المساواة بين الأولاد في ضوء الشريعة الإسلامية

نظر الغرب إلى العرب منذ قديم الزمان و حتى الآن إلى العرب على أنهم مجتمع ذكوري بحت مهمش دور المرأة فيه وذلك لجهلهم بجوهر الإسلام الحقيقي الذي دعا إلى المساواة بين الذكر والأنثى بغض النظر عن أعمارهم كلاهما سواء في الكبر أم الصغر.



إذا نظرنا إلى القرآن الكريم فإننا نجد أنَّ كل الآيات التي تتحدث عن العدل في القرآن الكريم يدخل تحتها الجميع بمن فيهم الأب الذي لا يعدل بين أولاده و منها، قول الله تعالى في محكم التنزيل: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً" "سورة النساء، آية 58"

وفي السنة النبوية المطهرة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني ، فأخذ أبي بيدي، وأنا غلام فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن أم هذا، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: " أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: " فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور" "حديث شريف رواه البخاري و مسلم ـ متفق عليه"

وفي السنة النبوية أيضاً أنه بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه، إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه، في ناحية القوم، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، قال: فلبث قليلاً، فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "فهلا على فخذك الأخرى، فحملها على فخذه الأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: الآن عدلت، رواه الإمام مسلم عن، الحسن بن علي رضي الله عنهما.

 

موقع الأسرة السعيدة