المرأة والرجل...هل يتفقان!!!

 كثيراً ماتتبادر إلى أذهاننا هذه الأسئلة..!!!
الرجل والمرأة هل يتفقان؟؟
الرجل والمرأة هل يفهمون بعضهم البعض!!
لماذا ترى المرأة زوجها مقصراً دائماً في حقها؟
لماذا يرى الزوج المرأة الأخرى مناسبة له أكثر من زوجته؟؟
وماذا عنك أيها الزوج؟؟ وماذا عنك أيتها الزوجة؟


 تقول الدراسات أن الرجل لايستطيع الاستغناء عن المرأة... والمرأة أيضاً لاتستغني عن الرجل.. ولكن إن أكثر المشاكل الزوجية التي تحدث يكون سببها عدم التواصل أو سيطرة أحد الزوجين على إدارة المنزل وعلى أفراد الأسرة...وبهذا لايعترف أحدهما للآخر بضرورة تقاسم أمور المنزل والأسرة.. وكثيراً مانرى بعض الأزواج المطلقين يعودا إلى الحنين لبعضهما ولحياتهما...وذلك أكبر دليل على الحب الذي يكون موجوداً بينهما والذي لايستطيعا المحافظة عليه والاحساس به إلا بعد فقدانه. 

إننا نرى في طبيعة الرجل اختلافات عن طبيعة المرأة وهذه الاختلافات لو أن أحدهما أخذها بعين الاعبار لكانت المشاكل بينهما قد قلت كثيراً ولكن للأسف المرأة تعتقد أن الرجل يفكر كما تفكر وينتبه لكل ماتنتبه إليه... والرجل أيضاً يعتقد أنه على المرأة أن تنتبه إلى كل ماينتبه إليه هو...وتحسب الأمور كما يحسبها هو....  

الرجل مثلاً لايستطيع التركيز في موضوعين في نفس الوقت، بل يركز في موضوع واحد ويهتم به، في حين أن المرأة على العكس من ذلك... فهي تمتاز عن الرجل بأنها تستطيع التركيز في أكثر من موضوع في وقت واحد، وهذه هي طبيعة التكوين البشري.
مثال على ذلك: المرأة حين يتكلم زوجها على الهاتف وهي في المقابل تريد أن تعرف من المتصل، وتلح عليه بالأسئلة، أماّ هو فيضيع تركيزه هنا ... ويفرغ ذلك من خلال التعصيب.
 
هناك طبع العند في المرأة وهو سلاح ذو حدّين إما أن يصيب أو العكس. بعض النساء لاترتاح إلا عندما تنفذ مابرأسها وتعنّد على هذا الموضوع، مع الإصرار والتصميم... وهو في بعض الأحيان يكون ضرورياً والبعض الآخر لا. وكل ماهنالك أنها تريد أن تكون هي المسيطرة على كل شيء، بغض النظر عن الشخص الذي تواجهه، حتى لو كان أقرب الأشخاص لها، ممّا قد يدمر العلاقة الزوجية، ويؤثر على الأطفال الموجودين.
 
أما الرجل فإما أن يكون صاحب كلمة و حكيم ورقيق أو أن يتحكم به الآخرون... فهو عمود المنزل، ويجب أن تكون القرارات التي يصدرها سليمة وبالتشاور والاتفاق مع الزوجة .
 
ولكن مانراه في مجتمعاتنا العكس من ذلك، إذ أننا من النادر أن نرى زوجان متفقان ويتقاسمان إدارة المنزل بكل ماتعني الكلمة... فإما أن تكون السيدة هي الآمر الناهي بالمنزل، أو أن يكون الرجل كذلك، ولكن اتفاق + تشاور + انسجام ... لم نرها إلا عند قلة قليلة من العائلات ....!!
 
ولنأتي إلى الرجل الآن... إن مايعيق تقدم العلاقة الزوجية أحياناً هو أنانية الرجل، وحبه لذاته أكثر من عائلته، من الضروري أكيد أن يحب ذاته، ولكن ليس لدرجة الغرور وتعظيم نفسه كثيراً وتحجيم انجازات الآخرين...وبالمقابل هناك نساء لديهن صفة الأنانية أيضاً، والرغبة الشديدة بتحجيم انجازات الآخرين كي لايشعرن بأن هنالك من هو أفضل منهن... وحتى لايفتحن مجالاً للرجال بأنهم أجدر منهن...
 
أما الرجل بما أنه هو الرجل، فمع الممارسة يتكون لديه اعتقاد بأن الرجل صلب وقوي وهذا هو المطلوب، ولكن ماهو غير مطلوب ثقافة العيب التي تتكون من جرّاء ذلك، المتمثلة في اعتقاده بان المرأة لاتصلح إلا لأن تكون في المنزل وعدم تأييده لعملها خارج المنزل .
 
أيضاً اعتقاده بأنه لايوجد امرأة تتفوق على الرجل بأي شيء وأن الرجل دوما هو الأفضل.. حيث أن مانلحظه في مجتمعاتنا هو غياب المسايسة والرقي في التعامل مع بعضهم البعض .
وهذا مايزيد من عناد المرأة وإصرارها على التفوق والتقدم مهما كانت العراقيل التافهة وأنها أكبر وأرفع وأقوى من ذلك ..... وهذه النظرية أثبتت نجاحاً كبيراً لدى كثير من النساء.
 
أما عن الرجل فالنظرية لديه هي: التفوق والإظهار للجميع بأنه الأقدر والأكفأ على القيام بأي عمل مهما كان شاقاً أو متعباً.
التفوق على غيره من الرجال والنساء أيضاً، فهم يجدون في المرأة الضعيفة مصدر قوة لهم. وهذه الصفة أحياناً تكون ميزة تعود على صاحبها بالنفع وأحياناً على العكس من ذلك .
 
لو حاولنا أن نسأل عدة نساء عن رأيهن بحياتهن مع رجالهن لوجدنا معظمهن تشكي من عدم تقدير زوجها لها وعدم إحساسه بالمسؤولية التي تقع معظمها على عاتقها... ونرى إحساسها بالتعب والعبء الكبير الذي يتركه الزوج لها، مبرراً بذلك تعبه الكبير خاج المنزل لتقديم لقمة العيش للأسرة...
 
في إحدى قصص العلاقات الزوجية وجدنا رجلاً ضاق ذرعاً من شكوى زوجته بأنه لايساعدها بشيء داخل المنزل.. وبأنه لايشعر بتعبها مع الأولاد وتربيتهم وتدريسهم وفي التنظيف والغسيل وغيره...وفي المقابل هو ينعتها بأنها لاتشعر بتعبه فهو يقضي يومه بين الحسابات والأوراق والعملاء...وغيره
 
وذات يوم نفذ صبر الزوج من شكوى زوجته وقال لها مارأيك بأنني مستعد لقضاء أسبوع كامل في المنزل والقيام بكل الأعمال التي تقومين بها وبكل رحابة صدر وسوف أثبت لك بأن كل ماتقومين به لايعادل يوماً واحداً من أيام عملي...بشرط أن تقومي أنت بالعمل مكاني في المكتب...
وافقت الزوجة على ذلك..!!!
 
مر اليوم الأول... وتبعه اليوم الثاني.... والزوج يلتقط أنفاسه بين الأولاد والطبخ والغسيل والتنظيف والرد على الهاتف وتوصيل الأولاد للمدرسة وتدريسهم واستقبال الضيوف...... وعندما وصل الزوج لليوم الثالث كان قد انهار تماماً وشعر بالضيق والتعب...
وركض مسرعاً إلى زوجته يرجوها أن تترك المكتب لتعود إلى عملها في المنزل.. وقبل انقضاء الأسبوع المتفق عليه.. وبدأ يشعر بالذنب لأنه لم يكن يقدر مدى التعب الذي كانت تتعبه زوجته...
 
إن هذه القصة التي حصلت مع هذين الزوجين ليست إلا قصة عامة تنطبق على الكثير من الأزواج حيث أننا نادراً مانرى زوجاً يقدر ويساعد زوجته في أعمال المنزل وذلك لأنه تربى في منزله على أن أمه هي المسئولة عن كل ذلك وأن أبيه مسؤوليته فقط خارج المنزل..
 
إننا نرى كثيراً من الرجال يتمنون أن تكون زوجاتهم إحدى الفنانات أو إحدى المديرات أو صاحبة شركة كذا..
وهذا التمني يدل على شعوراً بالنقص الذي يرونه في زوجاتهم...ولكن ذلك النقص هو بالأساس موجود عند معظم النساء وخصوصاً وأنه يزداد بعد الزواج... ولكنهم يرون في المرأة الأخرى المرأة الدااائمة الأناقة...المرأة الدااائمة الفرفشة...المرأة الدااائمة النشاط والحيوية والشباب...وينسون دائماً أن زوجتهم كانت في بداية حياتها الزوجية مثالاً للأناقة والحيوية والجمال...غير أن قطار الحياة يمر يمضي بها من محطة إلى أخرى....وفي كثير من المحطات ترى هي زوجها بأنه لايقف إلى جانبها لكي تمر بها بأمان وارتياح وسرور...مع أنها لو طلبت منه ذلك....لن يتردد...ولكن متى نراها تطلب.!!! ومتى نراه يساندها!!!