح عنهم وقل سلام ٌ فسوف يعلمون )
( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم إن الله غفور رحيم )
( فاعف عنهم وأصفح إن الله يحب المحسنين )
(فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره , إن الله على كل شئ قدير )
وغيرها من الأيات التي تحثنا على العفو والتسامح ...
فبذلك تكون من الناحيه الشرعية .... التسامح والعفو واجب ... حيث لاحظنا جميع الآيات جائت بصيغة امر .. وهذا يوجبها على المسلم ...

وأيضا يعتبر الغضب وهو نقيض التسامح الذي يولد الحقد والكره ... يؤدي إلى اضاعة طاقة العصبية بغير فائدة ...حتى إذا احتاج إلى أعصابه لم يجدها في خدمته لتلبي رغباته . . وتستجيب لإرادته ,,, حيث انه كلما استجاب المرء لانفعالاته العاطفيه خسر قسماً من طاقته العصبيه ..!!

فيقول علماء النفس في هذا المجال (( من المعلوم أن جسم كل منا يعد خلال كل أربع وعشرين ساعة ... كمية من التيار العصبي تختلف بحسب كل فرد .... ولكنها محدوده للجميع على السواء ...))
وضعاف الأبدان ينفقون هذا الطاقه الثمينة على غير جدوى ...ويبذرونها تبذيراً ... لو احتفظوا بها لأثمرت إيما إثمار في تحسين حياتهم ..

لذلك ... لنبدأ من الأن تعويد أنفسنا على التسامح ... لكي نخلص ذواتنا ...من ذيفانات وآثار الغضب والحقد والكره ... ونستفيد من طاقتنا المهدره في تلك الأنفعالات