القاعدة البلاتينية: 3 تقنيات قيادية تجعل فريقك يبذل أفضل ما لديه

بعد ثماني سنواتٍ من العمل في الجيش، تعلَّمتُ درساً قيادياً ثميناً؛ فبعد مرور تلك السنوات أسستُ أربع شركاتٍ واستضفتُ مئات ورشات العمل القيادية، ووجدتُ هذا الدرس قيِّماً الآن كما كان في الصحراء.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدير التنفيذي "جو ديرينع" (Joe Dering)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في اتباع القاعدة البلاتينية في الحرب والعمل.

لقد قُدِّم لي هذا الدرس القيادي على هيئة "القاعدة الذهبية"، وبالطبع، تنصُّ القاعدة الذهبية الأصلية على معاملة الآخرين كما تحب أن تُعامَل؛ لذا نظراً لذلك، تبنَّينا اسماً جديداً: "القاعدة البلاتينية".

بصفتي قائد فصيلة صغرى، كُلِّفتُ بقسم النقل الجوي رقم 101، وعندما وصلتُ، التقيتُ برقيب فصيلة مخضرم ونزق يُدعى "جورج ميتشيل" (George Mitchell).

في يومي الأوَّل، أجلسني الرقيب الأول "ميتشيل" وقال لي: "يا سيدي، يمكنك إحداث تغييرٍ حقيقيٍّ في حياة هؤلاء الجنود الصغار، وإن قمتَ بذلك على نحوٍ صائبٍ، فسوف يعدُّونك قدوةً لهم ويتبعون خطاك، والحيلة هي الاكتراث لحياتهم بصدق، فضلاً عن دعمهم والاعتناء بهم؛ وذلك لأنَّك إن اعتنيتَ بهم، فسيعتنون بك".

هذه هي القاعدة البلاتينية، فإن أنت اعتنيت بأعضاء فريقك، فسوف يعتنون بك، وقد علقَت هذه المحادثة في ذهني لسنوات عديدة، ومع تغيُّر الظروف، بقِيَت نصيحة الرقيب الأول "ميتشيل" مفيدة لي كلَّ يوم.

التحدِّي لإظهار"أفضل صفاتك" في العمل:

قد يقول بعض الأشخاص إنَّ الجانب الأكثر تحدِّياً للقيادة هو جعل أعضاء الفريق يبذلون "أفضل ما لديهم" في عملهم اليومي؛ ومعنى ذلك، أن يكونوا متفاعلين بنسبة 100% وذوي إنتاجية عالية في مكانهم الوظيفي، فلن يشتكي أيُّ قائدٍ من قلة التفاعل إن بذل كلُّ عضوٍ في الفريق أفضل ما لديه يومياً.

إلا أنَّ المسألة تكمن في صعوبة زيادة الفاعلية يوماً بعد يوم؛ إذ يقلق العاملون باستمرار بخصوص الظروف الخارجة عن سيطرتهم، ويمكن أن يشعروا بالعزلة عن قادتهم؛ إذ تمنع هذه المشتتات ونقص الإلهام الفِرق من تحقيق أهدافها، كما يمكن أن تقضي عواقب عدم تفاعل الموظفين على العمل.

إنَّ المنافسين الذين يمنحون الأولوية للالتزام، سيتفوَّقون على الشركات التي لا تفعل ذلك؛ إنَّها القاعدة البلاتينية: الشركات التي تولي أعضاء فريقها الاهتمام، سيُعتنى بها من قِبلهم بالمقابل.

إقرأ أيضاً: 6 مسؤوليات أساسية يجب أن يضطلع بها القادة لبناء فرق عمل فاعلة

كيف تقوم بذلك؟

إذاً، كيف نعتني - بصفتنا قادةً - "بجنودنا" ونلهم فريقنا؟ وكيف لنا وضع شروطٍ ليبذل فريقنا أفضل ما لديه؟ من خلال فهم أنَّه لدى كلِّ قائدٍ أسلوبه الخاص به، الذي هو عمليةٌ هامةٌ، أقترح أن تجد طريقك الخاص لتبنِّي بعض التقنيات الآتية:

1. القيادة بالقدوة:

أظهِر أنَّك تستطيع أن تكون ضعيفاً وهشَّاً، واسمح لفريقك بمعرفة لمحةٍ عن حياتك الشخصية أو عائلتك، وبيِّن لهم أنَّك تحتاج إلى استراحة ولست دوماً الرجل الآلي الذي تبدو عليه خلال اجتماعات الموظفين.

2. القيادة بالتعاطف:

اسمح لعضو فريقك المجتهد بيوم عطلةٍ إضافيٍّ للاهتمام بمسألة شخصية، وأرسل ملاحظة شكر مكتوبة باليد إلى أحد الأعضاء على جهده الخاص الإضافي، واسأل أعضاء فريقك بانتظام عن أحوال عائلاتهم.

3. القيادة بالامتنان:

أظهِر تقديرك لأعضاء فريقك الذين يمثِّلون الشركة جيداً، وتعرَّف إلى الأعضاء الذين يستحقون الثناء وعظِّم ذلك الأمر، ونظِّم حدثاً خاصَّاً يجمع الفريق معاً للاحتفال بعملهم الجاد وإنجازاتهم.

إنَّ ما يحدث غالباً في مكان العمل، أنَّنا نصبح آليين عندما نكون مركزين على هدف، أو نمط، أو منطقة راحة؛ إذ يقلِّل الكدح والإجهاد يوماً بعد يوم من طموحاتنا ورغباتنا لتحسين حياة الذين نعمل معهم.

قد يكون تجديد ذلك الالتزام والخروج عن المألوف، فعَّالاً لإعادة النظر في الالتزامات، وإعادة تقويم الجهود تجاه هدف ما، وإعطاء الأشخاص فرصةً للتفكير وتقييم نجاحاتهم وإخفاقاتهم، والتأكُّد بوضوح من أهدافهم وأدوارهم، واستعادة نشاطهم وحيويتهم من أجل مهام العمل المستقبلية.

شاهد بالفديو: 18 إشارة تدل على أنّ ممارسة القيادة تحتاج إلى التحسين

في الختام:

في حين قد تبدو القاعدة البلاتينية سهلةً وبديهية تماماً، فإنَّ بصمة القائد الحقيقي هي الالتزام بالقيادة الفاعلة وعقد الاجتماعات مع فريقه، كي يصبحوا ملهَمين لبذل أفضل ما لديهم وتحقيق نتائج استثنائية.

المصدر




مقالات مرتبطة