انخفاض حرارة الجسم: أسبابها, أعراضها

تنخفض درجة حرارة الجسم عندما تكون خسارته للحرارة أكبر من إنتاجه لها، حيث يسبب ذلك هبوط درجة حرارة الجسم إلى ما دون 35 درجة (95 فهرنهايت) في حين أن درجة حرارة الجسم الطبيعية حوالي 37 درجة (98.6 فهرنهايت ) وهي تعتبر حالة إسعافية .

وحسب المعجم الطبي فهي الحالة التي تنخفض فيها درجة حرارة الجسم عن 37 درجة (98,6 فهرنهايت (بالمقابل فإن ارتفاع درجة الحرارة تحدث عند التعرض لضربة حرارية وتترافق بصدمة حرارية .

من الأعراض التي تظهر عند انخفاض درجة حرارة الجسم الارتعاش والتخليط الذهني كما يحدث اضطراب في وظيفة القلب والجهاز العصبي وأجهزة الجسم الأخرى , هذا وإن عدم تدبير هذه الحالة قد يؤدي في النهاية إلى قصور في الجهاز التنفسي والقلب وقد يؤدي إلى الموت .



من الأسباب التي يمكن أن تحرض انخفاض درجة حرارة الجسم عند التعرض لها نذكر :

         التعرض المطول لظروف البرد كالبقاء لفترة طويلة خارج المنزل في الطقس البارد أو تدفئة المنزل غير كافية

         المطر

         الرياح

         التعرض للماء البارد

أنواع انخفاض درجة حرارة الجسم :

حسب سرعة خسارة الجسم للحرارة , فإن انخفاض درجة حرارة الجسم يقسم إلى :

-          انخفاض حاد : عندما يحدث فقدان سريع للحرارة كالغرق في الماء البارد

-          Exhaustion hypothermia انخفاض درجة الحرارة بسبب الإنهاك : عندما يفقد الجسم القدرة على توليد الحرارة بسبب التعب .

-          انخفاض مزمن : فقدان الحرارة يحدث ببطء على المدى الطويل ويكون شائع عند المسنين الذين يعيشون في ظل تدفئة منزلية غير كافية أو الأشخاص في المناطق ذات المناخ البارد .

تطور حالة انخفاض درجة حرارة الجسم :

عندما يبرد الجسم فإن الاستجابة الطبيعية التي تهدف لتدفئته تكون بزيادة الحركة وتغطية الجسم أو الدخول للمنزل , لكن في حال استمر التعرض للبرد فإن نظام الحماية الذاتي في الجسم سوف يحاول منع حدوث أي فقد آخر للحرارة عن طريق :

-          الارتعاش يحافظ على درجة حرارة الأعضاء الرئيسية

-          إنقاص الجريان الدموي الجلدي

-          تحرير الهرمونات الضرورية لتوليد الحرارة .

لكن باستمرار التعرض للبرد فإن الاستجابة السابقة لن تكون كافية للمحافظة على درجة حرارة الجسم ويحدث بالنتيجة استنزاف لطاقة الجسم مما يؤدي إلى توقف الجسم عن العمل تدريجياً .ومع الوقت يتوقف الارتعاش ويتباطأ النبض وهذه المرحلة المهددة للحياة تكون سريعة التطور ومن هنا أتت أهمية تدبير انخفاض درجة حرارة الجسم كحالة إسعافية .

 أصحاب الخطورة العالية للتعرض لانخفاض درجة حرارة الجسم :

         المسنين أو المرضى العاجزين عن الحركة :بسبب التدفئة غير الكافية أو قلة الأكل أو قلة النشاط .

         التعرض الشديد لظروف البرد : كالأشخاص الذين يقضون وقت طويل خارج المنزل مع عدم ارتداء الملابس المناسبة كهواة تسلق الجبال أو التزحلق على الجليد .

         الأطفال :فقد يتعرض الطفل لفقد سريع للحرارة إذا ترك في غرفة باردة لفترة طويلة بسبب عدم تطور قدرة الجسم على تنظيم الحرارة لديه .

أعراض وعلامات انخفاض درجة حرارة الجسم :

العرض هو مايشعر به المريض ويشكو منه , بينما العلامة فهي مايلاحظه ويشخصه الطبيب . فنقول مثلاً عن الوسن (النعاس) أنه عرض بينما توسع الحدقة علامة .

يعتمد ظهور أعراض انخفاض درجة الحرارة على كل من مقدار انخفاضها والوقت الذي حدث فيه التعرض لها .

فانخفاض درجة حرارة الجسم إما أن يكون خفيف حيث يستطيع الجسم ضبط القشعريرة بنفسه أو متوسط إلى شديد عندها يكون من الصعب ضبط القشعريرة وفي هذه الحالة تتطلب علاج سريع في المشفى.

انخفاض درجة الحرارة الخفيف :32 -35 درجة (90-95 فهرنهايت(

         برودة الجلد وشحوبه

         الشعور بالانزعاج في درجات الحرارة الأعلى من الطبيعي

         الشعور بالبرد

         انخفاض طاقة الجسم

         الارتعاش

انخفاض درجة حرارة الجسم المتوسط 28-32 درجة (90-95 فهرنهايت(

         فقد القدرة على التركيز والانتباه

         التشويش الذهني (لايدرك البعض أنهم مرضى (

         صعوبة بالحركة والتوازن

         الوسن

         شعور بالخوف

         Fumbling hands اضطراب حركة اليدين ونقص التناسق

         لامبالاة

         نقص المحاكمة العقلية والمناقشة

         عدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح كمحاولة نزع الملابس رغم البرد .

          خمول

         انخفاض طاقة الجسم

         فقدان الذاكرة

         تنفس بطيء وسطحي

         كلام متداخل

         ارتعاش شديد

         نبض خيطي

         وهن

انخفاض درجة حرارة الجسم الشديد إلى مادون 28 درجة (82 فهرنهايت(

         فقد السيطرة على اليدين والقدمين والأطراف

         ارتعاش لايمكن السيطرة عليه ويتوقف بشكل مفاجئ

         فقد الوعي

         تنفس سطحي أو غيابه

         نبض خيطي غير منتظم أو غيابه

         صلابة عضلية

         توسع حدقة

قد يبدو الطفل بحالة جيدة بالرغم من انخفاض درجة حرارة جسمه , لكن يكون الجلد بارد وقد يلاحظ عليه الإنهاك وهمود غير معتاد ورفض الطعام .

درجة حرارة الجسم الطبيعية عند الأطفال هي 36,5 -37,5 درجة(95-100 فهرنهايت ) .ويحدث انخفاض درجة حرارة الجسم عندما تصبح أقل من 35 درجة (95 فهرنهايت ) لكن الانخفاض الخفيف قد يبدأ عند درجات حرارة أعلى من ذلك .

في بعض الأحيان يصعب على الشخص استيعاب مايحدث لديه من انخفاض درجة حرارة جسمه وسبب ذلك هو التطور التدريجي للأعراض بالإضافة إلى التشويش الذهني المرافق للحالة لديه

خلع الثياب المتناقض :

20 -50 % من الوفيات بانخفاض درجة حرارة الجسم تكون مترافقة مع خلع الثياب المناقض للحالة .يحدث ذلك في حالة الانخفاض المتوسط إلى شديد لدرجة الحرارة حيث تترافق مع التخليط الذهني والتيهان .فيبدأ المريض بالتخلص من ثيابه وهذا بدوره يزيد خسارة الجسم للحرارة . لذلك يتم تأمين تقنيات لفرق الإنقاذ لمنع حدوث ذلك في المرتفعات الجبلية .

طرحت نظريات عديدة لتفسير هذه الظاهرة منها حدوث خلل محرض بالبرد في الوطاء _ جزء الدماغ المنظم لحرارة الجسم

تفسير آخر أنه يحدث تقبض في الأوعية الدموية المحيطية يليه استرخاء مما يؤدي إلى تدفق مفاجىء للدم ويشعر المريض بارتفاع شديد لدرجة حرارة جسمه

ليس كل انخفاض لدرجة حرارة الجسم متعلق بظروف الطقس الخارجية :

إن التعرض للطقس البارد خارج المنزل ليس دائماً هو السبب وراء حدوث انخفاض درجة حرارة الجسم , فمثلاً قد يحدث انخفاض خفيف لدرجة حرارة الجسم لدى شخص مسن وهو في منزله وفي درجة حرارة تكون مقبولة بالنسبة لشاب أو شخص بكامل صحته . وقد يحدث نفس الشيء عندما تكون تدفئة المنزل غير كافية .

تكون الأعراض في مثل هذه الحالات مضللة وغير واضحة كعدم حدوث الشكل النموذجي للارتعاش , وقد يحدث في حالة الانخفاض الخفيف لدرجة حرارة الجسم وغير المتعلق بالتعرض للبرد: تشويش ذهني ونقص التناسق و دوار وغثيان وإقياء وتعب .

في مثل هذه الحالات وعندما تجد نفسك أمام شخص تظهر عليه علامات انخفاض درجة الحرارة أو كان لديك شك بأنه تعرض للبرد أو للماء البارد لفترة طويلة حاول أن تتخذ الإجراءات الطبية بأقصى سرعة بإدخال المريض للمنزل ونزع الملابس الرطبة وتغطيته بالبطانيات .

أسباب انخفاض درجة حرارة الجسم:

تنخفض درجة حرارة الجسم عندما تكون خسارته للحرارة أكبر من إنتاجه لها، حيث يسبب ذلك هبوط درجة حرارة الجسم إلى ما دون 35 درجة (95 فهرنهايت(

إن السبب الأكثر شيوعاً لانخفاض درجة حرارة الجسم هو التعرض لظروف البرد وخاصة لفترات طويلة ، ومن أمثلة ذلك:

         حوادث الغرق في الماء.

         ضبط أجهزة التكييف على درجات حرارة منخفضة جداً، يتضرر كبار السن والأطفال بشكل أكثرمن سواهم.

         تدفئة المنزل غير كافية.

         الملابس الرطبة.

         البقاء لفترة طويلة خارج المنزل في الطقس البارد، مع عدم ارتداء الملابس المناسبة.

خسارة الحرارة: تتم بعدة طرق:

         الإشعاع: معظم الحرارة نخسرها عبر سطوح الجسم المكشوفة (وخاصة الرأس(

         التماس المباشرمع الأجسام الباردة: إن ما يخسره الجسم عند التماس مع الماء البارد أكثر مما يخسره عند التماس مع الهواء البارد. فالتعرض لماء درجة حرارته 18 درجة قد يسبب انخفاض درجة حرارة الجسم بسرعة (بينما تعتبر الدرجة 18 مقبولة بالنسبة للهواء ولا تؤذي). ومن أمثلة التماس المباشر الملابس الرطبة (بسبب المشي تحت المطر مثلاً(

         الرياح: تحرك الرياح طبقة الهواء الدافئة المحيطة بالجسم وتسبب انخفاض درجة حرارته؛ ويدعى هذا التأثير بعامل الرياح (وهو مشعر خاص يقدر بأرقام تعبر عن شدة تأثير الرياح على درجة حرارة الطقس)؟ فعلى سبيل المثال إذا كانت درجة حرارة الوسط الخارجي صفر درجة (32 فهرنهايت) وكان عامل الرياح (-16) فإن الجسم يخسر حرارة وكأن درجة حرارة الوسط الخارجي هي (-16 درجة(

انخفاض درجة حرارة الجسم في سياق بعض العمليات الجراحية:

عندما يكون المريض تحت التخدير العام حيث لا يغدو الجسم قادراً على تنظيم درجة حرارته الداخلية. فتنزل درجة الحرارة إلى 36 درجة أو أقل من ذلك. وهي حالة شائعة في العمليات الجراحية رغم العناية الطبية الجيدة والحرص على إبقاء الجسم دافئاً.

خفض درجة حرارة الجسم بشكل مدروس:

في بعض الحالات نقوم متعمدين بخفض درجة حرارة الجسم مثل حالات الأذية الدماغية أو النوبات القلبية أو الإغماء. وذلك يقلل الخطر على حياة المريض ويزيد من فرصة نجاته.

عوامل الخطر:

تقدم السن: فالأشخاص الذين تجاوزوا الـ65 من العمر هم أكثر عرضة لانخفاض درجة حرارة الجسم. فمع تقدم العمر تنقص قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته كما تنقص حساسيته للبرودة.؛ فضلاً عن كثرة الأمراض التي تسبب اضطراب درجة حرارة الجسم عند هؤلاء المسنين. قد لا يكون المسن قادراً على التواصل في ظروف البرد أو يعجز عن الانتقال إلى منطقة دافئة.

الأطفال: الأطفال يخسرون الحرارة بشكل أسرع من البالغين عادة، لأن النسبة (مساحة سطح الرأس/مساحة سطح الجسم) أكبر عند الأطفال منها عند البالغين.

أحياناً يتجاهل الأطفال برودة الطقس ويلعبون في الخارج! أو لا يرتدون الملابس الملائمة للطقس البارد.

حديثو الولادة غير قادرين على توليد الحرارة مثل الكبار.

الاعتلالات الذهنية: كالعته، حيث تضعف المحاكمة العقلية...عندئذ قد لا يرتدي المريض الملابس الملائمة للطقس البارد أو لا يدرك خطورة التعرض للبرد. وكثيراً ما يخرج مرضى العته من منازلهم ويضلون الطريق مما يعرضهم للبقاء طويلاً في الجو البارد.

الكحول والمخدرات: يعطي الشخص شعوراً بالدفء، كما يوسع الأوعية الدموية مما يسبب خسارة المزيد من الحرارة عبر سطح الجلد. الكحول وكذلك المخدرات تُضعف المحاكمة العقلية...

بعض الأمراض: كقصور الغدة الدرقية، و سوء التغذية، والنشبة، والتهاب المفاصل الشديد، وداء باركينسون، والرضوض، وأذيات النخاع الشوكي.والحروق، والتجفاف، واضطرابات الأحساس في نهايات الأطراف، وقلة الفعالية الحركية، واضطرابات جريان الدم.

أدوية: مثل مضادات الذهان، والمُهدِّئات تضعف قدرة الجسم على تنظيم الحرارة الداخلية.

النشاطات خارج المنزلية: كاتنزه لفترات طويلة، تسلق الجبال، التزلج..

التشرد

مضاعفات انخفاض درجة حرارة الجسم:

يسبب انخفاض درجة حرارة الجسم-في حال عدم معالجته-قصوراً قلبياً وتنفسياً قد يكون مميتاً. بالإضافةإلى مضاعفات أخرى مثل:

         الشرث: أي أذية الأعصاب التي تغذي الأوعية الدموية الصغيرة، خاصة أوعية اليدين والقدمين. تحصل هذه الحالة عند التعرض المديد للبرودة الشديدة.

         عضة الصقيع: أي تأذي أنسجة الجسم بسبب البرد الشديد.

         الغانغرينا (الموات): تنخسر الأنسجة بسبب توقف التروية الدموية...قد تكون نتيجة تفاقم عضة الصقيع.

         قدم الخنادق: تأذي الأعصاب والأوعية الدموية الصغيرة في القدم نتيجة بقائها طويلاً في الماء.

كيف نشخص نوبة إنخفاض حرارة الجسم ( تبرّد الجسد )؟

تشخيص نوبة انخفاض درجة حرارة الجسم يعتمد بشكل رئيسي على العلامات الفيزيائية للشخص المصاب بالنوبة , كذلك إذا وجدت ظروف واضحة أدت بشخص مصاب بانخفاض حرارة الجسد إلى أن يصبح مريضا .

إذا تعرض شخص للبرد وكان مضطرباً أو قلقاً مع تنفس سطحي , يجب الشك بنوبة انخفاض الحرارة وبالتالي ولأنها حالة اسعافية أصلاً يجب طلب المساعدة الطبية فوراً.

أما بالنسبة للأطفال فإذا كان الطفل يلعب في الجو البارد وبدا هادئاً فجأة ولمدة طويلة أو أصبح مضطرباً بشكل خفيف فإن انخفاض حرارة الجسم قد يكون السبب.

الجلد قد يكون طبيعياً ظاهرياً ولكنه بارد والأطفال الأصغر سناً قد يبدون ضعيفين وهادئين بشكل غير اعتيادي وقد يرفضون الطعام , عندها إذا كان هنالك شك بنوبة انخفاض الحرارة يجب طلب المساعدة الطبية.

يمكن أن يكون التشخيص غير واضح إذا كانت الأعراض خفيفة وهذا يمكن أن يحدث عند أشخاص أكبر عمراً وداخل المنزل يشكون من أعراض الاضطراب وضعف التنسيق والكلام غير المفهوم أو المجزّأ ,عندها وفي مثل هذه الحالة فإنه من الضروري قياس درجة الحرارة من أجل الوصول إلى تشخيص ناجح.

سوف يتم قياس حرارة الجسم المركزية من الأذن أو الجبهة مباشرة ولكن في بعض الأحيان من الضروري استعمال مقياس الحرارة المستقيمي.

لتشخيص وجود نوبة انخفاض حرارة الجسم يجب أن تنخفض الحرارة إلى أقل من 35°C أو95°F.

ماهي خيارات علاج انخفاض حرارة الجسم ؟

بما أن انخفاض حرارة الجسم حالة مهددة للحياة , لذلك فالعناية الطبية مطلوبة بأقصى سرعة ممكنة .

تهدف المعالجة إلى منع خسارة أكبر للحرارة مع تدفئة المريض بلطف وبالتدريج.

إذا كنت بانتظار العلاج الدوائي ليصل , قم باتباع النصائح التالية لتمنع فقدان أكبر للحرارة :

أمور يجب القيام بها لعلاج نوبة انخفاض حرارة الجسم:

الخطوة الأولى للعناية بالمريض :

         انقل المريض إلى داخل المنزل في حال تواجده خارجاً , أو إلى أي مكان دافئ بأقصى سرعة ممكنة , في حال عدم التمكن من نقل المريض من المكان البارد احمه قدر المستطاع من البرد والرياح الباردة.

         حالما تؤوي المريض قم بإزالة أي ملابس مبللة عنه وجفّف المريض بلطف ,وإذا تطلب الأمر قص الملابس المبللة لتجنب الحركة الزائدة للمريض. ولكن القاعدة أن تتصرف بلطف دون احداث ضرر بجسم المريض الهش.عند مساعدة المريض المصاب بنوبة انخفاض حرارة جسمه لاتقم بتحريكه إلا عند الضرورة.

         غطِ المريض بالبطانيات والمناشف والمعاطف ... (أو أي شيء بمتناول اليد ), بحيث تحمي الرأس- بتغطيته تاركا فقط الوجه مكشوف - والجذع أولا.

         حرارة جسمك قد تساعد مريضا مصاب بنوبة انخفاض الحرارة , احضن المصاب بلطف مع جعل جلدك ملامسا لجلده

         زيادة النشاط ولكن لحد لا يصل معه إلى التعرق , لأن ذلك سوف يسيئ للحالة ويعيد الجلد للبرودة مجددا.

         أعطي المريض مشروبات دافئة إذا أمكن (ولكن ليس الكحول أو الكافئين) ,أو أطعمة عالية المحتوى من السعرات الحرارية (مثل الشوكولا) للمساعدة في تدفئة المصاب.

         استعمل الرفادات الدافئة والجافة , والرفادة الأفضل والأولى في الاستعمال هي ( الكيس البلاستيكي المملوء بالسائل الدافئ ,والتي تعمل على تدفئة المريض عندما تُعصر أو يُضغط عليها) , أو رفادة من الماء الدافئ في زجاجة بلاستيكية , أو منشفة مجففة دافئة. طبق الرفادات الدافئة على الرقبة ,جدار الصدر ,أو المنطقة الإربية ولكن لا تطبقها !! على الأطراف العلوية أو السفلية.

         حالما ترتفع حرارة الجسم ,حافظ على المصاب دافئاً وجافاً .

والقاعدة دوما: من الضروري جدا أن تعامل المصاب بنوبة انخفاض حرارة الجسم بشكل لطيف وبحذر.

أمور يجب تجنبها :

         لاتقم بتطبيق حرارة مباشرة (ماء ساخن أو الرفادات الساخنة) على الأطراف ,هذا يجبر الدم البارد على العودة إلى الأعضاء الرئيسية وهذا يسيئ إلى الحالة أكثر مما يحسنها.

         لاتقم بإعطاء المصاب أي مشروب كحولي لأن ذلك سوف يخفض من قدرة الجسم على الحفاظ على الحرارة المكتسبة لاحقا.

         لاتقم بأي احتكاك أو تدليك لجلد المصاب , لأنه يسبب توسع الأوعية الدموية ويخفض قدرة الجسم على الاحتفاظ بالحرارة المكتسبة لاحقاً. في الحالات الشديدة تشكل نوبة انخفاض حرارة الجسم عامل خطورة للإصابة بنوبة قلبية.

         لاتقم بتدفئة المصابين الأكبر سنا بوضعهم في حمام , لأن ذلك قد يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

العلاج الدوائي :

الحالات الشديدة من انخفاض حرارة الجسم تحتاج علاج دوائي فوري في المشفى.

الارتعاش معيار جيد للدلالة على شدة نوبة انخفاض درجة حرارة الجسم .إذا كان المصاب بالنوبة قادر على ايقاف الارتعاش إرادياً فهذا معيار على أن انخفاض حرارة الجسم خفيف الدرجة ,أما إذا لم يستطع إيقافها فهذا يعني أن الدرجة متوسطة إلى شديدة.

إذا فقد الجسم حرارة أكبر فإن الارتعاش سوف يتوقف كليا,ضربات القلب سوف تتباطئ والمصاب سوف يفقد الوعي تدريجياً مع فقدان النبض والتنفس, عندها المساعدة الاسعافية يجب أن تجرى في الحال مع انعاش المريض باجراء عملية التنفس الاصطناعي (فم – فم + ضغط الصدر) ريثما تعاد تدفئة المصاب.

العلاج الدوائي يرفع حرارة المريض بدءاً من الداخل , هذا يُجرى بإعطاء المصاب سوائل وريدية دافئة .

في الحلالات الشديدة يمكن أن نستخدم الديلزة الدموية أو المجازة القلبية الرئوية , وهدف هذه المعالجة هو أخذ الدم من الجسم وتدفئته ومن ثم إعادته إلى الجسم ثانيةً .

تتم تصفية الدم بواسطة كلية صناعية ,بشكل مشابه للديلزة التي يخضع لها مرضى الفشل الكلوي .

إعادة تدفئة الطرق الهوائية يتم باستعمال الأوكسجين الرطب من خلال القناع أو الأنبوب الأنفي بحيث تستعيد الطرق الهوائية حرارتها وبالتالي نساعد على رفع حرارة الجسم تدريجيا.

غسل الأجواف: عملية من خلالها نستخدم محلولاً مائياً مالحاً (محلول فيزيولوجي) ودافئا لتدفئة المعدة والكولون والمثانة .

لإيصال المحلول الدافئ إلى الأجواف نستخدم أنبوب صغير بحيث نوصله عبر الحنجرة إلى المعدة وعبر الإحليل إلى المثانة وعبر المستقيم إلى الكولون.

الوقاية من انخفاض الحرارة :

ابقَ دافئاً في الجو البارد :

قبل الخروج في الجو البارد تذكر النصيحة التي تتلخص في الاختصار : COLD وتتضمن :

Cover الغطاء ، overexertion : الجهد الزائد ، layers: طبقات الألبسة ، dry : الجفاف ولكي تتعرف أكثر إلى بنود هذه النصيحة تابع معنا :

         الغطاء: البس قبعة أو أي غطاء واق آخر لتمنع فقد حرارة الجسم عن طريق الرأس او الوجه أو الرقبة ، غط يديك بذلك النوع من القفازات الذي يبقي الأصابع الأربعة عدا الإبهام على تماس مع بعضها فهذا النوع أكثر فعالية من القفازات العادية لأنه يحافظ على تماس الأصابع مع بعضها .

         الجهد الزائد : تجنب النشاطات التي تسبب تعرقاً زائداً فتبلل الألبسة مترافقاً مع الجو البارد يسبب خسارة الجسم لحرارته بسرعة .

         الطبقات : البس ألبسة فضفاضة متعددة الطبقات وخفيفة ومثبتة بإحكام ، فعلى سبيل المثال بالنسبة للألبسة الخارجية فتلك المصنوعة من أقمشة محبوكة بإحكام ومضادة للماء هي الأفضل للوقاية من تأثير الرياح أما بالنسبة للألبسة الداخلية فالصوف والحرير والبولي بروبيلين تحفظ الحرارة بشكل أفضل من القطن .

         الجفاف : ابق جافاً ما استطعت ، انزع الألبسة المبللة وحافظ على جفاف اليدين والقدمين فالثلج يمكن أن يتسرب بسهولة إلى داخل القفازات أو الأحذية .

المحافظة على سلامة الأطفال خارج المنزل :

عليك بوقاية الأطفال من انخفاض الحرارة في الجو البارد بالطرق التالية :

         ألبس الأطفال وصغار السن طبقة زائدة عما يلبسه الراشدون في نفس الظروف الجوية .

         قلل من الفترة التي يقضيها الأطفال خارج المنزل في الجو البارد .

         اجعل الأطفال يدخلون إلى المنزل بين الفينة والأخرى لكي يحصلوا على قدر من الدفء بشكل مستمر .

 

السلامة في السيارة في الشتاء :

خلال أشهر الجو البارد احتقظ بمعدات الطوارئ في السيارة والتي تتضمن الأغطية وأعواد الثقاب والشموع ولوازم الإسعاف الأولي والأطعمة المجففة والمعلبة وفتاحة علب واصطحب جوالاً معك إن أمكن .

إذا اضطررت للتوقف لسبب ما فجمع كل الأشياء في السيارة إلى جانب بعضها وغطها وشغل السيارة لعشر دقائق كل ساعة للحفاظ على دفئها وتأكد من فتح النوافذ قليلاً وعدم انغمار عادم الدخان بالثلج عندما يكون محرك السيارة مشغلاً .

اجراءات السلامة في الماء البارد :

ليس من الضروري أن يكون الماء شديد البرودة ليسبب انخفاض لحرارة ، فأي ماء تنخفض حرارته عن درجة حرارة الجسم الطبيعية يسبب فقداً للحرارة .

النصائح التالية يمكن أن تزيد من فترة تحمل الماء البارد في الحالات الاضطرارية :

         عليك بارتداء سترة النجاة : إذا ركبت في أي مركبة مائية فالبس سترة النجاة فهي تساعدك على البقاء حياً لفترة أطول عن طريق مساعدتك على العوم دون بذل أي مجهود إضافة إلى تامين قدر أكبر من العزل ولا تنس الاحتفاظ بصفارة متصلة بسترة النجاة لكي تطلب المساعدة .

         اخرج من الماء إن أمكن ذلك وبالسرعة القصوى عن طريق تسلق قارب مقلوب على سبيل المثال أو التشبث بأي جسم عائم .

         لا تحاول السباحة إلا إذا كنت قريباً من نقطة نجاة : فإذا لم تجد شخصاً أو سترة نجاة أو قارباً ابق ثابتاً لأن السباحة سوف تفقدك الطاقة وتقصر من فترة صمودك في الماء البارد .

         اجعل جسدك في وضعية تقلل من فقدان الحرارة : تدعى هذه الوضعية ب : the heat escape lessening position (HELP) أي بوضعية التقليل من فقد الحرارة ، حيث تساعد هذه الوضعية على التقليل من فقد الحرارة ريثما تأتي المساعدة ، قرب ركبتيك من صدرك لحماية الجذع ، وإذا كنت مرتدياً سترة نجاة فهي تجعل الوجه متجهاً نحو الأسفل في هذه الوضعية ، قرب الرجلين إلى بعضهما بإحكام و أبق الذراعين على الجانبين والرأس في الخلف .

         اقترب من الآخرين : إذا سقطت في الماء البارد مع أشخاص آخرين حافظ على الدفء عن طريق تشكيل حلقة مع باقي الأشخاص ووجوهكم متجهة نحو داخل الحلقة .

         لا تنزع لباسك ، بل على العكس احزم وزر وزم كل جزء من لباسك ، وغط رأسك إن أمكن، طبقة الماء بين اللباس والجسم تساعد في العزل ، عندما يتم إنقاذك انزع لباسك عندما تحصل على التدابير التي تجعلك دافئاً وجافاً .

مساعدة الناس الواقعين في خطر :

بالنسبة للناس الأكثر عرضة للإصابة بانخفاض الحرارة ( كبار السن ، الأشخاص الذين لديهم أمراض عقلية أو جسدية ، الأشخاص المشردون ) ، برامج المجتمع وخدمات الدعم الاجتماعي يمكن أن تساعد بالطرق التالية :

         تفحص تجهيزات المنازل لتفقد ما إذا كانت تؤمن التدفئة المناسبة في الطقس البارد .

         المساعدة في دفع تكاليف التدفئة .

         عن طريق برنامج غذاء المجتمع لتأمين تغذية كافية ومناسبة .

         مراكز تدفئة للمجتمع عن طريق تدفئة مواقع الحياة اليومية في الجو البارد .

         أساور السلامة للناس الذين يعانون من الخرف ويكونون عرضة للضياع بسهولة وضياعهم في الجو البارد يسبب مشكلة كبيرة لهم .

 

إجراءات يمكن اتخاذها لتجنب انخفاض الحرارة :

         إذا كان الجو بارداً : ارتداء اللباس المناسب قبل الخروج وارتداء قبعة دافئة .

         الأطفال لا يدركون درجة برودة الطقس عندما يلعبون لذلك يجب تغطيتهم جيداً .

         ارتداء الألبسة الحابسة للهواء (النفخ ) التي تحافظ على الدفء والألبسة المحبوكة بإحكام والمضادة للماء هي الأفضل للخروج .

         ضع ميزان حرارة في غرفة الطفل لتفقدها وحافظ على الحرارة بين 16 و20 درحة مئوية أو بين 60.8 و 68 فهرنهايت.

         شرب كمية كبيرة من السوائل والمشروبات الحارة ( تجنب الكحول ) والأكل جيداً بوجبات متوازنة تؤمن الطاقة .

         ابق نشيطاً في الأوقات الباردة ولكن ليس لدرجة التعرق فإذا كنت تتمرن خارج المنزل وتتعرق ، تأكد من تنشيف نفسك وارتداء ألبسة دافئة مباشرة بعد التدريب .

         امتنع عن شرب الكحول والكافئين و النيكوتين لأنها تفاقم فقد الحرارة .

         أبق المنزل دافئاً خلال الجو البارد ، وإذا كنت تتكبد الكثير من العناء لتأمين تكاليف التدفئة ، اقتصر على تدفئة غرفة واحدة فقط مع إغلاق النوافذ والأبواب للاحتقاظ بالحرارة .

         قم بزيارات طبية منتظمة لكي تتحكم بأي تأثيرات مرضية وإذا تناولت أية أدوية فاسأل عما إذا كانت تؤثر على قدرة الجسم على التجكم بحرارته .