الكحة المستمرة: أنواعها وأسبابها وعلاجها

هل سبق أن أُصبت بالكحَّة "السعال" المزمنة؟ هل منعتك هذه الكحة عن النوم بسلام؟ هل تبحث عن حل لها؟ هل لجأت إلى الطبيب لطلب العلاج؟



تُعَدُّ الكحة "السعال" من الأمراض المزعجة والمقلقة للراحة سواء كان سببها عارضاً أم أنَّها نتيجة لمرض مُصاب به الفرد، وإذا أردت أن تعرف ما هي أسبابها ومتى يجب عليك زيارة الطبيب المختص لعلاجها، فتابعنا في هذا المقال.

أولاً: ما هي الكحَّة "السعال"؟

الكحة هي عبارة عن رد فعل دفاعي طبيعي للجسم للتخلُّص من المهيِّجات والميكروبات والجزئيات الغريبة والسوائل والمخاط في الممرات الهوائية، بدءاً من الفم والأنف ووصولاً إلى الرئتين، ورغم أنَّ السعال في غالبه هو فعل لا إرادي إلَّا أنَّه يمكن أيضاً أن يكون إرادياً، كما يمكن أن يكون مؤشراً لوجود مرض خطير وكذلك الأمر يمكن أن يكون بسيطاً ويتماثل الفرد للشفاء دون الرعاية الطبية.

يمر السعال "الكحة" عبر ثلاث مراحل رئيسة هي:

  • التنفس؛ أي استنشاق الهواء.
  • الضغط على الحلق والرئتين وإغلاق الحبال الصوتية.
  • خروج الهواء عند فتح الحبال الصوتية؛ مما يؤدي إلى انطلاق صوت مميز للسعال.

شاهد بالفيديو: أهم النصائح للوقاية من السعال والكحّة في الشتاء

ثانياً: أنواع الكحة "السعال":

تتعدد أنواع الكحة التي يُصاب بها الإنسان، ولقد قُسِّمَت إلى عدة أنواع وفقاً لمجموعة من المعايير وهي:

1. مدة استمرار الكحة "السعال":

ويُقسم وفقاً لذلك إلى:

  • السعال الحاد، هو الذي يستمر فترة زمنية قصيرة الأمد تقل عن ثلاثة أسابيع، وغالباً ما يختفي من تلقاء نفسه أو حتى مع علاج بسيط.
  • السعال تحت الحاد، وهو الذي يستمر فترة زمنية متوسطة الأمد؛ أي بين شهر إلى شهرين.
  • السعال المزمن أو السعال طويل الأمد؛ إذ يستمر فترة زمنية تتجاوز الشهرين.

2. طبيعة السعال:

أي هل يترافق السعال مع خروج بلغم أم لا؛ إذ يُصنَّف إلى الأنواع الآتية:

  • الكحة الجافة، وهي التي لا تحتوي على بلغم أو مخاط.
  • الكحة الرطبة، وهي التي تترافق مع خروج البلغم أو المخاط من الرئتين أو الجيوب الأنفية، وعادةً ما تتزامن مع صوت أزيز وضيق في التنفس.
  • الكحة الجافة التي تتحوَّل إلى رطبة والتي تحدث نتيجة الإصابة بالتهاب رئوي في معظم الأحيان.
إقرأ أيضاً: 5 وصفات طبيعيّة لعلاج السُعال المزمن في فصل الشتاء

التسميات الشائعة للكحة:

1. السعال الديكي "الشاهوق":

هو مرض سريع العدوى ويصيب الجهاز التنفسي بالالتهاب، وتحدث نتيجته حالات من الإغماء، وغالباً يُصيب الأطفال الذين لم يكملوا لقاحات التطعيم، كما يمكن أن يُصيب البالغين ممَّن تكون مناعتهم ضعيفة، ومن أعراضه احتقان أنف وعيون دامعة وحمَّى وسعال حاد ومتقطع.

2. السعال النباحي "الخانوق":

سببه تورُّم الشعب الهوائية نتيجة إصابتها بفيروس.

3. الكحة الموسمية:

التي تنشط مع اقتراب شهر كانون الثاني "ديسمبر".

4. الكحة الليلية:

التي تظهر خلال فترة الليل ولا سيما عند خلود الفرد إلى النوم.

ثالثاً: ما هي أسباب الكحة "السعال"؟

1. مرض الارتجاع المعدي المريئي:

وسببه ارتداد الحمض المعوي إلى المريء.

2. الربو:

ينتج مرض الربو عن التهاب الممرات التنفسية للرئتين وضيقها بالشكل الذي يمنع تدفق الهواء ووصوله إلى الرئتين؛ الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ضيق في التنفس وأزيز في الصدر والكحة.

3. الأدوية:

قد تحدث الكحة كنتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية، وتذهب عند التوقف عن تناولها مثل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين.

4. قصور القلب:

يسبب تراكم السوائل في الرئتين أو حدوث احتقان في الرئة؛ مما يؤدي إلى انقطاع النفس.

5. التهاب الشعب الهوائية "البرد الصدري":

هو عبارة عن التهاب أو تهيج مستمر في بطانة شعبتي القصبة الهوائية اللتين تنقلان الهواء من وإلى الرئتين؛ إذ تكون الكحة مصاحبة بمخاط سميك وبألوان مختلفة فقد يكون له لون صافٍ أو أبيض أو رمادي مائل إلى الأصفر أو أخضر ومن النادر أن يترافق مع الدم.

6. ذات الرئة "الالتهاب الرئوي":

هو عبارة عن عدوى تصيب الحويصلات الهوائية "الأكياس الصغيرة في الرئة" ويترافق مع المخاط وألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو حمى.

7. الإنفلونزا:

تُعرَف باسم النزلة الوافدة؛ وهي عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي وتختلف عن الزكام الذي يبدأ بشكل تدريجي، فالأنفلونزا تحدث بشكل مفاجئ وتترافق مع أعراض مثل الحمى والصداع والسعال والتعب والتهاب الحلق وألم العينين.

8. الزكام "نزلات البرد":

مرض فيروسي يُصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي؛ إذ يؤثر في الحلق والأنف.

9. الأنيميا:

بسبب نقص الأوكسجين في الدم.

10. المؤثرات البيئة:

استنشاق الهواء الملوَّث أو الأبخرة الكيميائية أو الدخان كلها تؤدي إلى الكحة.

11. التدخين:

يكون السعال حالة منتشرة بين جميع المدخنين تقريباً.

12. عوامل نفسية:

يوجد أفراد يتأثرون في المواقف والأحداث التي يمرون بها ويُصابون بالقلق والتوتر ويرافق ذلك حالات من السعال.

ومن المسببات أيضاً:

  • التهاب السحايا الذي يصيب المخ.
  • التهاب الأذن.
إقرأ أيضاً: كل شيء تريد معرفته عن الربو

رابعاً: متى تحتاج إلى استشارة طبية مختصة؟

في معظم الحالات يتماثل الفرد الذي يُصاب بالكحة للشفاء من تلقاء نفسه دون استخدام أدوية خلال مدة تتراوح بين عشرة أيام إلى أسبوعين، كما يمكن للعلاجات الطبيعية المنزلية حل الأمر والتخلُّص من السعال، لكن توجد أعراض معيَّنة لا يجب إهمالها عند الإحساس بها؛ بل يجب أن يقصد الفرد الطبيب لاستشارته فوراً، فقد تكون هذه الكحة مؤشراً على مرض يقبع وراءها ويحتاج إلى علاج.

من هذه الأعراض:

  • سعال مصحوب بالحمى.
  • الكحة المصحوبة بألم في الصدر وضيق في التنفس.
  • استمرار السعال لعدة أسابيع.
  • إذا كنتَ ممن يتناول أنواعاً من الأدوية النفسية ولا سيما مضادات الاكتئاب.
  • الكحة التي تتسبب بخروج بلغم أصفر اللون أو دم.
  • الكحة التي تمنعك عن النوم.
  • السعال المزمن في حالات التدخين أو الربو أو التهاب القصبات أو انتفاخ الرئة.

عند حدوث أي من تلك الأعراض يجب التوجُّه إلى الطبيب للوقوف على السبب الرئيس وتلقي العلاج المناسب وفقاً لوصفة طبية.

شاهد بالفيديو: 11 طريقة غير متوقعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا

خامساً: هل يمكن معالجة السعال "الكحة" بالطرائق الطبيعية؟

في معظم الحالات لا يحتاج السعال إلى علاج بالأدوية، فهو رد فعل طبيعي للجسم لتنظيف مجرى التنفس من كل ما يضر به، وجعل الرئتين خاليتين من الإفرازات الضارة التي تعوق التنفس بسلام، ويمكن اللجوء إلى العلاجات الطبيعية  المنزلية الآتية:

1. غسل الفم والغرغرة بالماء المالح:

تُعَدُّ طريقة فعالة في معالجة حالات السعال، فهي ذات تكلفة منخفضة وتناسب جميع الأعمار؛ إذ إنَّ الغرغرة تقتل البكتيريا المسؤولة عن إنتاج الحمض الموجود في الحلق، وتخفف من حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تصيب الجزء العلوي منه، كما أنَّها تزيل انسداد الأنف؛ إذ تعمل على إزالة المخاط الذي يتراكم في الجهاز التنفسي ومن ثم يشعر الفرد بالراحة، بالإضافة إلى مجموعة فوائد أخرى مثل التخلُّص من رائحة الفم الكريهة والتخفيف من التهاب اللوزتين وغيرها، ويجب أن تتم الغرغرة عدة مرات في اليوم الواحد تتراوح بين 3 إلى 4 مرات.

2. الزنجبيل:

يقلل من عدوى الجهاز التنفسي ويخفف من حالات ضيق التنفس؛ إذ يقلل من إفراز المخاط.

3. أوراق الجوافة:

لهذه الأوراق فوائد جمة، فهي تحتوي على نسبة جيدة من فيتامين c الذي يعقم المجاري التنفسية ويحمي ويخفف من الالتهابات، ويمكن تحضيرها عن طريق غليها بالماء، كما يمكنك تحليتها ببعض العسل.

4. الزعتر:

يحتوي الزعتر على مجموعة من المضادات الحيوية الطبيعية التي تساهم في القضاء على الفيروسات والبكتيريا.

5. نبات الجنكة:

في كثير من الأحيان تُستخدم في علاج مرض الربو؛ إذ تعمل هذه العشبة على توسيع الأوعية الدموية، ويساهم ذلك في زيادة تدفق الدم والذي يساهم في التخلص من مشكلة ضيق التنفس.

6. الشمر "البسباس":

يعمل على تفتيت البلغم ومنع تراكمه والتخلص منه.

7. الماء:

من أفضل العلاجات هو المحافظة على رطوبة الجسم عن طريق شرب كمية كافية من الماء.

8. العسل:

يحتوي العسل على خصائص مضادة للالتهاب وللأكسدة ومضادة للبكتريا.

ومن الطرائق الطبيعية المستخدمة في معالجة السعال الشاي الساخن مع الليمون والعسل.

سادساً: كيف يمكن تجنُّب الكحة "السعال"؟

  • الحصول على اللقاحات الخاصة بالأمراض التي تسبب السعال ولا سيما الأنفلونزا.
  • المحافظة على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار وعدم الاحتكاك المباشر مع الأفراد لتجنُّب انتقال العدوى.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فتلك التمارين أثبتت فاعليتها في الحصول على وزن مثالي وصحة جيدة وتخفيف من الإصابة بالكحة.
  • تجنُّب لمس العينين أو الأنف أو الفم قدر الإمكان.
  • الإكثار من شرب السوائل الساخنة للحفاظ على رطوبة الجسم والاستفادة من خصائص الأعشاب كالزنجبيل والبسباس والنعناع وسواها في تخفيف الإفرازات وتسهيل السعال.
  • اتِّباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية التي تساعد الجسم على القيام بوظائفه ومقاومة الأمراض.
  • تجنُّب التدخين.
  • قبل اللجوء إلى استخدام أي نوع من الأدوية يجب استشارة الطبيب.

في الختام:

إنَّ الكحة هي السبب الأول الذي يجعل المرضى يتوجهون إلى الطبيب، وتؤثر في الأفراد الحساسين تجاه التغيرات المناخية وذوي المناعة المنخفضة الذين يكونون أكثر عرضة إلى الإصابة بالأمراض من غيرهم؛ لذا من باب درهم الوقاية خير من قنطار علاج يجب على الفرد الاهتمام بصحته جيداً، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يحمل له الإصابة ليحمي نفسه ويحمي غيره أيضاً.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8




مقالات مرتبطة