المفاجــأة!

    نعرف أن كلمة (مفاجأة) محببة للنفس، حيث أنها في الغالب الأعم يقصد بها الخبر السعيد والجميل والغير متوقـع، فمجرد أن يقول لنا شخص أنه يحمل لنا مفاجـأة نبدأ نتساءل عن نوعية هذه المفاجأة وكيف يا ترى سيكون وقعها عندما نعلم بهـا.



 

 ولكن هناك بعض المفاجـآت نقول بأنها مفاجأة لنا ولم نكن نعلم بهـا سوى أنها ظهرت لنا فجـأة وهذه الكلمة اربطها هنا مع المفاجـآت التي يتفاجأ بها الآباء في أبنائهم عندما يأتيه اتصال من المدرسة مثـلاً فحوى هذا الاتصال (ابنك مدخن).. أو (ابنك لديه علاقات غير سوية).. وهنا نطرح سؤالاً.. هل هذا الخبر فعلاً مفاجأة للأب ولم يكن يشـم روائح مثل هذه الأخبار من قبل وعن بعد، ولم يكن يتحسس علامات الوصول إلى مثل هذه النتائج المؤلمة، أقول للأب نعم إن مثل هذه الأخبار هى مفاجـأة.. ولكنها مفاجأة لك أنت وحدك! لأنك غفلت عن ابنك ولم تتابع تطوره واحتياجاته المختلفة خلال مراحل نموه، ولم تتعرف على أصدقاءه أو تسأل عنه في المدرسة أو حتى تلقي نظرة على غرفتـه، لذلك تقول الآن إنني تفاجأت بابني وكيف يصدر هذا الفعل منـه، ولكن أؤكد هنا أن أي فعل لا بد له من مقدمات، وأغلب هذه المقدمات كنت أنت السبب الرئيسي فيهـا.. فلا عذر للجهل هنـا لأن الأعذار لا يغني شيئاً في مثل هذه الأوضـاع، لقد تأخر عن البيت ولم تقم بسؤاله.. أين كنت ومع من؟، وتأخر في دراسته ولم تكلف نفسك بالسؤال عنه في مدرسته، وكان يطلب منك زيادة المصروف ولم تلاحظ هذا الأمر طالما أن الأمور تسير ولا مشاكل في الوقت الحاضر، كل هذه المؤشـرات كانت تنذر بالخطر وكان عليك أن تنتبه حتى لا تكبر مفاجأتك في ابنـك!.